الأحد 26 مايو 2024

أنهى عصرالبلوكات سكن المصريين مشروع يليق بالمصريين سر إصرار الرئيس السيسى على البناء الجميل فى مشروعات الإسكان

سكن المصريين

21-11-2023 | 18:40

بقلـم: غالى محمد
تعلمت أثناء دراستى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ألا أقيم الحاضر بمعايير الماضى، ولا أقيم الماضى بمعايير الحاضر. ورغم ذلك، فليس هناك ما يمنع رصد ما تم فى الماضى حتى نصل إلى رؤية الحاضر، وحتى يكون المستقبل أفضل وأفضل.. أكتب بعدما رأيت على موقع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، وحدات المبادرة الرئاسية «سكن كل المصريين» فى مدينة قنا الجديدة. رأيت عمارات ذات نمط معمارى جمالى يدعو إلى الزهو والفخر، ويؤكد أن الدولة لا تبنى لمجرد السكن وإنما تبنى بفلسفة جوهرها حياة تليق بالمواطن. فشكل العمارات من الخارج وتصميمها والمساحات الفضاء الكبيرة بين العمارات التى ستتحول إلى حدائق، جعلتنى أرى عمارات تتفوق فى الشكل والتصميم على أشكال وتصميم عمارات يقوم ببنائها القطاع الخاص فى أرقى الأحياء والمدن، بل تتفوق على أشكال وتصميم عمارات فى بعض الكمباوندات فى معظم المدن الجديدة، بما فى ذلك القاهرة الجديدة والشيخ زايد. وليس فى ذلك مبالغة، بل باعتبارى من سكان القاهرة الجديدة، وتحديداً التجمع الخامس، أرى أن عمارات «قنا الجديدة» تتفوق فى الشكل والتصميم على عمارات قامت ببنائها شركات قطاع خاص لها اسم كبير فى سوق العقارات والمؤكد أن هذا لم يأت عشوائياً، وإنما نتيجة رؤية لدى الدولة فى اختيار النمط المعمارى. وإذا كانت تلك العمارات لم يتم تسليمها حتى الآن فى إطار المبادرة الرئاسية «سكن كل المصريين» فإن الصور الموجودة على الموقع قد أظهرت التصميم الجمالى للمطابخ فى هذه العمارات من حيث شكل السيراميك بلمسات جمالية والأحواض، وخلاطات الأحواض والأبواب الألوميتال للمنافذ الخارجية أو الأبواب الخشبية للحجرات. نعم ما رأيته فى عمارات «قنا الجديدة» كنموذج للكثير من المدن الجديدة التى تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية ليس إلا واحدة، تعبر عن سياسة واستراتيجية واضحة لدى الدولة للبناء الجميل ذى الذوق الرفيع، وبناء مدن وأحياء وتجمعات سكنية ذات تصميم راق فى مشروعات إسكان الدولة، خاصة فى المشروعات القديمة لإسكان الشباب وذوى الدخل المحدود، وكذلك سكن المناطق الحضارية للأسر التى انتقلت من العشوائيات. بناء جميل ذو ذوق رفيع فى الشكل وتشطيب عالى المستوى من الداخل فى كافة المشروعات التى تم بناؤها فى السنوات العشر من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعكس حرصه على بناء تجمعات سكنية جميلة بعمارات راقية فى الشكل الخارجى والتشطيب الداخلى، ومساحات كبيرة من الخضرة، وملاعب وخدمات حديثة، حتى لا يجد ساكنوها خاصة الأطفال أية فوارق اجتماعية أو فنية بينها وبين أقرب تجمعات سكنية يسكن فيها أسر المستوى الأعلى أو القادرون. النمط البنائى فى السنوات العشر، بعيداً عن نمط بناء البلوكات أو المساكن الشعبية أو المستعمرات الصفراء التى بدأت فى الستينيات واستمرت لعقود وكانت تدعو إلى الاكتئاب وسوء الحالة النفسية والإحساس بالعزلة والطبقية حتى إن الكثير من الطلاب فى المدارس والجامعات كانوا يخجلون من القول بأنهم