السبت 18 مايو 2024

ياكبار الصحفيين ..إتقوا الله

21-2-2017 | 21:10

منذ أن بدأ الحديث عن انتخابات نقابة الصحفيين، وظهر مشهد مقزز جدًا بحيث نجد فى المؤسسات الصحفية القومية منها والخاصة، أن بعضًا من قيادات هذه المؤسسات أو كبار الصحفيين يحشدون شباب الصحفيين تجاه مرشح بعينه، ويتعمدون التأثير عليهم بل ويفرضون عليهم تأييده؛ ظنًا منهم أنهم القادمون لرئاسة تحرير أو مجالس إدارات هذه الصحف أو المؤسسات فى حركة التغييرات المنتظرة، "وفى الأغلب نقبهم هيكون على شونة بعون الله" والعملية فى مجملها تحكمها مصالح شخصية بحتة مع هذا المرشح المستهدف والذى يتم الحشد لصالحه "للإعتقاد وهمًا بتقسيم التورتة" .
ومن ناحية أخرى ينساق الشباب لهذا الإتجاه وهذا المرشح حتى يُصبح مدير التحرير الفلانى أو رئيس التحرير العلانى أو حتى رئيس القسم راضى عنه ومن ثم يعيش فى المؤسسة "تحت جناحه وحمايته ويا سعده وهناه بقى" .

هذا المشهد  لا يتوقف عند كونه تصرف غير مقبول فى انتخابات نقابة الصحفيين التى هى فى الأساس" قلعة للحريات"، ولكنه يتخطى ذلك بكثير بحيث يُربى لنا جيلًا من الصحفيين يفتقدوا المبادئ وغير قادرين على اتخاذ القرار بل وغير أهل للعمل بمهنة الصحفيين، إذًا فكيف لهذا الشاب فى المستقبل أن يكشف فساد مسئول ما وكيف يكون أمين فى انتقاد الحكومة ومؤسسات الدولة عندما تخطئ وكيف سيُصبح صوت المواطن المظلوم والمسلوب حقه و كيف يكون قادرًا على أن يُقّوم أداء مسئول ما...الخ كيف سيفعل كل ذلك وهو نفسه يبيع صوته وقراره لكى ينول الرضى “تخيلوا معايا كده شخص زى ده ذمته هيكون شكلها إيه ؟”

إلى هؤلاء الذين يعبثون بالمشهد الانتخابى وفقًا لمصالحهم الشخصية…. كفاكم جُرمًا وكفانا أننا نتحمل وجود أمثالكم ظلمًا وعدوانًا فى مهنة ركائزها الأساسية الضمير وحرية الرأى والتعبير ، فأنتم بلغتم من العمر أرذله ولن تمضون فى المهنة أكثر مما أمضيتم ولن تتحملوا نتائج جرمكم هذا … بل من سيتحمل ذلك هو هذا الشعب الذى لا حول له ولا قوة ويحتاج لمن يكون له صوتًا حرًا يُعبر عنه ويرد حقوقه ويصد الظلم عنه، فكفاكم رحمة به .

 

    الاكثر قراءة