قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إن الموقف المصري منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وهو يتسم بنقاط قوة في إدارة الأزمة، أولها الوضوح الشديد والحسم الواضح في الأفعال والأقوال، وهو ما انعكس في كل كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي وكلمته اليوم في استاد القاهرة الدولي.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن اليوم أكد الرئيس السيسي في كلمته بوضوح شديد أنه لا تهجير الفلسطينيين سواء داخل حدودهم أو خارجها أو محاولات الزج بهم إلى سيناء لتصفية الفلسطينية وأنه خط أحمر، مؤكدا أن هذا الأمر به وضوح شديد ووضع الرئيس السيسي خطوطا حمراء للعالم ولإسرائيل في هذا الأمر.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي أكد هذا الأمر في عدة مناسبات وكلمات سابقة وأن مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها ولا على حساب غيرها، وذلك مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي تصفية الفلسطينيين في غزة بنقلهم في اتجاه سيناء وفي الضفة الغربية بنقلهم في اتجاه الأردن، وهو ما تراه الحكومة الإسرائيلية المنقذ لها من الورطة التي تقع فيها حاليا وموقفها السيء وعدم قدرتها على تحقيق أي إنجاز على الأرض.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرى أنه إن أحكم السيطرة على غزة بالكامل على حساب سيناء وكذلك الأمر بالنسبة للضفة الغربية على حساب الأردن، فسيكون ذلك نجاحا له، موضحا أن هناك تنسيق كبير بين مصر والأردن في هذا الاتجاه، لذلك جاءت كلمة الرئيس السيسي اليوم واضحة ووضع هذا الخط الأحمر، والذي يعني أن الدولة جاهزة بكل إمكانياتها لمنع هذا المخطط نهائيا.

ولفت إلى أن الرسالة المهمة الأخرى في كلمة الرئيس السيسي اليوم هي تأكيده أن معبر رفح مفتوح ولم يغلق أبدا، بل أدخلت مصر كل ما تستطيع من مساعدات إنسانية برغم الظروف الصعبة، والظروف الأمنية المعقدة وخطورة دخول الشاحنات في ظل استمرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من رفح، لكن مصر تحملت هذه الخطورة ولم تغلق المعبر برغم القصف على الجانب الآخر، ولهذا السبب دخلت المساعدات بمعدلات أقل.

وأشار الحلبي إلى أن كلمة الرئيس السيسي اليوم لم تنفصل عن الإطار العام والتضامن من كل أجهزة الدولة المصرية مع القضية الفلسطينية، فالحكومة ومجلس النواب ومجلس الشيوخ والقضاة وكل أطياف الشعب المصري عملت بشكل متكامل قيادة وحكومة وشعبا للتضامن والدعم للقضية الفلسطينية والشعب الشقيق، وهو امتداد للتضامن على مر التاريخ.

وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يزايد على مصر هذا الأمر، وتكللت جهودها بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل لاتفاق هدنة إنسانية وتبادل الأسرى، وهو الدور الذي أشاد به الرئيس الأمريكي، ووجه الشكر للرئيس السيسي في اتصال هاتفي أمس، مشددا على أن الموقف المصري موقف أفعال واضحة تؤثر بقوة على مجريات الأحداث.

وأكد أن الرئيس السيسي في كلماته وكل ما قام به من جهود استطاع أن يقنع العالم بأنه لا تهجير قسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، والعالم كله اقتنع بهذه الرؤية وباتت دول العالم كله بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية رافضة للموضوع، وهذه نقطة قوة عالية في الموقف المصري.