الثلاثاء 30 ابريل 2024

«البيه البواب».. «حرامى»

صورة أرشيفية

14-11-2023 | 12:49

تقرير: وائل الجبالى
قبل سنوات، قرر الرجل الخمسينى ترك قريته الكائنة بإحدى محافظات الوجه القبلي، قاصداً القاهرة طامحًا فى الحصول على فرصة عمل تساعده فى الإنفاق على أسرته الصغيرة. وهو الأمر الذى تحقق عقب حصوله على فرصة عمل مع أحد أقاربه فى مجال «المعمار» بمنطقة القاهرة الجديدة، إلا أن الحال لم تدُم طويلا فكانت الأموال التى يتقاضاها لا ترضى أحلامه فى تكوين ثروة اعتقد أن جمعها سيكون بين ليلة وضحاها. على أحد المقاهى الشعبية جلس الرجل الباحث عن الثراء مع شخص يعمل حارس عقار تعرف عليه خلال عمله فى مجال «المعمار» يشكو حاجته للمال وفرصة عمل تدر له راتبًا شهريًا كبيرًا. وهنا جاءت اللحظة التى حولت حياته 180 درجة، بعدما أخبره الثانى بوجود فرصة عمل ستجلب له الثراء السريع خلال سنوات قليلة قائلا له: «فيه واحد صاحبى عاوز بواب يحرس عمارة فى المقطم بمرتب مغرٍ»، لم يتردد الغريب فى قبول العرض، وطلب منه التوجه معه على الفور لمكان العمل الجديد. وبعد وقت قصير استلم الرجل القروي، مهام عمله الجديدة، وراح يعرف نفسه ويعرض خدماته على قاطنى العقار من شراء مستلزمات المنزل وتنظيف السلم، وجرت الأمور معه طبيعية، ليقرر بعدها السفر نحو بلدته لنقل أسرته للعيش معه داخل شقة سكنية بالطابق الأرضى فى العقار الذى يحرسه. يومًا تلو الآخر، أصبح الحارس الأشهر فى المنطقة متقمصًا دور الفنان الراحل أحمد زكي، خلال أحداث فيلم «البيه البواب»، حيث الحصول على الأموال من السمسرة جراء تأجير الشقق السكنية فى المنطقة. وفتحت له الدنيا ذراعيها خلال وقت قصير لكنه لم يكتفِ بذلك، بل قام باستئجار جراج فى المنطقة لزيادة دخله الشهرى، واستحوذ على المنطقة بأكملها من نظافة العمارات وغسيل سيارات السكان. منتصف العام الجاري، طلب أحد السكان ويعمل مدير شركة للصناعة الورقية، ومقيم بذات العقار الذى يحرسه المتهم وأسرته، فتاة تعمل لديه خادمة، وهنا لم يتردد الحارس وأرسل ابنته للعمل طرف الساكن المليونير. ومنذ الوهلة الأولى لدخولها الشقة راحت تنظر لقطع الأثاث باهظة الثمن والأجهزة الكهربائية، وفى نهاية اليوم عادت لتروى لأبيها عن مظاهر الثراء التى شاهدتها داخل شقة صاحب العمل، وأخبرته بوجود حقيبة يبدو أنها ممتلئة بالأموال داخل إحدى الغرف، طلب منها صاحب الشقة عدم نقلها أو العبث بها. لم تمر الكلمات السابقة على تفكير الأب مرور الكرام، ليطرح على ابنته خطة شيطانية، اختمرت فى ذهنه فكرة بدأ فى شرحها لها والتى حملت مفاجأة برغبته فى سرقة صاحب الشقة بعد أن يثق فى ابنته ويطمئن لها، وهو الأمر الذى سيدر عليهم أموالًا طائلة دون تعب أو كدّ. لم تتردد الفتاة فى قبول العرض، بل لاقت الفكرة إعجابها، وبعد مرور وقت قصير، طلب الأب من ابنته تنفيذ الخطة وسرقة حقيبة الساكن المليونير عن طريق استخدام نسخة من «المفاتيح» تحصلت عليها الثانية منه بأسلوب «المغافلة» حال عملها لدى المجنى عليه. وعقب تنفيذ جريمة السرقة، قام الأب بإخفاء الأموال معتقدا أنه سيفلت من العقاب، وبعد فتح الشنطة عثر بداخلها على مبالغ مالية وعملات أجنبية. عقب اكتشاف صاحب الشقة سرقة أمواله، قام بإبلاغ الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة عن تعرضه للسرقة وسرقة حقيبة خاصة بالشركة عمله وبداخلها مبالغ مالية عملات «أجنبية»، وعلى الفور انتقل رجال المباحث الجنائية لمحل الشقة محل الواقعة. التحريات والبحث الجنائى أكد أن حارس العقار وابنته وراء ارتكاب الواقعة، عقب ضبطهما حاول نفى التهمة عنه لكنه اعترف بتنفيذ السرقة، وتم بإرشادهما ضبط المبلغ المالى، وجزء بالعملة «المحلية» قام المتهمان بتغييرها من المبلغ المستولى عليه. وباستدعاء المجنى عليه اتهمهما بالسرقة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وبالعرض على النيابة العامة أصدرت قرارها بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.