الأربعاء 26 يونيو 2024

ماذا يجــرى فى مصــر للطيـــران؟

15-1-2017 | 00:17

بعد أن أخذت فى عمل الترتيبات النهائية انتظاراً لعودة ابنى من إجازته السنوية من فرنسا خاصة انه أكد لى أنه داخل الطائرة استعداداً للإقلاع، فوجئت به بعد أكثر من ساعة يتصل ليقول إنهم اضطروا لمغادرة طائرة مصر للطيران والسبب عطل فنى لا يعلمون ما هو تحديداً.

أخذت أهدىء من نبرة صوته وأن هذا أفضل لسلامتهم، كلمنى فى المرة الثانية ليقول لى إن سبب العطل هو عطل جهاز التكييف الرئيسى بالطائرة وأنهم قررواً أن يأخذوا بالترتيب أول ٤٠ مقعداً فقط للعودة بهم إلى القاهرة.

ثم بعد ساعات أخرى من الشد والجذب قررت مصر للطيران ولا أعرف من تحديداً أنه يمكن للجميع أن يعود للطائرة وأنها ستعود إلى أرض الوطن رغم التأخير ٥ ساعات حمدت ربنا وجلست لأشاهد المسلسلات التى لا أتابع فيها مسلسلاً محدداً باستثناء حارة اليهود!

ثم فوجئت به بعد أكثر من ساعة أيضاً يكلمني ليقول لى إنهم عادوا من الطائرة بعد أن كانت فى أهبة الاستعداد للإقلاع والسبب هذه المرة أن التكييف لم يتم إصلاحه وأن الركاب رفضوا الإقلاع بهذا العطل الفنى، خاصة أن هناك راكبة جاءت لها “كومة سكر” وأن الحرارة داخل العلبة الصفيح داخل الطائرة كانت تقترب من ٤٠ درجة قبل الإقلاع وأنه نتيجة موقف الركاب، وتمسك السلطات الفرنسية بالقانون عادت الطائرة وغادرها الركاب.

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة وليس هناك معلومة واحدة تعطى للركاب الـذين ظلوا على هذه الحالة لمدة تجاوزت عشر ساعات متواصلة وبعضهم كان “صائما” المهم اتصلت برقم مصر للطيران للسؤال وكانت الإجابة اللطيفة أنه بالفعل هناك عطلا في طائرة السبت ٤ يوليو للطائرة القادمة من فرنسا وأن جميع الركاب اتخذت معهم الإجراءات لتسكينهم في فنادق لائقة وأنه تم تقديم الوجبات لهم.

عند هذا الحد طلبت تحويلى إلى مسئول كبير يملك سلطة لكى أمده بالمعلومات الحقيقية ألا وهى أن الركاب مازالوا حتى الواحدة صباحاً داخل قاعة الانتظار وأنه ليس لديهم أى معلومات عن أى شىء ولم يتم تسكينهم أو غيره و بعض من له علاقات من ركاب الطائرة استطاع الحصول على مكان من ضمن سبعة أماكن على طائرة الساعة الحادية عشرة مساء في نفس اليوم وأن هذه الأماكن المتاحة كانت سرية.

المهم عند الساعة الثانية صباحاً توجه الركاب إلى الأوتيل بجوار المطار ثم طبقاً للتعليمات طرقوا الأبواب ليغادروها مبكراً إلى المطار بدون أى معلومات عن متى سوف يتم إصلاح العطل أو ماذا سيحدث معهم أو علي الأقل يعطونهم شنطهم.

من جانبى كنت أنا مصدر المعلومات لركاب الطائرة والتى حصلت عليها بالفعل ممن هم يريدون المساعدة فى مصر للطيران ولن أعلق على الخبر الذى أرسلته الشركة الوطنية بخصوص هذه الرحلة أو ما تم مع الركاب لأن أغلب ما فى الخبر الرسمى غير صحيح تماماً.

ولكن يبقى السؤال العام الذى يتوجب أن نعرف عنه الإجابة التى لا بد أن تتم فى إطار تحقيق: لماذا تقرر صعود الركاب على الطائرة إذا كان بها خلل فنى جسيم ألا وهو التكييف ثم ثانياً إذا لم يكن قد تم إصلاح العطل لماذا تقرر بعد خمس ساعات عودتهم إلى الطائرة؟.

هل كان الطيار وطاقمه يريد التضحية بأرواح الركاب مثلاً أم هى سياسة التواكل ودعهم يستحملون عطل جهاز التكييف داخل علبة صفيح تطير في الفضاء.

لن أتحدث عن تضارب المعلومات أو المعاملة للركاب أو غيره، ولكن نسأل فقط ماذا يحدث داخل مصر للطيران.

أنا وعمر الشريف

في ديسمبر الماضى كنت مدعوة لحضور توقيع النسخة الجديدة من سلسلة الشوارعيزم للدكتور عمرو عبدالسميع وفى أثناء انتظارى لبدء الفاعلية فوجئت بملهم جيلى وأجيال أخري الممثل العالمى عمر الشريف يدخل بصحبة د. زاهى حواس، وجدت نفسى بتلقائية المرأة وحاسة الصحفية أذهب لأسلم عليه ونظراً لترحابه الشديد بالسلام على طلبت منه أن أتصور معه احتفاظاً بها للذكرى والتاريخ ولن أقول التباهى وسط الزملاء والأحباب بأني اتصورت مع عمر الشريف شخصياً، رحب للغاية بالتصوير ولم أكتف بواحدة بل أخذت خمس صور معه فى عين العدو ولم أفوت الفرصة وقررت تجاذب أطراف الحديث معه بعد أن جلسنا فى مؤخرة دار النشر، للحقيقة اكتشفت أنه بالفعل مريض كما يتردد لم يكن أعلن رسمياً من العائلة عن مرضه، ولكن هيهات للمرض أن ينال من جمال وخفة دم وقفشات هذا العالمى رغم أن عمره تجاوز ٨٢ عاماً.

وقتها، لم أشأ أن أضع الصورة على مواقع التواصل الاجتماعى كما يعمل الكثيرون من أجل الشهرة أولاً احتراماً لتاريخ هذا العالمى الذى يعشق مصر بالشكل الذى يراه، وثانياً احترامه لخصوصيته خاصة أننى شعرت بالفعل بعد كلمات قصيرة معه أنه يعانى من الزهايمر وليس من اللائق نشر صورة معه في هذا التوقيت أو نشر ما دار بيننا من كلمات وأسئلة أثارت دهشتى فى وقتها.

ولكن الآن بعد أن رحل هذا الوسيم الذى رفع اسم مصر عالمياً أستطيع أن أنشر صورتى معه وأقول له لقد تشرفت باللقاء معك والجلوس بجوارك لمدة نصف ساعة، ربما يكون القدر قد منحنى مصادفة لقاء قيمة فنية عظيمة عشقها جيلى كما قد تكون مصادفة أن يرحل أيضا بعد شهور قليلة للغاية من حبه الوحيد فاتن حمامة.

كتبت : إيمان رسلان