الثلاثاء 7 مايو 2024

علاء محجوب يكتب : الفراعنة.. انطلاقة قوية فى طريق المونديال

صورة أرشيفية

27-11-2023 | 20:32

الفوز الذى حققه منتخب مصر على نظيره سيراليون، على ملعب «صامويل كانيون دو الرياضى» بليبيريا، ضمن الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بنتيجة هدفين نظيفين بالمجموعة الأولى ومن قبله الفوز الكبير على جيبوتى بنصف دستة، حجز للفراعنة المقعد الأول فى ترتيب المجموعة برصيد ست نقاط، والفوز والتصدر، يدفعنا لتهنئة المنتخب، مع ملاحظة تذبذب المستوى، وتقييم الأداء الفنى أمام سيراليون بأنه أقل من مباراة جيبوتى، لأن سيراليون فريق أفضل، كما أن الحرارة الشديدة أثرت على اللاعبين، ولكن فى المقابل هناك سلبيات يجب تداركها أملا فى تصحيح الأخطاء فى مقدمتها أزمة الثلاثى المستبعد من مواجهة سيراليون. المنتخب سيذهب إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية التى ستقام فى كوت ديفوار فى الفترة من 13 يناير إلى 11 فبراير 2024، ثم يعود لاستكمال تصفيات القارة الإفريقية لكأس العالم، حيث يستضيف منتخب بوركينا فاسو يوم 3 يونيو ثم يحل ضيفا على غينيا بيساو يوم 10 من الشهر نفسه، ويبحث المنتخب عن الفوز من أجل الحصول على النقاط الكاملة للتأهل لمونديال 2026. فيتوريا أجرى تغييرا جوهريا فى بعض المراكز المهمة والحساسة فى المباراتين رغم المخاطرة، لاسيما فى المراكز الدفاعية ولكنه أراد الاطمئنان بجدارة وعن اقتناع بوضع البدلاء تحت ضغط حقيقى لتجهيزهم والاعتماد عليهم بصفة نهائية، ورغم فارق المستوى الفنى والمهارى بين لاعبى جيبوتى وسيراليون يجب توضيح الظروف الصعبة التى نجح الفراعنة فى قبول التحدى من خلالها، ومن ثم يجب التماس العذر الحقيقى عن الفوارق الفنية التى قدمها لاعبو المنتخب أمام سيراليون مقارنة بأدائهم أمام جيبوتى. كما يجب الإشادة بقرار البرتغالى روى فيتوريا المدير الفنى للمنتخب بعدما أصدر فرمانا باستبعاد ثلاثة لاعبين من معسكر المنتخب أثناء استعداداه لمباراة سيراليون، وذلك بعد عدم استكمال الثلاثى طارق حامد وإمام عاشور وحسين الشحات الحصة التدريبية التى أعقبت مباراة جيبوتى مع عدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا فى المباراة، ليغادر الثلاثى معسكر الفريق ورفض فيتوريا الوساطة بشأن عودة الثلاثى المستعبد، بما يعنى عودة الجدية والالتزام باعتبارهما عنوان المرحلة، مهما كانت نجومية أى لاعب، كما أن مشاركة أى لاعب هى رؤية فنية بحتة للمدير الفنى، ولا بد من احترام قراراته، ولاشك أن قرار ضم هؤلاء اللاعبين فى المستقبل فى يد المدير الفنى.. بادر محمد صلاح بالتدخل باعتباره، كابتن الفريق، ليطالب زملاءه بالانضباط وعدم التركيز على ما حدث مع «عاشور والشحات وحامد» وشدد على اللاعبين بأن ما يحدث خارج الملعب ليس من اختصاصات اللاعبين، وعقد محمد الشناوى حارس مرمى المنتخب وقائد الأهلى جلسة مع إمام عاشور وحسين الشحات، مشددًا على ضرورة الاعتذار للجهاز الفنى و«فيتوريا» قبل مغادرة المعسكر، ولفت إلى أنه غير مقبول الخروج عن النص خاصة أن المنتخب فى مهمة كبيرة للتأهل إلى حلم المونديال، واعترف اللاعبان بالخطأ، وتقبلهما قرار المدير الفنى، ولاشك أن قرار فيتوريا يعيد الانضباط إلى المنتخب مرة أخرى . فالبرتغالى فيتوريا قاد المنتخب لتحقيق الفوز السادس على التوالى فى المباريات الرسمية سواء لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 أو بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، والفوز على جيبوتى بسداسية كانت غائبة منذ 18 عامًا، حيث حقق المنتخب أول فوز بسداسية فى تصفيات المونديال منذ 18 سنة، ويعود آخر فوز لمصر فى تصفيات المونديال بستة أهداف إلى عام 2005، حينما فاز الفراعنة على السودان بسداسية مقابل هدف فى تصفيات كأس العالم نسخة 2006، ويعتبر أكبر فوز لمصر فى تاريخ تصفيات كأس العالم هو الانتصار على ناميبيا بسباعية مقابل هدف عام 1996، وهى التصفيات التى خاضها الفراعنة لحساب نسخة 1998 بفرنسا. والفوز الذى حققه المنتخب على سيراليون جاء تحديا للظروف الصعبة والأجواء، التى فرضت نفسها على المنتخب إلا أن عزيمة اللاعبين والجهاز الفنى كانت السبب الأساسى فى حصد الـثلاث نقاط، ووضح أن البرتغالى روى فيتوريا مدرب منظم للغاية، ويعلم جيدًا ما يريده من كل مباراة يخوضها. ومن الدروس المستفادة من مباراتى جيبوتى وسيراليون أننا حصدنا الست نقاط، لكن يوجد جرس إنذار للمنتخب فى المباريات التى سيخوضها خارج ملعبه، سيراليون شكل خطورة كبيرة على مرمانا ومحمد الشناوى تألق بشكل كبير جدًا، رغم أن الخصم كان يلعب ناقص العدد، والحقيقة أن المنتخب لم يؤدِ مباراة فنية جيدة ولكن المهم تحقيق الفوز، ولكن لابد أن يأخذ المنتخب حذره، فالمجموعة ليست سهلة، الجميع يستسهل المجموعة، لكن الكرة يوجد بها متغيرات كثيرة، والغرض الرئيسى تجميع النقاط من أجل التأهل لكأس العالم، والأداء فى المرتبة الثانية، لأن النقاط هى التى ستؤهلنا لكأس العالم وليس الأداء. بعد13 مباراة منها 7 تجارب ودية، و6 مباريات رسمية، وقاد فيتوريا منتخب مصر للفوز فى 11 مباراة مقابل الهزيمة فى مباراة واحدة والتعادل فى أخرى، ولكن يجب علينا تخطى السلبيات ومساندة فيتوريا فى قراراته الانضباطية التى تعيد الالتزام المفقود للمنتخب وهو من أساس النجاح ومقوماته ودعائمه..