الأحد 28 ابريل 2024

عمرو الشامي: شخصيات رواية «العروس» يمرون بقرارات طاحنة وأزمات نفسية عميقة

جانب من الندوة

ثقافة15-11-2023 | 00:35

شمس علاء الدين

عقد أمس الثلاثاء اللقاء الأسبوعي لمنتدى المستقبل للفكر والإبداع في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، والذي شهدت ندوة نقدية لمناقشة رواية «العروس» للكاتب الروائي حمدي الجزار، بحضور الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والناقد جمال القصاص، وأدار الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي، وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة حداد على أروح شهداء غزة.

وفي البداية، قال الإعلامي عمرو الشامي: «إن شخصيات رواية «العروس»  يمرون بقرارات طاحنة وأزمات نفسية عميقة لم يتجاوزها سوى الشخصيات البسيطة».

وأضاف "الشامي": «وهناك بعض الشخصيات التي تقدم من خلال دور أكبر من مستواها خلال أحداث الرواية، وشخصية الرواية الرئيسية وهو مرزوق عشم الله يذكرنا بشخصية الجد في رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا، وهو الشخص المطلق كلّي القدرة».

وقال الشاعر جمال القصاص: «تنطلق رواية «العروس» من مكان افتراضي يحمل اسمها هو مطعم وملهى ليلي فاخر في وسط القاهرة يرتاده الأثرياء.

وتساءل" القصاص" عن الصراع في هذه الرواية،  وقال: هل هو صراع مع الماضي؟ أم أنه صراع طبقي؟ أم أنه صراع بشر مع المكان، و الذي يعد الوعاء الحاضن لهم،  مضيفًا : ومن الأشياء المهمة في هذه الرواية أن المؤلف يعرف أين يضع الشخصيات المهمة في الرواية وكيف يقدمها خلال الأحداث.

ووجه "القصاص" عتابًا للمؤلف حيث قال: لي عتاب على هذا الوصّف الكبير، فكيف له أن يسخر من الحضارة المصرية القديمة، فأنا لا أفهم لماذا أطلق المؤلف على حمام الرجال في «العروس» اسم أوزوريس وحمام السيدات إيزيس، مضيفًا: أنت نفسك تتمسّح في الحضارة المصرية القديمة، وأنا أرفض هذا الوصف ولا أقبل به، علما أن هذه الرواية تنظر للمرأة باعتبارها مصدر قوة.

وقال الناقد الدكتور يسري عبدالله: "إن هناك قواسم مشتركة بين روايات حمدي الجزار السابقة "سحر أسود، لذات سرية، الحريم» وروايته التي بين أيدينا في هذه الندوة وهي رواية «العروس». 

وأضاف" عبد الله":  إن الكاتب حمدي الجزار استطاع في رواية "العروس" أن يخلق عالم خاص يحيكه لنا، وهو ينسج وفق نمط السرد الكلاسيكي، وهذه الرواية "العروس" تختلف في بنائها عن رواياته السابقة، ففي هذه الرواية يستخدم ضمير الغائب، والفارق ليس بين صياغتين لغويتين ولكنه موقف السارد من العالم، ووجهة نظر الراوي عن المروي عنه.

وواصل مبينًا: "تشكلت الرواية من 22 فصلًا روائيًا تمثّل متن الرواية، ونستطيع أن نقول أن ذهنية الكتابة الكبيرة حاضرة لدى المؤلف في هذه الرواية، فالرواية بها زخم هائل من الشخوص والحكايات" .

وأوضح "عبدالله"، إن الحكاية هي جوهر رواية حمدي الجزار الجديدة «العروس»، بعد رواياته الثلاث «سحر أسود ولذات سرية والحريم»، حيث يعاين الكاتب الروائي حمدي الجزار عالمًا جديدًا يختلف عن سابقه ويتقاطع مع نصوصه الثلاث في الوقت نفسه، خاصة وتحديدًا فيما يتصل بأنماط البناء وبنية السرد داخل النص.

وأضاف يسري عبدالله:" ويوظف الكاتب ضمير الغائب في الحكي، على خلاف ما صنعه في رواياته السابقة التي استخدم فيها ضمير المتكلم، والفارق ليس فارقًا بين صيغتين لغويتين أو نحويتين لكنه تعبير عن موقف السارد من العالم المحكي عنه، أو وفق السرديات الجديدة وجهة نظر الراوي في المروي عنه وهذا الاختيار الجمالي جعلنا أمام سارد من خارج الحكاية، ومن ثم تكتسي تعقيباته على المسرود عنه بأهمية مغايرة" .

وأضاف "عبد الله": " كانت العوالم المبناة على مهل والمشيدة مثل كاتدرائية عتيقة هاجسا أصيلا لدى حمدي الجزار في تصوره عن فن الرواية، ويتجادل مع هذا أيضًا ذلك الاستدعاء المتواتر للحكاية باستمرار في نصه، وهذا التداخل الكثيف ما بين الحكايات المتعددة التي تشكل خطوطًا متجادلة للسرد.

 

وتعد «العروس» الصادرة في القاهرة حديثًا عن مؤسسة ديوان الرواية الرابعة للكاتب حمدي الجزار في مشروعه السردي اللافت، بعد رواياته الثلاث «سحرأسود»، و«لذات سرية»، و«الحريم»، وقد حاز حمدي الجزار عددًا من الجوائز الأدبية من بينها: «جائزة ساويرس» عام 2006، وجائزة «بيروت 39» ، في العام 2010 وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015.

جدير بالذكر أن منتدى المستقبل للفكر والإبداع أحد أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية،  وتعضيد الثقافة الوطنية.

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي «إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة».

وتعقد الندوة في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، الدور الثاني، 1 شارع كريم الدولة متفرع من ميدان طلعت حرب، وسط البلد.

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa