الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز إسهامات أبو بكر الرازي في العلوم المختلفة

  • 19-11-2023 | 17:34

الفيلسوف أبو بكر الرازي

طباعة
  • شمس علاء الدين

تحل اليوم ذكرى وفاة أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي طبيب وكيميائي وفيلسوف ورياضياتي من أصول فارسية، يعتبر من علماء العصر الذهبي للعلوم، وصفته "سيجريد هونكه" في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب «أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق»، درس الرياضيات و‌الطب و‌الفلسفة و‌الفلك و‌الكيمياء و‌المنطق و‌الأدب.

 

ولد أبي بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي عام 865 ، يعتقد أن مولده كان في مدينة الري بالقرب من طهران الحديثة، أمضى ريعان شبابه في مدينة السلام، ليدرس الطب في بغداد.

 

بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري، وقد ألّف الرازي لهذا الحاكم كتابه «المنصوري في الطب» ثم «الطب الروحاني» وكلاهما يكمل الآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس، ثم انتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة المعتضدي الجديد، الذي أنشأها الخليفة المعتضد بالله، شغل الرازي مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى النصف الأخير من حياته بمدينة الري.

اشتهر الرازي وزار الكثير من البلاد وعمل رئيسًا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتَّى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر.

 

وله إسهامات في مجال علوم الفيزياء حيث اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي.

 

ويظهر فضل الرازي في الكيمياء، بصورة جلية، عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي: المواد المعدنية، المواد النباتية، المواد الحيوانية، المواد المشتقة، كما قسّم المعادن إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضّر بعض الحوامض وما زالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن، وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر.

 

يزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى، ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة، تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية، كما ترجمت جزء منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية بالاخص في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر.

 

يعتبر كتاب الحاوي من أكثر كتب الرازي أهمية وقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة، تمت ترجمة كتاب الحاوي من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486، وقد أعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.

 

 ومن أعظم كتبه «تاريخ الطب» وكتاب «المنصور» في الطب وكتاب «الأدوية المفردة» الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم، وهو أول من ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير، وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.

 

وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه 19 نوفمبر إما في سنة 923 م، أو في سنة 932 م.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة