واجه كل رسولٍ أرسله الله إلى الأرض العديد من المصاعب والتحديات أثناء تبليغ رسالته، لكن منَّ الله عليهم بمن يساندهم ويخفف عنهم أعباء الدعوة.
وكان لرسول الله محمد ﷺ نصيبٌ من هذه النعمة، إذ أحاط به عدد كبير من الصحابة الكرام الذين آمنوا به، ووقفوا بجانبه، وساهموا في نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها.
والصحابة هم كل من آمن بالرسول ﷺ، ورآه، ومات على الإسلام، وقد لازمه بعضهم في أغلب مراحل حياته بعد البعثة، فكانوا عونًا له في تبليغ دعوته.
وخلال شهر رمضان المبارك، تأخذكم بوابة دار الهلال يوميًا في رحلة مع واحد من صحابة رسول الله ﷺ الذين بذلوا جهدهم لنصرة الإسلام وتقوية دعائمه، ونبدأ اليوم 1446هـ ، ونستعرض في جولـ، ملامح من رحلة الصحابي «جعفر بن أبي طالب».
ولد «جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي» في الـ34 قبل الهجرة، هو ابن عم رسول الله محمد وأخو علي بن أبي طالب وكان يقال أنه أشبه الناس بالرسول خَلقا وخُلقا، كما لقب «بجعفر الطيار» بسبب وفاتة التي كانت رمزا للشجاعة والقوة.
كان جعفر بن أبي طالب من أوائل الذين دخلو إلى الإسلام وذلك قبل أن يدخل الرسول محمدٌ دار الأرقم ويدعو فيها، فقد أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل، فأسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً، وقيل أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً، فكان هو الثاني والثلاثين.
هاجر جعفر بن أبي طالب، مع المسلمين الأوائل إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة المنورة يوم فتح خيبر، وشهد غزوة مؤتة، وكان هو أميرَ جيش المسلمين فبعدما أُصيب قائدُهم الأول زيد بن حارثة وقُتل في المعركة، أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل، وقد علم الرسول بما حدث له فصلى عليه وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ»، ولذلك لقب «بجعفر الطيار»، ودُفن في منطقة مؤتة، وهو صاحب الواحد والأربعين من العمر، وله مقام يقع في بلدة المزار الجنوبي في الأردن جنوب مدينة الكرك.