الأحد 5 مايو 2024

الإعلامية الإماراتية حصة الفلاسي: الغرور مقبرة الموهبة.. وتفصله عن الثقة شعرة

حصة الفلاسي

تحقيقات16-11-2023 | 18:58

أجرت الحوار في الإمارات: مى عبد الهادي

كشفت الاعلامية الكبيرة حصة الفلاسي، عن جانب من شخصيتها بعيدًا عن عالم الإعلام والشهرة، حيث أوضحت أنها على الرغم من شخصيتها القوية، إلا أنها خجولة جدًا، ويظهر ذلك جليًا عندما تقابل الجمهور في الشارع وتتحدث إليهم، موضحة أنها تفرق بين وظيفتها كإعلامية وحياتها كإنسانة.

وأضافت الفلاسي، خلال حوارها مع بوابة "دار الهلال"، أن الشهرة جزءًا من وظيفتها ولكنها في البيت ومع العائلة تكون إنسانة عادية، لأن الإعلام مهنة وليس أسلوب حياة، وإلى نص الحوار.

 

في البداية نتحدث عن دراستك للهندسة والتصميم .. وعملك بالاعلام .. هل اختارك الاعلام ام اختارتيه ؟

الاعلام اختارني واختارته ..حبيته .. كنت بالفعل أدرس هندسة .. وكنت مذيعة في نفس الوقت ..ما حبيت أغير مجال دراستي وتخصصي .. وأنا بالفعل مذيعة ..وفي نفس الوقت أحب دراستي .. المفترض أن يدرس الانسان شيء يعمل به ويجعل هوايته على جنب .. أليس كذلك؟أنا العكس فعلته.. درست هوايتي وامتهنت الاعلام .... الاعلام طريق طويل والتعليم فيه دائم ومتواصل ..

 

اختيارك للبرامج التراثية ما سببه ؟

اخترت البرامج التراثية لانه كان عندي عشق لبرنامج قديم يعرض في التسعينات بين الحاضر والماضي .. للاعلامي فوزي خميس رحمة الله عليه ..هذا البرنامج كان برنامج مسابقات تراثية يصور على الكورنيش في أبوظبي في القرية التراثية .. وكان الشيخ زايد طيب الله ثراه يحضره أحيانا .. يدخل عليهم بالسيارة بشكل مفاجىء ..فكنت صغيرة أيام المدرسة أحب أتابع برنامج يحضره الشيخ زايد ويوزع عليهم جوائز .. يحمسهم على الاجابات ..أتأثرت بالمذيع جدا .. كما أني تربيت على يد جدتي وهي شخصية تراثية من الطراز الاول.. كنت متعلقة بها بشكل كبير..

 

لو تحدثينا عن علاقتك بجدتك وتأثرك بها .. وهذه الناحية الانسانية من حياتك كونك أيقونة و رمز من رموز الاعلام الاماراتي ؟

جدتي رحمة الله عليها كانت امرأة صلبة ..شغولة وكانت شخصيتها قوية جدا ..وكانت حركية لا تقولين الجدة الكبيرة في السن التي لا تخرج من البيت ..او لا تذهب لتخلص أشغالها..أو تعتمد على أحد ..كانت تقود السيارة وتذهب بنفسها لتدير البيزنس الخاص بها في التجارة وتعتمد على نفسها بشكل كامل في كل شيء ..تذهب للدوائر الحكومية .. وتأخذني معها في كل هذه المشاوير ..كنت أحب شخصيتها جدا ..