يسكنون فى البلوكات. نعم لا ننكر ولا يمكن أحد أن ينكر أن البناء بنمط «البلوكات الصفراء» قد ساد مصر لسنوات طويلة منذ ثورة 23 يوليو فيما يعرف بالمساكن الشعبية فى الثمانينيات والتسعينيات فى كل مشروعات إسكان الدولة، حتى إن الرئيس الراحل حسنى مبارك قد شكا من نمط البناء بنظام البلوكات، عندما قرر المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق التوجه فى بناء القاهرة الجديدة على أساس تجمعات سكنية من البلوكات الصفراء، ومازالت موجودة حتى الآن فى التجمع الخامس والتجمع الأول. وقتها تم إجراء تغيير محدود فى شكل مساكن الشباب فى التجمع الأول والتجمع الثالث لكنه لم يكن تغييراً جوهرياً. وهنا أتذكر أنه كان تجمعا من أبنية البلوكات أمام منتجع «القطامية هايتس» وأصر ملاك المنتجع على التخلص من شكل هذه البلوكات وإعادة تصميمها بشكل جمالى. واستمر الحال هكذا، فى كل المحافظات تقريباً ولم يتم تغيير النمط البنائى إلى التصميم الجميل والتجمعات السكانية الحضارية إلا مع تولى الرئيس السيسى الحكم فى عام 2014. وقد تجلى ذلك فى البناء الحضارى، فى حى «الأسمرات» للذين انتقلوا إليه من سكان الأحياء العشوائية. حتى إن حى «الأسمرات» مبانيه العصرية والساحات الخضراء أصبح لا يقل فى الشكل الحضارى عن تجمعات سكنية بجواره قام ببنائها أكبر شركات المقاولات التابعة للقطاع الخاص. أيضاً تجلى ذلك النمط المعمارى الراقى، فى بناء حى «روضة السيدة» الذى حل محل تجمع «حى العقارب». فى «روضة السيدة زينب» وتجمعات سكنية أخرى فى منطقة أبو السعود على طريق صلاح سالم، وغيرها نجد أنماطاً بنائية وعمارات جميلة تليق برفع المستوى الاجتماعى والنفسى للأسر التى تسكن هذه العمارات. أنماط معمارية جميلة فى كافة مشروعات المبادرة الرئاسية «سكن كل المصريين» أراها بوضوح فى كافة المبانى التى يتم بناؤها فى التجمع الثالث وفى كافة المدن الجديدة، كما هو واضح على موقع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة. وقبل هذا وذاك، كان ذلك واضحاً فى عمارات مشروع «بشاير الخير» بالإسكندرية. عمارات ذات نمط معمارى جميل وتشطيب على مستوى عال ومساحات خضراء وملاعب ومناطق ترفيه. عمارات تماثل عمارات أجمل الأحياء الجديدة فى الإسكندرية. وإذا كنت أتحدث عن حى «الأسمرات» بمراحلها المتعددة ومن قبل مشروعات الإسكان الاجتماعى للشباب وغيرهم، فإننى لم أتحدث هنا عن مشروعات إسكان «جنة» وغيرها والمشروع الذى تم فى منطقة سور مجرى العيون أو مشروع حى مثلث ماسبيرو ولكن أركز على كافة مشروعات الإسكان التى تخاطب شرائح معينة من الأسر المصرية ذات الدخل المحدود والتى أصبحت تسكن فى أحياء وعمارات جميلة يفخر ساكنوها وبخاصة الأطفال والطلاب أنهم يسكنون فى هذه الأحياء وتلك التجمعات السكنية الحضارية التى تخلصت من نمط البناء بنظام البلوكات. نتحدث عن نمط بنائى جميل يؤدى إلى رفع المستوى الاجتماعى والنفسى لسكان هذه البنايات الجميلة وذات التشطيب اللوكس. وهنا لن أتوقف عند تسليم الكثير من الوحدات بالأثاث الذى يرفع من المستوى الاجتماعى والنفسى أيضاً، ولكن أتحدث عن تخليص مصر من ثقافة البلوكات وثقافة المساكن العشوائية، إلى تجمعات سكنية حضارية، بغض النظر عن الأعباء التى تتحملها موازنة الدولة من أجل الإصرار على البناء