الأحد 26 مايو 2024

رجل الصناعة.. الناصرى

15-1-2017 | 00:15

لا يخفى هذا الرجل أبداً انتماءه السياسى إلى عبدالناصر وزمنه الجميل. يعبر عن ناصريته بوضوح وصدق كلما سنحت الفرص. ليس بالكلام فقط بل بالأفعال.

محمد فريد خميس.. ناصرى؟!.. نعم. ناصرى وناصرى قح، قليلون من يعلمون أنه فى شبابه كان عضوا بمنظمة الشباب الاشتراكى. وداخل هذه المنظمة تشكل الوجدان السياسى والثقافى لهذا الرجل، مازال فريد خميس يتذكر ويذكر لمن حوله مشروعات كبرى تحققت فى زمن عبدالناصر الجميل.. السد العالي.. تأميم القناة.. مشروع الألف مصنع.. كهربة الريف.. الإصلاح الزراعى.. ومشروعات أخرى كثيرة.

لا تنفصل أفكار فريد خميس الناصرية عن واقعه كواحد من كبار رجال الصناعة فى هذا البلد.. دائماً ما نسمعه فى اجتماعات اتحاد المستثمرين يقول لرؤساء جمعيات المستثمرين: لازم ندى للبلد.. البلد ادتنا الكثير.. الدور علينا دلوقت.

ودائماً ما يحذر فريد خميس زملاءه من توحش الرأسمالية.. يسميها الرأسمالية المتوحشة.. وتحكم قرارات خميس كرجل صناعى وطنى عدة اعتبارات إنسانية قبل أن تكون اقتصادية.. الكثيرون مازالوا يتذكرون صيحته المدوية والجريئة عندما كان رئيسا للجنة الإنتاج الصناعى والطاقة بمجلس الشوري: الحد الأدنى العادل لأجر العامل المصرى ١٢٠٠ جنيه.. وعندها كان وزراء الحكومة يعترضون ويقولون: ٨٠٠ جنيه تكفى!....وكم من معارك خاضها فريد خميس ضد وزراء كبار فى عهد مبارك كثيرا ما كان ردهم عليه مزيداً من الضربات تحت الحزام.. نجا من بعضها ولم ينج منها كلها.. وكأن الرجل كان فى هذا الوقت المبكر يخشى أن تنهار الطبقة الوسطى وتنقض على البرجوازية فتفتك بها.. وتنهار المصانع.. وتنهار الدولة.

حين تعرف أسماء من يحرص فريد خميس على الالتقاء بهم بشكل دورى وبانتظام ستعرف فوراً كيف يفكر فريد خميس.. وتوجهات بوصلته الاقتصادية.. د. مصطفى الفقى واحد من خلصاء المفكرين الكبار الذين يحرص خميس على الاستماع لوجهات نظره فى قضايا سياسية واقتصادية شتي.. د. رفعت السعيد الماركسى الذى سمعت خميس يقول عنه : صديقى الصدوق هو رفعت السعيد.. وعبدالرحمن خير القيادى العمالى البارز الذى يستشيره خميس فى كل قضية و مشكلة تتعلق بالعمال..

خلال السنوات الأربع التالية لثورة ٢٥ يناير توقفت أغلب المصانع وتوقفت عجلة الإنتاج بشكل شبه كلي.. بعض أصحاب المصانع طردوا العمال.. لكن فريد خميس لم يفعل.. فى تقديره : العمال دول هما أصحاب المصانع.. على عينى وعلى رأسي.. دخلهم المالى يبقى كما هو.. دول رجالتى اللى وقفوا معايا وأنا صغير.. لم ينقص أى عامل من الـ ٢٥ ألف عامل مليماً واحداً.. إنه دائماً وأبداً على يسار الرأسماليين!.

يغضب خميس عندما يطلق عليه أحد لقب رجل أعمال.. يفضل أن يناديه الناس «رجل صناعة».. خميس محاسب لكن نجاحه العالمى فى إقامة إمبراطورية النساجون الشرقيون يجعل البعض يظن أنه مهندس!.. نجاح الرجل عابر للقارات.. هو يمتلك الآن ١٣ مصنعاً فى أمريكا والصين وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا.. ومن شر حاسد إذا حسد!.

كثيرا ما يقول خميس.. نحن فراعنة ثم أفارقة ثم عرب مسلمين.. هو الآن فرعون صناعة السجاد فى العالم.

ذات يوم رأيته منذ سنوات متألماً بشدة.. قال : عاجبك اللى بيحصل ده فى قطاع الغزل والنسيج ؟.. لم أجد إجابة إيجابية.. قال : والله حرام اللى بيحصل ده فى هذه الصناعة الحيوية المهمة التى أنشأها طلعت باشا حرب بعدما أسس بنك مصر.. الحكومة كان لازم تساعد المصانع مش تخسرها وبعدين تبيعها لكل من هب ودب.. مستثمر مصرى ماشى.. سعودى ماشى.. حتى هندى ماشى.

كتب : سليمان عبد العظيم

العودة إلى إفريقيا بعد غياب ٢٠ عاما عن القارة السمراء صارت هما انشغل به فريد خميس.. العام الماضى أسس مركز بحث إفريقيا بالجامعةالبريطانية.. ربط خطوته تلك بخطوة كبيرة كان صاحبها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. مصر عادت شمسها إلى إفريقيا..وعندما طلب «عثمان كمارا» سفير غينيا كوناكرى من السفيرة منى عمر مدير مركز بحوث إفريقيا تمثالا لعبدالناصر يوضع فى جامعة جمال عبدالناصر أقدم جامعة غينية بالعاصمة كوناكرى.. فورا استجاب خميس وكلف مثالا مصريا بعمل التمثال فى وقت وجيز وقام بإرساله إلى غينيا كهدية من مواطن مصرى عاش فى شبابه تجربة سياسية فريدة جذبت أنظار وانتباه المراقبين والمحللين فى شتى بقاع العالم.

ربما كانت مشكلة فريد خميس أن أفكاره تسبق الجميع.. وآراءه الجريئة تصدم الجميع.. ولذلك كثر حساده.. وزاد عدد خصومه.. لكن من يعرف هذا الرجل معرفة وثيقة سيدرك فورا أنه ليس الرجل الذى يبخل على وطنه بأفكاره.. لس الرجل الذى يجامل البعض بتغيير آرائه.. وليس الرجل الذى يخشى لومة لائم عندما تنطلق أعماله..

ليت فى مصر.. رجل صناعة ومال وأعمال مثل محمد فريد خميس !.. هذا رجل نشأ ناصرياً وظل حتى هذه اللحظة ناصرى الهوى.. والفكر.