 

لديك تجربة انسانية ثرية ..حديثنا عنها ..؟

نعم توفى أبي وكنت صغيرة وأمي كانت لازالت شابة صغيرة .. تزوجت كأمر طبيعي .. وعشت مع جدتي وكانت هي أمي الثانية بالنسبة لي كانت تحبني وتدافع عني دائما ان أخطأت أي خطأ ..وكانت تقول أنا سأتفهم معها .. كما أثر بي كثيرا بشكل ايجابي العمل مبكرا كمذيعة ..كنت اعمل لانفق على دراستي الجامعية

 

برنامج السردال كان أول برنامج تراثي قمتي بتقديمه لو تحديثنا عن هذه التجربة .. كيف أثرت بكي وكيف كانت البداية ؟

 السردال لم يكن أول برنامج في المطلق .. كان لدي قبله برنامج مسابقات تراثية ولكن على الاذاعة ..وعملت مراسلة في برنامج صباح الامارات .. أثناءعملي كمراسلة كنت أسعى للعمل مقدمة برامج رئيسية .. قالت لي إحدهن .. أني لا أصلح أن أكون مذيعة على الهواء ..وفي الحقيقة أود أن أشكر من قالت لي هذا .. لانها قالت ذلك بشكل بالغ القسوة .. وقالت أني أحتاج "شغل كتير " بكيت لمدة ساعتين بكاء حار .. واستطاعت أن تحبطني بعض الوقت .. ولكن سرعان ما تحول الاحباط الى تحدي واصرار .. حفزني كلامها بشكل غير مباشر ..وقررت أثبت لنفسي قبل أن أثبت لها وللآخرين أني مذيعة متميزة .. لولا موقفها القاسي وهذا الاحباط الذي اعطتوه لي قبل 15 عام ما كنت أكون حصة الفاسي الموجودة اليوم على الشاشة .. ثانيا من أسرار النجاح بالنسبة لي الدخول في تفاصيل العمل فبرنامج مثل السردال والذي أضاف لي الكثير من الخبرة كنت أتدخل في كل شيء الديكور المحتوى اللبس .. من تلك اللحظة تعلمت أنه لكي أنجح لابد أن اهتم بنفسي بتفاصيل كل شيء .. واشرف على عملي ..لا اعتمد على أحد .. على الرغم من أن لدي فريق رائع ونعتبر أسرة جميلة لكن أؤكد أن من أسرار النجاح الاهتمام بأدق التفاصيل.. فالدراية والمعرفة بنقاط الضعف قبل القوة تعطي ثقة كبيرة ..ولا تظهر للمشاهد سوى نقاط القوة فكل برنامج في الدنيا لديه نقاط ضعف هذا أمر طبيعي ..  بمعنى عندما أعرف  مثلا مكان الاضاءة أفضل أية جهة .. أعرف الكثير عن الضيف المتحدث وماذا سيقول .. أكون متمكنة من أدواتي

 

• برنامج الشارة برنامج ناجح على مدار عدة مواسم ماذا يمثل لك؟

صعبة كثيرا إجابة هذا السؤال .. فمن الصعب أنا من أقوم بتقييم عملي .. إذا قولت أنجح برنامج في الخليج أكون هضمت حق باقي البرامج وأنا للامانة غير متابعة لباقي البرامج.. لكن بفضل الله وشهادة الجمهور برنامج الشارة على القمة وبشكر الله سبحانه وتعالى أنه ذائع السيط على مستوى الوطن العربي .. وتشرفت كوني مشرفة على البرنامج ولا أريد أن يفهم البعض اعتزازي بنجاح البرنامج غرور.. ولكنه امتنان لله سبحانه وتعالى ولجمهور عظيم مثقف

 

في استطلاع رأي لجريدة الخليج حصلتي على المركز الاول كأفضل مقدمة برامج.. عندما تقابلين الجمهور كيف تكون مشاعرك ؟

رغم قوة شخصيتي .. الا اني خجولة جدا عندما أقابل الناس أتحدث معهم وأضحك معهم ولكن أكون خجولة جدا .. بالنسبة لإستطلاع الرأي ليست المرة الاولى التي أحصل على المركز الاول ..بفضل الله منذ بداية برنامج السردال إلى آخر موسم لبرنامج الشارة ..أحصل على المركز الاول وهذا من توفيق المولى سبحانه

 

