دعا النائب في البرلمان الهولندي عن حزب "دنك"، توناهان قوزو، إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية، وذلك "لقتله" آلاف الأطفال الفلسطينيين.

جاء ذلك في حديث لقوزو، لوكالة الأنباء (الأناضول) التركية، تناول فيه الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، التي خلّفت على مدار 48 يوما الماضية 14 ألفا و854 قتيلا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، حتى دخول هدنة إنسانية حيز التنفيذ صباح الجمعة.

وأشار قوزو إلى أن "المواطنين في هولندا يتابعون الأحداث في غزة وكذلك الموقف غير العادل" الذي تتخذه حكومة بلادهم.

وفي 26 أكتوبر الماضي، قال رئيس وزراء هولندا، مارك روته، لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن "عملية الجيش الإسرائيلي للقضاء على حركة حماس ضرورية، وليس هناك طريق آخر، وإلا فلن تستطيع إسرائيل البقاء على المدى الطويل".

وشدد النائب عن حزب "دنك" -أغلب أعضائه من الأتراك والمهاجرين- على ضرورة محاكمة نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال: "العقاب هو الشيء الوحيد الذي يستحقه الظالمون. سيدفع نتنياهو ثمن ما اقترف عاجلا أم آجلا. سيحاسب على قتله آلاف الأطفال الفلسطينيين".

وأضاف: لسوء الحظ، فإن العديد من الدول في أوروبا "تبذل قصارى جهدها لكسب ود الحكومة الإسرائيلية وغض الطرف عن الظلم والتمييز والقمع والمذابح المرتكبة"، تحت ذريعة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ولفت قوزو أنه لم يصافح نتنياهو خلال زيارته لهولندا في 2015، وأن السلطات الإسرائيلية تعمدت توقيفه خلال زيارته للقدس عام 2019.

وأضاف: لقد عبرت عن موقفي بكل صراحة من خلال عدم مصافحة قتلة الأطفال، وهو ما دفع نتنياهو للشعور بعدم الارتياح. هذا يجعلنا بالطبع نشعر بالسعادة.

وزاد: "لقد كان هدفي هو التعبير عن رأي شريحة مهمة داخل المجتمع الهولندي، هناك، والاصطفاف إلى جانب المظلومين ضد الظالمين. أنا فخور بما فعلت، ولو عاد الزمن بي إلى الوراء لفعلت ذلك مرارًا وتكرارًا".

وأوضح النائب في البرلمان الهولندي عن حزب "دنك"، توناهان قوزو أنه زار القدس عام 2019 للوقوف على الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون هناك، وقال: لقد كان الوضع أسوأ بكثير مما قرأته أو شاهدته على شاشة التلفزيون.

وتابع: "إن التمييز والمعايير المزدوجة الممارسة هناك واضحة للغاية. أردنا أن نسير إلى المسجد الأقصى حاملين العلم الفلسطيني كرمز لمناهضة التمييز. وقاموا باعتقالنا".

وأشار قوزو إلى أن "بعض الأطراف السياسية في البرلمان الهولندي تدعم منظمة "بي كا كا" وتتعاون معها، وقد نجحنا في تغيير موقف بعض الأحزاب السياسية من هذه القضية، ودفعها نحو النأي بالنفس عن التنظيم الإرهابي".

وأكد النائب في البرلمان الهولندي أن أشياء كثيرة تغيرت في هولندا بعد دخول حزب "دنك" إلى البرلمان عام 2017.

وقال: في هذه الأيام، حيث يزداد فيها التمييز والعنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للمسلمين في هولندا، بات المجتمع الهولندي بحاجة إلى صوت سياسي يعبر عن رأي شريحة مهمة داخله. لقد كان هذا بالضبط الهدف من تأسيس حزب "دنك".

ولفت قوزو إلى أن التمييز والعنصرية تعتبران أكبر مشكلة يواجهها الأشخاص الذين يعيشون في هولندا.

وأشار قوزو إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات (جرت الأربعاء) في صفوف المواطنين الهولنديين من أصول أجنبية.

وشارك حزب "دانك" (التفكير) الهولندي لأول مرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس 2017 بهولندا، وأسسه النائبان توناهان قوزو، وسلجوق أوزتورك، وحقق آنذاك نجاحا لافتا، بالنظر إلى حداثة تأسيسه، بعد فوزه بثلاثة مقاعد، في 3 مدن هولندية كبرى.