بأنماط معمارية جميلة ومتطورة للأسر ذات الدخل المحدود وللشباب وللذين ينتقلون من المناطق العشوائية إلى أحياء حضارية جميلة عملاً بمبدأ اعتمده الرئيس، وهو أن محدودى الدخل والطبقة الوسطى بل الفقير من حقه أن يسكن ويعيش فى مستوى كريم، فليس معنى أنه محدود الدخل أن يحكم عليه بأن يسكن فى وحدات مثل الصناديق المغلقة وهذه فلسفة تكشف اهتمام الرئيس بهذه الفئة حتى فى مستوى السكن. وبينما تنطلق الدولة فى هذا النمط البنائى الحضارى الجميل فهناك محاولات خاصة فى القاهرة الجديدة، لإضفاء بعض اللمسات الجمالية على المجاورات التى تم بناؤها من قبل اعتمادا على نمط البلوكات الصفراء، وتقوم بتغيير لونها والاهتمام بالمساحات الخضراء بها وإعادة إنشاء الأرصفة بأنواع راقية من البلاط، حرصاً على سكان هذه المجاورات التى تقع وسط الفيلات والمبانى الراقية فى التجمع الأول والتجمع الخامس، لكنها مهما حدث فهى مجرد محاولة لتحسين أوضاع تلك البلوكات، الأمر الذى يؤكد أهمية اتجاه الدولة منذ عام 2014 إلى البناء بأنماط سكنية وتصميمات جميلة وتشطيبات عالية المستوى. وتخليص مصر من نمط البناء بنظام البلوكات الصفراء والمساكن الشعبية والتى أدت دورها فى مراحل متعددة. ورغم ذلك فقد آن الأوان أن نتخلص من أسماء ما يعرف بمساكن الزلزال التى تعتمد على البلوكات أيضاً سواء فى منطقة المقطم أو القطامية بالقاهرة الجديدة. وإذا كان الرئيس السيسى قد قرر منذ عام 2014 بناء مشروعات إسكان الدولة بهذه الأنماط الجميلة والحضارية لما يزيد على مليونى وحدة سكنية وباستثمارات ضخمة، فإن تلك السياسة قد أكدت انحياز الرئيس السيسى لمعظم فئات المصريين من الطبقة الوسطى ومن أصحاب الدخل المحدود ومن الفقراء ومن الشباب. انحياز لرفع المستوى الاجتماعى والجوانب النفسية، وبخاصة للأجيال الجديدة والأطفال، وأنه لا فرق بين الذى يسكن هنا أو هناك. وفى هذا الاتجاه، يؤكد الدكتور محمد طاهر هاشم أستاذ الهندسة الإنشائية بكلية هندسة الإسكندرية، أن هذا النمط البنائى، هو نمط معمارى حضارى، تمت فيه مراعاة الظروف البيئية من حيث الإضاءة والتهوية، ومراعاة النسب البنائية للحفاظ على جودة البيئة، وقد يتم استغلال الفراغات الناتجة عن تطبيق النسب البنائية فى إنشاء أنشطة ثقافية ورياضية سواء فى الملاعب أو المكتبات، وبهدف إضفاء الطابع الحضارى الذى يساعد على إخراج السكان من أجواء العشوائيات إلى الأجواء الحضارية الجميلة.. «كما فى الأسمرات». وأضاف «د.هاشم» أنه تمت مراعاة أن يتناسب الشكل والتصميمات مع البيئة المحيطة، وهذا كان واضحا فى واجهات عمارات روضة السيدة زينب والتى تعكس الطابع الإسلامى من مشربيات وخلافه، مع جو المنطقة القريبة فى السيدة زينب. وأكد «د. هاشم» أن كافة مشروعات إسكان الدولة التى تم بناؤها وتصميمها منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، تراعى المنظر الجمالى والمساحات الخضراء التى تمثل متنفسا للسكان وكذلك توفير كل وسائل الرفاقية مثل الملاعب والحدائق والمتنزهات وتقضى على الفوارق الاجتماعية وتؤدى إلى تحسين الأحوال النفسية خاصة الأطفال. وهذه فلسفة يحرص الرئيس على تطبيقها فى كل المدن الجديدة وخاصة الإسكان الاجتماعى ويتابعها بشكل مستمر حرصا على حق المواطن محدودى الدخل فى سكن يليق به.