لو تحديثنا عن التكريمات إيه أكبر تكريم عزيز على قلبك ؟

أكبرتكريم بالنسبة لي وأعز تكريم على قلبي هو دخول سمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله على استوديو الشارة قبل الهواء بربع ساعة .. فخورة بهذه اللحظة ..كانت مفاجأة لم أكن أعلم مطلقا ولا أحد من البرنامج يعرف جاءني اتصال من محمد خلف المزروعي رحمة الله عليه قال سوف أتي لكم زيارة للاستديو فكونوا مستعدين .. وأتذكر كنت متعبة جدا خلال ذلك اليوم ولم أنم لمدة يومين لتحضيرات حلقة العيد .. وأتذكر اللحظة كنت واقفة وظهري لباب الاستديو وأتحدث مع الجميع .. أطلب منهم التزام اماكنهم.. نظرت لي برديوسر البرنامج طالبة مني السكوت .. اندهشت كثيرا كيف تتحدث معي بهذه الطريقة .. ولماذا؟ رأيتها تشاور خلفي ..نظرت خلفي لأجد سمو الشيح محمد بنفسه واقف أمامي .. قولت لنفسي مؤكد هيء لي من قلة النوم ..وتسمرت مكاني .. انتبهت عندما بدأ سموه يتحدث .. وسألني كم باقي من الوقت وتطلعوا هواء؟ قولت له نأخر الهواء من أجل سموك .. قال لي لا قفي مكانك وقدمي الحلقة .. كانت من أصعب اللحظات وقفت أقدم حلقة العيد أمام سموه وعيني بها دموع الفرح لحظة مؤثرة جدا لا أنساها أبدا ..رائع أن يشعر الانسان بعد كل التعب بالتقدير .. هل يوجد تكريم أفضل من هذا لا أعتقد ؟أدعو الله أن يتكرر

 

الانطلاقة الجديدة لشبكة أبوظبي للإعلام.. لو تحدثينا عنها وعن برنامج صباح الامارات الذي تقدمي فيه كمذيعة رئيسية؟

الانطلاقة هذا العام لأبوظبي للإعلام متميزة وجميع البرامج جديدة ..ونوعية ومميزة ..أتحدث عن الجزء الخاص بي وهو البرنامج الصباحي .. كوني مشرف عام على البرنامج ولست فقط مقدمته ..فكل ما يتعلق بالمحتوى وإنتاجه تحت إشرافي أنا واحدة من المذيعات الموجودات فيه ..وفي اليوم الذي لا أقدم فيه أكون في الكونترول لأني مشرف عام البرنامج ..تفاصيل كثيرة ودسمة .. وهناك الكثير من الصعوبات في البرنامج الصباحي لكن الحمد لله هذه التحديات نستطيع التغلب عليها .. كونه يومي ويعتبر بمثابة مجلة صباحية يومية منوعة ..لابد أن تواكب الفقرات العصر وتعود بالمشاهد للتليفزيون مرة أخرى ليتابع ..لأجل ذلك تحمست أني أعمل فقرات أسرية تربوية صحية ..فكل ما يتعلق حتى بالصحة حتى الصحة النفسية موجود في البرنامج ..بالاضافة الى التغذية والتكنولوجيا .. وفقرة من الذاكرة ..أسرار المهنة ..غرائب وعجائب ..السينما .. السوشيال ميديا ..فقرة إدخار ..والتغطيات الخارجية والمراسلين الموجودين في الاحداث الهامة في الامارات وفي نفس الوقت التقارير النوعية التي تلفت نظر المشاهد ..قدر الاستطاعة نوجه الرسالة الاعلامية ليس فقط على الصعيد المحلي ..ولكن المشاهد العربي .. كل الجاليات العربية ستجد اهتمامتها في البرنامج .. نستطيع القول أن 85 %من المادة المذاعة  تتناسب مع كل شرائح المجتمع وليس فقط مقتصر على المجتمع الاماراتي مع الحفاظ على الهوية الاماراتية ..

