الأحد 12 مايو 2024

رغدة بكر مذيعة إكسترا نيوز: هدف قنوات «المتحدة» كشف مجازر إسرائيل بحق الفلسطينيين

رغدة بكر مذيعة إكسترا نيوز

27-11-2023 | 20:57

حوار: سما الشافعى
رغم الحزن على ما يتعرض له أبناء فلسطين الشقيقة، ورغم قسوة وبشاعة المجازر الإسرائيلية فى حق شعب أعزل، يصر إعلاميو قنوات المتحدة الإخبارية على أن يكتموا الحزن ليمارسوا دورهم فى رصد الأحداث ومتابعة التطورات ونقل الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال أمام العالم. الإعلامية رغدة بكر واحدة من مذيعى «إكسترا نيوز»، ترصد كيف يتعاملون مع الحرب على غزة، ومشاعرهم الإنسانية التى يخفونها أمام الشاشة حرصاً على الموضوعية والمهنية، «رغدة» تكشف أيضاً قصة اختيارها لتقديم مؤتمر «حكاية وطن» أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى. فى ظل اشتعال الأحداث فى غزة.. كيف يتعامل الإعلام المصرى مع ملف فلسطين؟ نعمل وقلوبنا تنزف ونقوم بالتغطية وداخلنا يبكى، ولكننا بفضل الله نستطيع التغطية بشكل مهنى وعالمى لنبرز الأحداث بكل شفافية أمام الرأى العام، برغم صعوبة الأحداث، خاصة أن فلسطين قطعة من المصريين، وحاليًا نحاول أن نظهر على الشاشة بثبات، لكن واضح علينا الإنهاك النفسى والتأثر، فنقوم بتغطية مهنية وحيادية للأحداث، ونستطيع منافسة قنوات عالمية عديدة، خاصة أن المتحدة بشكل عام صنعت نوافذ متعددة لنقل الأحداث محليًا وإقليميًا، وكل وسيلة من هذه النوافذ الإعلامية تسير بسياسة متفردة، خاصة قناة القاهرة الإخبارية، لأنها إقليمية أكثر وطريقة عرضهم للأحداث عربية وتطرح كل الجوانب، لذلك أشكر الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى على بذله مجهودًا كبيراً لخروج هذا الصرح الإخبارى الكبير الذى استطاع فى وقت قليل على منافسة وكالات أنباء عربية وعالمية فى تغطية الأحداث. وكيف تتعاملون كإعلاميين مع ملف فلسطين؟ للأسف لا بد أن نتعامل بثبات، وأن نواصل التغطية المستمرة بكل مهنية واحترافية رغم الألم والمشاهد المؤلمة التى أصبحنا نتعايش معها، نعمل وقلوبنا تبكى لكن دورنا كإعلاميين التغطية بشكل مهنى وعالمى لنبرز الأحداث بكل شفافية أمام الرأى العام العالمى، ولذلك نحن نظهر على الشاشة ووجوهنا تتحدث دون كلام، وأعتقد أن المشاهد يستطيع أن يستشعر الحزن على وجوهنا، والأهم أننا لا نستطيع استكمال الحياة الشخصية بشكل طبيعى، لأننا نعمل على هذا الملف وقتا كبيرا جدا من اليوم، بل أكثر من الوقت الذى نقضيه فى منازلنا، ولأننا جزء من القضية العربية والإنسانية نشعر بكل ما يحدث، خاصة أننا قناة أخبار ونتابع الأحداث لحظة بلحظة ونرى المشاهد المحزنة لأشقائنا في فلسطين. وما أكثر مشهد أثر عليك خلال تغطيتك لأحداث فلسطين؟ بالتأكيد كل المشاهد مؤثرة، خاصة قصف المستشفيات والإبادة الجماعية المستمرة لأطفال ومدنيين ومسنين فى قطاع غزة، كلها مشاهد مؤثرة لأى شخص لديه قلب فى العالم، فما بالك بأن هذا عملنا المستمر والتغطية بل والمعايشة اليومية مع الأحداث التى لا تنتهى، وأصبحنا لا نملك سوى الدعاء والعمل على التغطية الإعلامية، وكشف الحقائق أمام المشاهد وقلوبنا تنزف، ولا نستطيع سوى التغطية ومخاطبة العالم الإنسانى وإعلامه بما يحدث. خلال الأحداث أثبتت قنوات المتحدة مهنية واحترافية، فما الرسالة التى يريد إعلام «المتحدة» إيصالها للعالم عن قضية فلسطين؟ إعلام المتحدة حيادى ومهنى لأبعد الحدود، وهذا الكلام ليس لأننى أعمل بقطاع المتحدة ولكنها حقيقة يستشعرها الجمهور، وبالطبع الرسالة التى نريد إيصالها للعالم هى الحقيقة بل تسليط الضوء على مجازر إنسانية تحدث بحق شعب بأكمله، لا بد أن يدركها العالم بأكمله، وهذا هو هدف كل وسيلة إعلامية محترمة، خاصة فى التعامل مع هذا الملف لأنه خاص بكل الوطن العربى. هل نجح الإعلام المصرى فى القيام بدوره فى توعية الشعب بقضاياه الهامة؟ الإعلام المصرى خلال الأعوام الأخيرة استطاع النجاح فى تغطية العديد من المواجهات التى خاضتها الدولة المصرية فى عدة أزمات، ومثلما ذكرت أننا ننافس وكالات أنباء عربية فى تغطية القضايا والأحداث الإقليمية، فلدينا إعلام أزمات بكل وسائله، سواء راديو أو تلفزيونًا أو صحافة مقروءة أو مرئية، ودعينى أشير إلى قطاع المتحدة للخدمات الإعلامية، حيث الالتزام والنظام والحيادية والمهنية، وأيضًا الوصول لأدق تفاصيل الخبر فى ذات اللحظة. كيف ترين حرص الدولة على إشراك الإعلاميين الشباب فى مؤتمرات الدولة للشباب ومحاورة قيادات الدولة؟ قيادات الدولة ترى الإعلاميين الشباب قادرين على إدارة المؤتمرات الهامة وهذا شرف عظيم لجيلنا الذى أعتبره محظوظًا لأن لديه نوافذ إعلامية عديدة، خاصة من خلال قطاع المتحدة مثل إكسترا نيوز والقاهرة الإخبارية، وأعتبر أن المؤتمرات الشبابية والوطنية بشكل عام بمثابة طاقة وأمل للشباب المصرى الذى أصبح يدرك أن صوته له أهمية عند القيادة السياسية، الرئيس السيسى الذى استجاب للعديد من الطلبات فى مؤتمرات الشباب السابقة، أيضًا بالنسبة لنا كإعلاميين ممتنة لفكرة التكليفات المتجددة وتقديمنا أنا وزملائى بشكل لائق، بمعنى أنهم لم يكتفوا مثلاً بتواجدى فى القطاع كمذيعة فى إكسترا نيوز، ولكن هناك تكليفات متجددة وهذا فى حد ذاته تحدٍ إيجابى جدًا، حيث تم اختيارى لتقديم مؤتمر أمام الرئيس السيسى وقيادات الدولة وهذا ما نسميه تجدد الحلم، فنحن لدينا الأن فى مصر قيادة سياسية تساعد فى تجديد الأحلام بداخلنا، وأنا سعيدة بأن الدولة المصرية حريصة على إشراك الإعلاميين الشباب فى المؤتمرات الدولية وملتقيات الشباب بشكل مستمر بهدف التعرف على وجهات نظرهم فى مختلف القضايا وتجديد أحلامهم وطموحاتهم. هل الإعلام المصرى قادر على منافسة وكالات الأنباء والإعلام العالمية؟ من المعروف أن مصر لها الريادة بالطبع وهذا ليس كلامى لكنه تاريخ الكل يعلمه، وهذه نصف الإجابة والنصف الآخر مرتبط بتوقيت هذا السؤال بالتزامن مع وجود أحداث مشتعلة فى غزة، وكل العالم العربى يرون تغطية قناة القاهرة الإخبارية لحظة بلحظة من قلب الأراضى الفلسطينية، بل مراسلوها متواجدون فى كل دولة فى العالم ليتابعوا ردود الأفعال والأحداث دون اللجوء إلى تلقى المعلومة من وكالة أجنبية، وقبل أحداث غزة كانت هناك أحداث مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا وأيضًا قمنا بتغطية عالمية فى وقت قياسى من قلب الحدث، وهذا العمل الملموس على أرض الواقع يكفى لإجابة هذا السؤال فى هذا التوقيت المهم بقدرتنا على منافسة وكالات الأنباء عربيًا وعالميًا. فى ظل تلك الأحداث المشتعلة بالمنطقة العربية هل ترين ضرورة وجود تعاون إعلامى عربى هدفه توعية الشعوب العربية بالتحديات ومواجهة أفكار التطرف والإرهاب؟ بإنصاف شديد كمشاهد يفهم فى العمل الإعلامى وبعيدًا عن عملى، أرى أن مصر تقوم بهذا الدور بشكل جيد ومنفرد، ومثلما ذكرت لك الأحداث الأخيرة أظهرت قوة وحرفية إعلامنا المصرى، لأنه لا يجب مخاطبة أنفسنا، بل يجب أن نخاطب العالم كله ونساعد على كشف المؤامرات التى تحدث ضد الوطن العربى بأكمله وليس فقط ضد مصر، والوضع السياسى فى المنطقة العربية يتطلب مخاطبة الشعوب الإفريقية والعربية والمحيطة بنا، ولماذا لا يتحد العرب من خلال منصات إعلامية هدفها شريف وجيد ويفيد كل الدول العربية فى نبذ العنف والإرهاب. هل ترين أن كل مذيع قادر على تقديم قوالب إعلامية مختلفة؟ وما هو ردك على من يرى أن المذيع لا بد أن يتخصص فى تقديم قالب إعلامى واحد؟ أرى أن كل من يعمل فى المجال الإعلامى خاصة البرامج الإخبارية يستطيعون تقديم قوالب إعلامية عديدة، ولكن هناك إعلاميون يحبون تقديم قالب إعلامى واحد فقط، ولكن أنا على المستوى الشخصى أحب أن يكون لدى مساحات مختلفة، وأتمنى تقديم قوالب إعلامية عديدة، وأنا بالفعل قمت بالعمل قبل ذلك فى إطار قوالب إعلامية مختلفة مثل تغطية مهرجانات السينما وتغطية أخبار الرياضة وغيرهم، ولذلك حاليًا وأنا مذيعة أخبار أحب أن أقدم قوالب إعلامية متعددة بجانب الأخبار ومستعدة لعمل ذلك التوازن. كيف جاء عملك فى مجال الإعلام؟ أنا خريجة إعلام فى الأساس وبداياتى العملية كانت منذ دخولى الجامعة، وكنت أعمل مراسلة و«فويس أوفر» ومعدة برامج، كل هذا منذ كنت أدرس بالفرقة الأولى بكلية الإعلام وهكذا، بدايتى كانت خطوات ومراحل، وبفضل الله صوتى ساعدنى لأكون قارئة تقارير إخبارية أو «فويس أوفر» إعلانات أو مراسلة أخبار وجميعها مفردات تساعد على السعى والتطور، وهذا هو كان حلمى منذ الطفولة، وكنت أرى أننى سأظل أسعى حتى أحقق حلمي، وبالمناسبة لم يأتِ أى نجاح فى حياتى بالصدفة ولكن كان المشوار صعبًا وما زالت آلامى ممتدة وطموحاتى فى بدايتها. تم اختيارك لتقديم مؤتمر «حكاية وطن»، كيف ترين هذا الاختيار، خاصة وهى المرة الأولى التى تقفين أمام الرئيس؟ الوقوف أمام الرئيس كان حلمًا بالنسبة لى وشرفًا عظيمًا وله رهبة، خاصة أن التوقيت حساس جدًا وتقديمى لافتتاحية مؤتمر «حكاية وطن» جاء بالتزامن مع إعلان الرئيس السيسى للتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة مرة أخرى، فضلاً عن الأحداث السياسية والاقتصادية التى تحيط بنا فى المنطقة العربية، وكنت حريصة على عدم قراءتى من الورق وأن أقف بثبات «أحكى الحدوتة» كما هى وكنت أقصد هذا، فلابد أن أتحدث بثبات وثقة، لأننى أقف أمام الرئيس وكنت أتحدى نفسى، وبالفعل كان حلمًا من أحلامى أن أقف أمام الرئيس، والتحدى بالنسبة لى هو أننى لن أقرأ من الورق لأول مرة أقف فيها أمام الرئيس، وأعتبر هذه هى الخطوة الأولى نحو تحقيق أحلامى، لأننى مازال لدى الكثير لأقدمه وطموحاتى لا تنتهي. هل كان لأسرتك دور فى تشجيعك للعمل فى مجال الإعلام؟ دعم الأسرة النفسى لى كان سببًا من أسباب تحقيق أحلامى، وبالطبع دور الأسرة لا يمكن نسيانه لأنهم فعلوا معى دور السهل الممتنع، بمعنى أنك تعملى حتى الفجر وفى أوقات مختلفة والأسرة لم تعترض، بل بالعكس كانوا ومازالوا داعمين لى حتى الآن، ومنذ أول مرة لى فى العمل الإعلامى وأسرتى تنتظر منى وتدعمنى بنفس الحماس والشغف، وعندما علمت أننى تم قبولى ضمن فريق الإعلاميات الشابات فى إكسترا نيوز كان والدى فى المستشفى فى حالة حرجة وكانت مشاعرى مختلطة ما بين خوفى على والدى وفرحتى بهذا الخبر، وقلت لأبى إنه تم قبولى ودعا لى كثيرًا وهو على فراش المرض، وكان كل أملى وقتها أن يرانى على الشاشة، خاصة أنا أبلغته بخبر سعيد فى ظرف قاسٍ جدًا، فالأسرة تدعم جانبًا كبيرًا ووالدتى تبارك وتدعو لى قبل كل خطوة لأنها تشعر بأن نجاحى ينسب إليهم جميعًا، ونصيحة لا يمكن أن أنساها بالطبع نصيحة والدتى الدائمة لى، الإنسان يحتاج دائمًا إلى الطموح والتوكل على الله، وأن ذكر ربنا دائمًا هو الحافظ لى لأن الله هو الوكيل الدائم لنا. ما نصيحتك لأى شاب أو شابة يسعيان للعمل فى مجال الإعلام؟ نصيحتى الأولى والأخيرة ستظل استمرار «السعى»، بمعنى أنك إذا وجدت فى نفسك الرغبة فى تحقيق طموحك فلا بد أن تكون شخصًا يحب السعى ويعمل على تطوير ذاته ومفرداته، خاصة مجال الإعلام، فهذا المجال به فروع متعددة وليس فقط الظهور على الشاشة، لأن الظهور على الشاشة مجرد ركن ضمن أركان المجال والسعى لكل ما نحلم به ستكون خطوة مؤثرة فى تحقيق الأحلام، وأقصد بالسعى هو الاستمرار وعدم اليأس ويظل الإنسان يحاول ويسعى سنوات وسنوات دون الالتفات للإحباطات واليأس، وأحب أن أقول إن الفشل المتكرر بداية نجاح.