الثلاثاء 21 مايو 2024

الحرب على غزة كشفت المستور.. و«الفيس» وأخواته فى قبضة الصهيونية السوشيال ميديا .. منصات فاشية

صورة أرشيفية

28-11-2023 | 20:17

تحقيق يكتبه: عبداللطيف حامد
وهم حرية الرأى والتعبير فى عالم مواقع التواصل الاجتماعى الذى عاشت فيه الشعوب العربية على مدى قرابة 20 عامًا، سقط من حالق وإلى غير رجعة فى ظل مؤامرة التعتيم، ومخطط الإظلام التى يقودها الفيس بوك وأخواته على جرائم الكيان الصهيونى، ومجازر الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة وما حولها من المخيمات والمناطق الفلسطينية، فلا سماح بنشر الفيديوهات التى توثق وحشية العدوان، ولا ترويج للصور التى تجسد بربرية القصف، ولا تساهل مع البوستات والمنشورات التى تعترض على استهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ولا مراعاة لدعوات رفض هدم المستشفيات على من فيها من الجرحى والمصابين، ولا قيمة لنداءات وقف الاعتداءات الكارثية على النازحين فى المدارس والمقرات الأممية، وفى المقابل تفتح هذه المنصات أبوابها لكل من يؤيد الجانب الإسرائيلى بالقول والفعل، وتبنى كل مزاعم قادة الدم من الصهاينة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية بالصوت والصورة، ومن يعترض من رواد الشبكات الاجتماعية الذين يتجاوز عددهم 4.7 مليار مستخدم حول العالم، وفى مقدمتهم المواطنون العرب، يضرب رأسه فى الحائط، حتى يفيق من أوهام الحرية الوهمية. آن الأوان أن يتوقف إدماننا لاستخدام منصات السوشيال ميديا عمال على بطال، وأن نعى الدرس جيدا، وعلى من يعترضون على نظرية المؤامرة الغربية بالتنسيق مع رؤوس الصهيونية أن يدركوا حقيقة مخطط ضرب استقرار العواصم العربية، والعمل على المدى القصير والطويل معا للتدخل فى شئوننا الداخلية، من خلال كل المنافذ المتاحة ومنها بالتأكيد الحرية المزعومة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، كما سبق فى مراحل ماضية عن طريق شعارات حقوق الإنسان تارة، والحرية الدينية تارة أخرى، وحرصا على الديمقراطية فى قول آخر، وهكذا لا يعدمون الوسيلة، ولا يفتقدون السبب، فالغاية تبرر الوسيلة، وللأسف نحن كشعوب ومجتمع مدنى بمختلف تنوعاته، وكافة فئاته تنطلى علينا هذه الأكذوبة لأنها محبوكة، وتفاصيلها الملعونة متساوية، ومحاطة بالعسل المدسوس داخله السم، رغم أننا نعلم أنه لا شىء يحدث صدفة، وليس هناك شىء مجانى فى هذه الحياة، لكننا نتناسى المخاطر، ونتجاهل المضاعفات، هذا ما حدث بالفعل مع ظهور الفيس بوك، والتسابق الرهيب على التواجد فى صفحاته، بل والأخطر التصديق لكل ما يدور فيه من شائعات مدمرة، وأكاذيب هدامة تقف وراءها حشود من الجيوش الإلكترونية، واللجان المصطنعة فى الداخل والخارج، ولا يشغلها إلا إفشال كل ما هو وطنى لصالح أجهزة استتخباراتية، وجهات أجنبية لا تريد لدولنا إلا الفوضى، والخراب، والمثال الواضح هو سنوات الربيع العربى الذى ضرب استقرار 6 دول عربية متتالية، هى تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والسودان، مع محاولات فى عواصم أخرى، ولم تنج من هذه المؤامرة المدمرة إلا مصر وتونس، لو كنتم تتفكرون. منصة «إكس» ليست بريئة صحيح هناك منصة «إكس» أو تويتر سابقا تتحسب خطواتها، وتدرس قراراتها بشكل متأنٍ فى التعامل مع مجريات الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة وجميع الأراضى الفلسطينية، ولا تسير بنفس الفجر مع الرغبة الصهيونية الأمريكية فى منع الفظائع غير المسبوقة فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل حتى لا يتم إطلاع الرأى العام العالمى على خروج جيش الاحتلال وقادته القتلة عن كل نصوص القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى فى أثناء الحروب من جهة، واعتبارها أدلة موثقة لمطاردة هؤلاء المتوحشين كمجرمى حرب بعد أن تضع الحرب أوزارها، لكن الأمر ليس بهذه السهولة كما يتصور المدافعون عن «ماسك» مالك المنصة، لأنه