قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اتفاق الهدنة في غزة من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ غدا الخميس، وهو خطوة مهمة للغاية وجهد بذل من جانب مصر وقطر وأيضا من جانب الولايات المتحدة الامريكية، مضيفا أن الاحتلال الإسرائيلي حاول أن يماطل في موضوع التهدئة وحتى صفقة اطلاق سراح الأسرى، والتفاهمات استمرت لمدة أسبوعين كاملين.
وأوضح الرقب، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الاحتلال كان يأمل أن يكون له طرف خيط في مستشفى الشفاء ولكنه عندما أحبط بعد اقتحام المستشفى واحتلاله وتجريفه لم يجد أي شيء، يدين المقاومة، فوافق على هذه الصفقة خاصة بعد أن وجد إحدى الأسيرات الإسرائيلية مقتولة في شقة بجانب المستشفى، مضيفا أنه كانت هذه الرسالة من المقاومة للاحتلال بضرورة إكمال صفقة تبادل الأسرى.
وأكد أهمية الصفقة لتبريد جبهة الحرب والتقاط الشعب الفلسطيني أنفاسه، وهذه ستشمل إفراج المقاومة عن خمسين طفلا وامرأة مقابل إفراج الاحتلال عن 150 من المدنيين من النساء والأطفال الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه الصفقة أولية حسب الاتفاق وستستمر الهدنة أربعة أيام، وسيطلق الجانب الفلسطيني سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعات سيتم تسليمهم إلى الجانب المصري، وإطلاق سراح الأسرى والأسيرات الفلسطينيات وهذا سيتم لاحقا.
وأشار إلى أن الاحتلال قدم كشفا بأسماء 78 أسير من المدنيين الإسرائيليين لدى المقاومة، ومنهم 50 أسيرا لدى كتائب القسام وسيطلق سراحهم، وسيتم تجميع الـ27 اسما الآخرين من الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أنه قد يتم تمديد الصفقة لأكثر من العدد المعلن، وقد يتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة يوم أو يومين مقابل إطلاق سراح دفعات جديدة من الأسرى.
وأضاف الرقب أن الاحتلال الإسرائيلي نشر اليوم قائمة بثلاثمائة اسم أسير أو طفل فلسطيني من دون الـ19 عاما لدى الإسرائيليين، وهؤلاء سيتم تقديم الطعون عليهم من قبل المواطنين الإسرائيليين ليتم اختيار القائمة النهائية للأسماء، مشيرا إلى أن الصفقة قد تدخل حيز التنفيذ غدا.
وشدد على أن هذه الهدنة لا تدفع باتجاه وقف دائم لإطلاق النار وخاصة أن الاحتلال الاسرائيلي يتحدث أنه هذه الهدنة مؤقتة، وبعدها سيتم استكمال الحرب على غزة، لأن الهدف الذي رفعه الاحتلال من البداية لم يتحقق، وهو القضاء على المقاومة، مضيفا ما نتوقعه نحن أن يوافق الاحتلال على هدن يحصل بها على كل أسراه من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين، ثم يكمل مهمته للقضاء على المقاومة أو حركة حماس، وقد يلجأ لضرب الأنفاق بالغاز السام ويخشى أن تكون جنوده وأسراه داخل هذه الأنفاق لذلك أجل هذه الخطوة لحين إتمام تبادل الأسرى.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الضامن لتنفيذ هذه الهدنة هي مصر وقطر والولايات المتحدة، حيث تعهدت واشنطن بإلزام الاحتلال بعدم استخدام طائرات التجسس على مدار الأربعة أيام للهدنة من الساعة العاشرة حتى الساعة الرابعة وهي الفترة التي سيتم التحرك بها من المقاومة لتجميع باقي الأسيرات والأسرى الأطفال لدى الفصائل، موضحا أنه بعد الهدنة سيكون هناك استئناف للحرب.
ولفت إلى أنه في عام 2014 استمرت الحرب على غزة 51 يوما تخللها عدة هدن لقرابة 14 يوما متفرقة، لذلك التوقع بأن هذه الهدنة لن تفضي لإنهاء الحرب ولكنها لالتقاط الأنفاس وتسليم الأسرى الإسرائيليين، مشددا على أن هناك عدد كبير من الأسرى المدنيين من الرجال والنساء والأطفال لدى المقاومة، وسيتم تسليم 50 امرأة وطفلا كانوا لدى حماس في تلك الصفقة، لكن هناك عدد من الرجال بجانب عدد من الجنود التابعين لجيش الاحتلال بما يقارب 200 جندي وهؤلاء سيتم إطلاق سراحهم في صفقات متتالية بعد الاتفاق.