الجمعة 17 مايو 2024

وزيرة خارجية فرنسا تزور الصين لبحث تسوية خلافات السيارات والتجميل

وزيرة خارجية فرنسا

عرب وعالم24-11-2023 | 16:15

دار الهلال

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، اليوم /الجمعة/، إن بلاده تحافظ على علاقات ودية طبيعية مع جميع الدول، فيما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إن "فرنسا ملتزمة بالحوار مع الصين، مؤكدة على أهمية العلاقات بينهما، وذلك بعد أن أثار تحقيق للاتحاد الأوروبي، بدعم من باريس، عن السّيارات الكهربائية صينية الصّنع، غضب بكين.

وقال وزير الخارجية الصيني - في مؤتمر صحفي في بكين مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا - إن بلاده تحافظ على علاقات ودية طبيعية مع جميع الدول، ومنها إيران وروسيا وكذلك فرنسا.

ورداً على سؤال عن موقف الصين حيال علاقاتها مع أوروبا، قال وانج: "موقف الصين واضح، سنلتزم بدعم الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا".

وتركّزت زيارة كولونا لبكين حول تعزيز العلاقات بين الشعبين مثل التبادل الطلابي والسياحة، فيما هناك مخاوف من أن تطغى القضايا التجارية على الزيارة، في أعقاب التحقيق في السيارات الكهربائية الذي انتقدته بكين بشدة.

وبرر قادة الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق بشأن دعم الصين لشركاتها العاملة في سوق السيارات الكهربائية، ما يمنحها ميزة غير عادلة، حيث يأتي نتيجة لتضرر السوق الأوروبية في الماضي نتيجة ممارسات مشابهة.

وقالت كولونا لرئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج: "نحن ملتزمون بالحوار مع الصين"، مضيفة أنها "سعيدة" بلقائه بعد اجتماعهما في باريس في يونيو.

وأضافت كولونا - في الاجتماع - "نعمل مع الصين لإيجاد حلول لتحديات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والديون وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية وإعادة التوازن فيها".

وتسبق زيارة كولونا زيارة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل إلى بكين في أوائل ديسمبر لحضور أول قمة مباشرة مع الرئيس شي جين بينج منذ 4 سنوات، وذلك بعد تدهور العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي خلال جائحة كورونا.

وتعهد المسؤولون الأوروبيون مراراً بالحد من الاعتماد الاقتصادي على الصين في القطاعات الحيوية، أو ما يعرف "بتقليل المخاطر"، في مواجهة ما تسميه مجموعة السبع "الإكراه الاقتصادي" من جانب الصين.

وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى مع شي في وقت سابق من هذا العام، الاتحاد الأوروبي على توخي الحذر والمطالبة بتكافؤ الفرص مع دول مثل الصين. ومارس الضغط على المفوضية الأوروبية من وراء الكواليس للبدء في التحقيق.

وتعد الصين ثالث أكبر شريك تجاري لفرنسا، لكن الشركات الفرنسية وغيرها من الشركات الأوروبية تشعر بقلق عميق إزاء الخلل الهائل في التوازن التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي والتشريعات الصينية غير الواضحة بشأن نقل البيانات عبر الحدود وإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية الصينية رخيصة الثمن؛ مما يهدد شركات صناعة السيارات المحلية.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، إنه يجب تجنيب أوروبا الضغط بسبب التنافس بين واشنطن وبكين، مؤيداً موقف ماكرون بأن دول الكتلة "لا ينبغي أن تصبح تابعة".

وتشعر فرنسا أيضا بالقلق إزاء المحاولات الصينية لإجبار شركات مستحضرات التجميل الفرنسية على مشاركة أسرار التصنيع مع الأطراف الصينية.

ووفقا لهيئة الجمارك الصينية، فإن فرنسا هي أكبر مَصدر لواردات مستحضرات التجميل والنبيذ في الصين، إذ تعتمد شركات السلع الفاخرة الفرنسية مثل (إل.إم.في. إتش) بشكل كبير على المستهلكين الصينيين.

واتفقت فرنسا والصين على العمل معاً لتحسين البيئة التنظيمية المحيطة بمستحضرات التجميل لحماية الوصول إلى الأسواق وسلامة المنتجات.

وقالت وزارة المالية الفرنسية - في وقت سابق - إن البلدين سيشكّلان مجموعة عمل ستعقد أول اجتماع لها في فرنسا قبل نهاية العام، وستحاول تنسيق اللوائح.

وأثار الاتحاد الأوروبي مخاوف لدى الصين بشأن مستوى المعلومات التفصيلية عن المنتجات التي يتعيّن على شركات مستحضرات التجميل مثل "لوريال" (L’Oreal) و "إل في إم إتش" (LVMH) تقديمها من أجل بيع سلعها في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بحسب ما أفادت "بلومبرج" في أول يونيو.

وأثار عدم تعافي الطلب على السلع الفاخرة في الصين بعد الجائحة قلق المستثمرين. وأكد شي أن الصين ترحب باستثمارات الشركات الفرنسية خلال اتصال هاتفي الاثنين مع ماكرون، الذي بدوره دعا إلى ضمان تلقي الشركات الأجنبية في الصين معاملة عادلة.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين،رؤساء دول الاتحاد إلى إظهار "وحدة موقف" حيال الصين، بعدما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلاً.

وأبدى رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماعه مع كولونا تفاؤلاً بشأن تعزيز العلاقات الثنائية. وقال لي: "تطورت العلاقات بين الصين وفرنسا بشكل أفضل في جميع المجالات منذ بداية العام في ظل القيادة الاستراتيجية للرئيسين شي جين بينغ وماكرون".

وأضاف: "ستحل العام المقبل الذكرى الستون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، وسنواصل جهودنا على أمل أن يشهد العام الستون تطورا كبيرا وإنجازات ملموسة".

وجددت الوزيرة الفرنسية دعوتها إلى إطلاق سراح جميع "الرّهائن" الموجودين لدى حركة حماس الفلسطينية.

وقالت كاثرين - في ندوة صحفية، الجمعة، في بكين - "بالنسبة لنا، يجب إطلاق سراح جميع الرهائن. كلهم ​​وليس 50 فقط".

وقال مصدر دبلوماسي في باريس، إن الوضع في الشرق الأوسط سيكون على جدول أعمال المناقشات بين كولونا ومحاوريها الصينيين.

وأوضح المصدر أن "الصين لاعب له وزن أكبر من أي وقت مضى في المنطقة"، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى "علاقتها المهمة والقوية مع إيران".

وفي هذا الصدد، قالت الوزيرة الفرنسية: "أول شيء نتوقعه من الصين في هذا الصراع هو توحيد جهودها مع جهودنا لضمان تجنب أي تصعيد إقليمي، في ضوء الرسائل التي يمكن أن ترسلها إلى الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة إيران".