منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، لم تتوقف إسرائيل عن تزييف الحقائق والترويج لها، حتى باتت تخنق كل يوم جراء فضيحة من كذبة اختلقتها، من خلال وقائع متعددة شهدتها أيام الحرب منذ 47 يوما، لكن سرعان ما ثبت كذبها ومنها الادعاءات بشأن قصف المستشفى المعمداني ورواية قطع رؤوس الأطفال وجدول مناوبات أيام الأسبوع في مستشفى الرنتيسي الذي ادعى الاحتلال أنه يخص أسماء قادة المقاومة.
الدعاية لم تنفع
في ظل موجة التعاطف التي صاحبت دولة الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، عملت إسرائيل على الترويج لمزاعم كاذبة بإقدام حركة حماس على قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيلياً، وقد بدأت تلك الدعاية حين ادعت الصحافية الإسرائيلية "نيكول زيديك" التي تعمل في قناة "آي 24" الإسرائيلية، أن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس 40 طفلاً في في كيبوتس كفار عزة.
ونفى عدد من الصحفيين الذين كانوا في المكان نفسه مع الصحافية الإسرائيلية هذا الأمر، وقالوا إنهم لم يجدوا أي دليل على هذا الكذب الشنيع، رغم كونهم أجروا العديد من المقابلات مع الجنود والمسؤولين الإسرائيليين في المكان نفسه، وسجلوا إفادات أدلى بها شهود عيان.
ولكن تعززت تلك الدعاية بترويج الرئيس الأمريكي جو بايدن لها، حيث قال أنه شاهد صور أطفال إسرائيليين ذبحتهم حماس، ولكن سرعان ما نفى البيت الأبيض مشاهدة بايدن للصور بنفسه، موضحاً أنه سمع عنها فقط من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبعد العجز عن إثبات الادعاء بقطع رؤوس الأطفال، تراجعت وسائل الإعلام عن تلك التقارير، من بينهم صحيفة "الاندبندنت" البريطانية وقناة "سي إن إن" (CNN) الأمريكية.
وفي واقعة أخرى نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صورة ادعى أنها لطفل إسرائيلي أحرقته حماس، ولكن تبين بعد ذلك أن تلك الصورة مزيفة، وكشف الصحافي الأمريكي جاكسون هينكل أن تلك الصورة في الأصل صورة كلب في عيادة طب بيطري، تم تزيفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، لتحل محل صورة لجسد طفل متفحمة.
كذب استهداف حفل موسيقي
ومن بين الدعاية الكاذبة، ترديد مسؤولين إسرائيليين وغربيين، أن مقاتلي المقاومة ارتكبوا مجزرة بحفل موسيقى في منطقة غلاف غزة في هجومهم يوم 7 أكتوبر الماضي، وقد توصلت الشرطة الإسرائيلية إلى معلومات مغايرة تماماً عن ذلك، إذ توصلت الشرطة إلى أن طائرة حربية إسرائيلية هي التي قتلت المشاركين بمهرجان "سوبر نوفا".
وأشارت التحقيقات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، أن مقاتلي القسام لم يكونوا على علم بهذا الحفل، ولكن مظلييها وأثناء عبورهم فوق مستوطنات غلاف غزة شاهدوا إسرائيليين يخرجون إلى الشوارع قرب مستوطنة "ريعيم"، عندما وصل هؤلاء المقاتلون إلى المكان قصفتهم طائرة إسرائيلية مع المحتفلين بعد تلقيها معلومات عن عمليات أسر فقتل أكثر من 360 شخصاً، والعثور على جثث مفحمة قد يؤكد ما خلص إليه هذا التحقيق، إذ أن كتائب القسام لا تملك أسلحة حارقة، وهو ما ينقض الرواية الإسرائيلية بخصوص الجثث المحترقة.
وخلال كلمة أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام الأخيرة، رجح أن يكون الجيش الإسرائيلي قصف قوات له على الأرض ظناً منه أنهم وقعوا في الأسر خلال اشتباكات مع المقاومة.
وتابع:"حين يعجز جيش الاحتلال عن سحب آلياته المعطوبة يقوم بقصفها من الجو".
كذلك، زعم جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام، تحرير المجندة "أوري مجيديش" خلال عملية برية من الأسر، وقد آثار تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:"إنه لن يكشف أي تفاصيل تتعلق بظروف تحرير المجندة" الكثير من التساؤلات حول مصداقية الواقعة.
وقد ذكر موقع عكا للشؤون الإسرائيلية، أن صفحات وتعليقات الإسرائيليين عبر منصات التواصل الإجتماعي، تطالب بصريح من أبوعبيدة للكشف عن مصداقية خبر تحرير الإسرائيلية، ويقولون إنهم لايثقون بتصريحات قادة الدولة الإسرائيلية.
أيضاً، تدوال رواد منصات التواصل الإجتماعي ما قالوا أنها صورة لصفحة المجندة عبر تطبيق فيسبوك، حيث يظهر أنها نشرت تعليق يوم 12 أكتوبر، أي بعد خمسة أيام من عملية طوفان الأقصى.
ومما يدحض الرواية الإسرائيلية بالكامل، أن اسم الأسيرة لم يكن موجود على قائمة صحيفة "هآرتس" العبرية للأسرى لدى القسام، وأن اسم المجندة أضيف لاحقاً بعد الإعلان عن تحريرها.
كذلك، نفت كتائب عز الدين القسام، الرواية الإسرائيلية بشأن تحرير الأسيرة أو الوصول لأي أسير لدى القسام.
الادعاء الكاذب بشأن قصف مستشفى المعمداني
وبعد قصف مستشفى المعمداني، ادعت إسرائيل سقوط صاروخ فلسطيني عن طريق الخطأ على المستشفى، كمحاولة لتنصل من جريمته النكراء، يأتي ذلك برغم من تغريدة المتحدث بإسم الإعلام الرقمي للجيش الإسرائيلي، حيث قال:"سلاح الجو الإسرائيلى يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة..، من المؤسف أن حماس تطلق الصواريخ من المستشفيات".
لكن سرعان ماحذفت التغريدة، وعلق بتغريدة أخرى:"في وقت سابق نشرت خبراً عن رويترز حول القصف على مستشفى في غزة، الذي ذكر بشكل خاطئ أن إسرائيل قصفت المستشفى".
الادعاءات بشأن المستشفيات
كذلك، أقدمت قوات الإحتلال على اقتحام مجمع الشفاء الطبي، بزعم القيام بعملية ضد كتائب القسام، وقد اعى الإحتلال العثور على أسلحة ومعدات عسكرية داخل المجمع.
على الرغم، من إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لاتوجد مؤشرات على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء الطبي، رغم أن الجيش ادعى على مدى أسابيع وجود أسرى إسرائيليين فيه.
كذلك، نشر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، أدلة تشير إلى أن حركة حماس تستخدم مستشفى "الرنتيسي" للأطفال في غزة، لإحتجاز أسرى عملية طوفان الأقصى، ولدعم روايته أظهر قائمة يقول، أنها باللغة العربية ومكتوب فيها تفاصيل عملية طوفان الأقصى التي شنت في السابع من أكتوبر الماضي، وتتضمن أسماء الحراس الذين ينتابون على حراسة الأشخاص الذين كانوا موجودين هنا، وبعد التدقيق في الصورة تبين أن هذه القائمة تؤرخ لأيام الأسبوع التي تلت عملية طوفان الأقصى، وهي عبارة عن جدول يبدأ من 7 الشهر الماضي، وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه.