تتمنى كل أم أن تنشأ طفل لديه القدرة على حرية التعبير عن رأيه، دون قيد أو شرط، وتتساءل عن الطرق التي تمكنها من تربية صغيرها على ذلك، وفي السطور التالية نستعرض مع أخصائية نفسية بعض النصائح التي تساعد الأمهات في جعل أبنائهن ذو قدرة على التعبير عن الرأي بكل ثقة واستقلالية.
من جهتها، أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية نفسية وتخاطب وتعديل سلوك، في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن ينبغي على كل أم تنشئة طفلها على حرية التعبير عن الرأي منذ نعومة أظافره، وخاصة في الخمس سنوات الأولى من عمره، حيث تعد المسئولية حتمية عليها، لأنها الأكثر التصاقا بالصغير في تلك المرحلة، نتيجة قيامها بتلبية التزاماته والاحتياجات الفسيولوجية التي يتطلبها الابن من دعم وامن وحنان.
وأضافت الأخصائية النفسية، أنه هناك الكثير من النصائح التي تمكن الأم من جعل الصغير ذو قدرة على اتخاذ القرار والتعبير عنه بحرية واسعة، والتي منها ما يلي:
- عند تقديم الأم الرعاية المتكاملة للطفل، عليها أن تأخذ رأيه في كل ما يتعلق من احتياجاته، مثل أن تقترح عليه اختيار ملابسه، أو ما يريد تناوله من طعام، دون فرض نوع أو شيء تجده من وجهة نظرها مناسب.
- أن تعي الأم أن التدليل الزائد أو الشدة المفرطة، تأتي دائماً بنتيجة عكسية، وتسبب هزة في ثقة الطفل بنفسه، مما يؤدي إلي اضطراب شخصي عن اتخاذ القرارات بحرية، وذلك لأن التعبير عن الرأي من أهم وأول عوامل الثقة بالنفس.
- لا مانع من أخذ رأي الصغير في الأمور الحياتية، ودعم مواقف القوة لديه وحفظها، والتركيز على نقاط الضعف لديه ومحاولة التقليل من السلبيات، مثل في حالة أن الطفل يعاني من الانسحاب وليس لديه القدرة على الانخراط مع أقرانه، يجب على الأم معالجته ودعمه في الدخول في الأنشطة التعاونية، والطلب من معلميه بالمدرسة بضرورة مشاركته بالإذاعة المدرسية وأنشطة التلوين والشعر وغيرها، للتخلص من الوحدة أو الخجل أو غيره من عوامل العزلة والانسحاب.
- أن لا تفرض الأم على الطفل ممارسة رياضة محددة، بل تترك له حرية الاختيار.
- ضرورة سماع وجهة نظر الطفل في كل أمر يقترح عليه، لفهمه واستيعاب طريقة تفكيره، وبناء شخصية مستقلة قادرة على اتخاذ القرارات في المستقبل والتعبير عن الرأي.
- إعطاء الطفل وقت للتفكير فيما يعرض عليه دون استعجال أو تهميش، والبعد عن الكلام السلبي، حتى نستطيع أن ننشأ جيل مبتكر وفعال وايجابي وهادف.
- محاولة بناء جدار ثقة بين الأم وابنها، من أجل صنع جيل سوي نفسياً.