افتتح الدكتور جمال شقرة، نائب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، فعاليات مائدة مستديرة عقدها المركز مساء اليوم الثلاثاء، بعنوان "النتائج الاجتماعية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى لحكومة شريف إسماعيل"، بحضور كوكبة من رجال الفكر والاقتصاد السياسى فى مصر .
وقال شقرة في بداية كلمته: تغلبت مصر على مخططات أوباما وكلينتون لخلق شرق أوسط جديد، عن طريق نشر ما يسمى بالفوضى الخلاقة، بعدما استطاعت إنهاء مؤامرة "سيكس بيكو" البريطانية قبل 100 عام، ولكن لم تنته بعد المؤامرات على مصر؛ فقط تغيرت الأساليب والخطط لتستهدف اليوم تضييق الحصار الاقتصادى على مصر.
وأضاف أنه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها مصر من تدشين عدد كبير من المؤامرات، عليها أن تلتفت إلى واقعها الاقتصادى بجانب مواجهة الإرهاب والمخططات السياسية الشيطانية التى تحاك ضدنا اليوم، فوضعت الحكومة صوب عينيها هدفًا واضحا وجليا هو إعادة ترتيب أوراقها الداخلية وعلى رأسها الوضع الاقتصادى المتردى الذى ظللنا نعانى منه على مدار عقود خشية قرارات اقتصادية قد تكون صعبة على جميع فئات المجتمع.
وأشار - نائب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط - إلى أن تلك القرارات الاقتصادية التى وجدتها القيادة السياسية تمثل عقبة أمامها لتحقيق التنمية المستدامة بشكلها الحقيقى، كان أمامها خيارين إما أن تترك الأوضاع كما هى بعدد من المسكنات الاقتصادية أو التحلى بالشجاعة والإقدام على ما لم تستطع الحكومات السابقة تنفيذه ومواجهة الشعب بوضعنا الاقتصادى الذى يكاد أن يكون متهالكًا؛ وهو ما فعلته حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر الحالى، وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، الصارمة نحو اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة لمعالجة الوضع الاقتصادى المُنهار ومصارحة الشعب المصرى والعمل على توفير أقصى درجات الحماية للطبقات المتوسطة والفقيرة حتى نتمكن من العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
وقالت الدكتورة نجلاء حرب، أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية: إن حكومة المهندس شريف إسماعيل بدأت بالاهتمام بالسياسات النقدية وقيمة الجنيه المصرى الذى انهار بعد اتخاذ قرار تعويم الجنيه الذى جاء متأخرًا، مشددة على أن قرار تعويم الجنيه كان أمرا جبريا جاء متأخرًا، وهو ما ترتب عليه الكثير من السلبيات منها عدم تأهيل السوق والمستثمرين.
وأشارت إلى أن عجز الموازنة وصل إلى 12% نتيجة للسياسات التى مارستها الحكومات التى سبقت حكومة المهندس شريف إسماعيل، ومن هذه السياسات استمرار الدعم لبعض السلع التموينية، وزيادة المرتبات وبعض النفقات الغير ضرورة والتى لم تتحملها موازنة الدولة .
وأوضحت أن هذه السياسات التى تمت ممارستها قبل حكومة المهندس شريف إسماعيل تسببت فى العديد من المشكلات الهيكلية فى العديد من القطاعات التى لم يتم الدخول بها بقوة، مشيرة إلى أن هناك دراسة تابعة لوزارة الدفاع أثبتت أن الإرهاب له تأثير كبير على الاستثمار، نظرا لطبيعة اهتمام المستثمر بالدولة المستقرة اقتصاديًا وسياسيًا، وبالتالى أثر الإرهاب على معدل النمو وزيادة الضرائب، بالإضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة للدولة وقلة مواردها الاقتصادية.