 

لو تحدثنا عن كونك لم تعتمدي على جمالك كمذيعة بقدر اعتمادك على الثقافة والاجتهاد.. بماذا تنصحين من يريد يدخل مجال الاعلام ؟وكيف تثقفين نفسك؟

قد تكون طريقتي كلاسيكية بالنسبة للبعض .. لكني أحبها وارتاح لها .. أنا لست ضد التكنولوجيا وتسهل علينا الحياة.. ولكني مازالت أحب القراءة من الكتب الورقية .. والجرائد الورقية .. وأخرج منها موضوعات للبرنامج .. دائما معي قلمي وأوراقي .. واعمل حتى جداول البرنامج يدويا.. أحيانا أسمع الكتب المسموعة في السيارة ولكن يبقى الاقرب لقلبي الكتاب الورقي .. القراءة شيء هام لكل اعلامي .. والاطلاع بشكل عام

 

ما الحكمة التي تؤمنين بها وفلسفتك في الحياة ؟

دائما أقول بين الثقة بالنفس والغرور شعرة .. هذه الشعرة اذا لم نراها يدخل الانسان مرحلة الغرور وأنا أراها مقبرة الموهبة .. أبغض الغرور كثيرا .. هناك فرق كوني إعلامية وكوني إنسانة ..الشهرة جزء من وظيفتي كمذيعة .. أنا في بيتي ومع عائلتي انسانة عادية .. الاعلام مهنة وليس اسلوب حياة ..لإنا مهتمة أبذل أقصى ما عندي لأقدم بطريقة لبقة ولائقة تمثل الامارات .. لكن ليس معنى ذلك أن اتقمص هذه الشخصية في حياتي الخاصة..هذه مهنة .. والشهرة أثرت علي بشكل سلبي .. التدخل في الخصوصيات أمر يزعجني جدا .. فبيتي وأسرتي خط أحمر ..أرى نفسي متصالحة مع نفسي بشكل كبير .. يظهر شعري الابيض والذي اسميه خيوط الذر .. في اطلالتي ولا اخجل منه ولا أصبغه ..بدأ الامر منذ كورونا تم غلق صالونات التجميل .. ومن بعدها أصبحت أتعامل به بشكل طبيعي ونصيحتي لكل بنت افعلي الشيء الذي يريحك لا تلفتي لاي نقد ولا تتأثري أبدا بالمظاهر والسوشيال ميديا ..دائما أقول لست قدوة لأحد أنا قدوة نفسي لدي عيوب أصلحها مع نفسي ..لا يوجد انسان خالاي من العيوب فلا تنبهروا .. أنا انسانة واقعية .

 

كإعلامية إماراتية كيف تري الاعلام المصري ؟

أحب مصر جدا أحب الروح الجميلة بها ..أذهب لسور الازبكية والمتحف المصري ومكتبة مدبولي والحسين .. اجلس واشرب شاي في الخمسينة ..أحب البحث عن الكتب القديمة بنفسي .. يعجبني في الاعلام المصري انتشاره الكبير .. وتأثيره .. وأحب كثيرا الفن المصري .. أحب شريهان ورشدي أباظة وسعاد حسني وأحب جدا عبلة كامل .. وأتمنى أن تعود مرة أخرى ..

 

• كيف تثمنين دعم القيادة الحكيمة للمرأة الاماراتية؟

المرأة الاماراتية بكل تأكيد محظوظة وتحظى بالدعم الكامل من الشيخة فاطمة أم الامارات فهي داعم كبير للمرأة الاماراتية والشيخ زايد طيب الله ثراخ دعم المرأة بشكل كبير وعلى نهجه سارت القيادة الحكيمة الى اليوم في تمكين المرأة في كل القطاعات ..فاليوم المرأة الاماراتية تتبوء أعلى المناصب في الدولة ..من وزيرة الى سفيرة.. قاضية .. وكيل للنائب العام ..عدد المشاركات هذا العام في انتخابات المجلس الوطني ربما أكثر من الرجال .. وهذا كل بفضل دعم القيادة الحكيمة وايمانها بقدرات المرأة وتمكينها في مختلف المجالات