بعد أيام من حصارها لمجمع الشفاء الطبي، وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، إنذاراً لإخلاء المجمع من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، خلال ساعة واحدة، ليواجهوا مصيرهم المجهول.

 

إخلاء مجمع الشفاء الطبي 

 

أخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، صباح اليوم، من المرضى والجرحى والأطفال الخدج، حيث خرج من المجمع ما يزيد عن 500 مريض وجريح أنهكهم الجوع والعطش جراء الحصار المفروض على المشفى منذ أيام.

 

خرج الجرحى من المشفى، في ظل أوضاع كارثية يتعايش فيها قطاع الصحة في غزة، فمنذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي على القطاع، خرجت 26 مشفى عن العمل من أصل 36، حيث تعاني المستشفيات الباقية من نقص في الإمدادات الصحية والوقود، مما يعني خروج المرضى إلى الموت المحقق.

 

 

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية، أن المجمع الطبي لم يتبقى فيها سوى 126 مريض، و5 أطباء، بالإضافة إلى 34 من الأطفال الخدج في الأقسام المختلفة.

 

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام المجمع، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وحولته إلى سجن كبير بعد منع الدخول إليه والخروج منه وتفجيرها مستودعاً للأدوية وأجهزة طبية وإطلاق النار على كل ما يتحرك بداخله، وأجرت القوات الإسرائيلية أعمال تفتيش لمبنى الجراحات والطوارئ وقبو مجمع الشفاء الطبي.

ويضم ثلاثة مستشفيات متخصصة، هى الجراحة، والأمراض الباطنية، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، وقسم الأشعة، وبنك الدم، وقسم التخطيط، وغير ذلك من أقسام.

 

 

وكانت وزارة الصحة في غزة، أكدت وفاة 51 من المرضى بينهم 4 من الأطفال الخدج منذ اقتحام الجيش الإسرائيلي للمجمع فجر الأربعاء الماضي، فيما أكد محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، وفاة كل المرضى في قسم العناية المركزة، جراء الحصار المفروض على المجمع.

 

واتهمت حركة حماس، القوات الإسرائيلية باختطاف عدد من جثث الشهداء من داخل المجمع، يأتي ذلك في ظل ما يلاحقها من تهم بارتكاب جرائم حرب في القطاع، حيث أعلنت المحكمة الجنائية الدولية تقدم خمس دول بطلب للتحقيق في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان إن مكتبه تلقى "طلباً للتحقيق بشأن الوضع في دولة فلسطين صادر عن الدول الأطراف الخمس، جنوب أفريقيا، وبنغلادش، وبوليفيا، وجزر القمر، وجيبوتي".

وتابع: "مع تلقي الطلب، يؤكد مكتبي أنه يجري حالياً تحقيقاً بشأن الوضع".

 

وفي عام 2021، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً بجرائم حرب يُشتبه بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بها.

 

وأوضحت جنوب أفريقيا أنها تقدّمت بطلب الإحالة مع "بلدان أخرى تشاطرها الهواجس نفسها" لكي تولي المحكمة الجنائية الدولية "اهتماماً طارئاً لخطورة الأوضاع" الحالية.

 

وأكد بيان وزارة خارجية جنوب أفريقيا على أن بريتوريا "تشجّع من جهة ثانية الدول الأخرى الموقّعة على نظام روما الأساسي على الانضمام إلى طلب الإحالة هذا، أو تقديم طلبات إحالة على نحو مستقل".

 

ووفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يجوز لأي دولة طرف أن تحيل إلى المدعي العام حالة يبدو فيها أن جريمة أو أكثر، من الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة، قد ارتكبت، وتطلب من المدعي العام التحقيق في الحالة لغرض تحديد ما إذا كان ينبغي اتهام شخص محدد أو أكثر بارتكاب مثل هذه الجرائم.