على ما يبدو الرجل لا تحكمه معايير الموضوعية ولا قواعد المهنية ولا حتى الضوابط الأخلاقية، فهو مشغول أكثر بلغة المكسب والخسارة، وتقديم البعد الاقتصادى على أية أبعاد سياسية، حتى لو لبعض الوقت لزيادة أرباحه، وهذا ما فعله أيضا خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، فهو لا يريد أن يكون محط أنظار المستخدمين لخدمة موقعه فى القضايا السياسية، ولا المستهلكين لمنتجات شركاته، فهو يمتلك إلى جانب «إكس» كلًا من شركتى سبيس إكس العاملة فى مجال الأقمار الصناعية والإنترنت الفضائى، وتسلا الرائدة فى مجال السيارات الكهربائية وغيرهما، عندما حاولت ابتزازه مجموعة ميديا ماترز الأمريكية بتهمة معادة السامية؛ عقابا له على موقفه المحايد من الجرائم الإسرائيلية ضد غزة، بمطالبتها للشركات الراعية لموقع إكس بوقف إعلاناتها، وبالفعل استجابت عدة شركات منها «أى بى أم» ووالت ديزنى وغيرهما، سارعت المنصة على لسان أكثر من مسئول للتأكيد أن جهودها واضحة للغاية بشأن مكافحة معاداة السامية، وأنها قامت بتعليق أية إعلانات فى هذا الشأن مع التحقق من هذا الوضع، وأن المنشورات التى تم رصدها لن تكون قابلة لتحقيق الدخل بعد الآن، ولم تحصد سوى 8 آلاف ظهور، مما يكشف أن الإيرادات دائما حاضرة فى تقدير ماسك وقيادات منصته إلى جانب الاعتراف الصريح بمراقبة المحتوى، وتحجيمه وفقا للغرض، ناهيك عن تجاهل التمييز والعنف والهمجية الصهيونية الأمريكية ضد الفلسطينيين فى أرضهم، ومخططات تهجيرهم قسرياً بكل السبل. وعلى نفس المنوال، ليس التيك توك بعيداً عن مغازلة الكيان الصهيونى خلال حربه الظالمة على أهل غزة، فها هو شو تشو الرئيس التنفيذى بالمنصة يستجيب لأمر فيرا يوروفا، نائبة رئيسة المفوضية الأوربية، بتكثيف العمل لمكافحة خطاب الكراهية لإسرائيل بعد الحرب على غزة؛ رغم اعتبار الاتحاد الأوربى أن فصائل المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية، وبالطبع إخفاء صور وفيديوهات المجازر الصهيونية، بل إن التطبيق أكد استخدام الذكاء الاصطناعى و6 آلاف مشرف لإزالة ملايين المنشورات منذ تنفيذ عملية طوفان الأقصى، وأن هناك فريقاً كبيراً متفرغاً لحذف المحتوى الضار واستغلال الأطفال، وهنا الهدف واضح لأن عدد الشهداء من الأطفال الفلسطينيين تعدى الـ 5 آلاف طفل بداية هذا الأسبوع، ومازال فى تصاعد، وهذه الصور والفيديوهات تحرك مشاعر كل من يراها حول العالم، وتقطع بأن إسرائيل إرهابية ويستحق قادتها المحاكمة فى محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، ومن المنطقى عدم الحاجة لضرب أمثلة لمنصات أخرى، فالعينة بينة، ويكفى سيل الاستغاثات، وطوفان المناشدات من كل رواد السوشيال ميديا فى الدول العربية لإدارات هذه المواقع وفى مقدمتها الفيس بوك بالتخلى عن انحيازه إلى الكيان الصهيونى، والتغطية على جرائمه، بحجب المنشورات بكل أنواعها من الكتابة إلى الصور وهذا ما حدث مع أغلفة مجلة «المصور» والتى تفضح الحرب الإسرائيلية على غزة خلال الأسابيع الماضية، وصولاً إلى الفيديوهات التى تفضح ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلى من فظائع يندى لها الجبين، وسيكون حصادها نشر الكراهية ضد هذا الكيان المعتدى وكل من عاونه من الأمريكان والأوربيين، وما خلفهم من وسائل إعلام تقليدية أو ديجيتال أو شبكات اجتماعية تأتمر بأمرهم، وتصمت على جرائمهم، وتخفى وقاحتهم، بينما تشيطن المقاومة الفلسطينية؛ رغم أنها جاءت رد فعل على الاعتداءات المتواصلة على أرض فلسطين منذ 75 عاما من القهر والبطش والقتل. سر خوارزميات الفلترة الدكتور عمرو صبحى، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمى، يؤكد أن هناك معركة خفية تدور رحاها الآن داخل العالم الرقمى خلال حرب غزة، ومن أبرز التحديات والتكتيكات التى استخدمتها منصات التواصل الاجتماعى حذف المنشورات المتعلقة بالحرب على قطاع غزة، وذلك بشكل ملحوظ من قبل شركة «ميتا» المالكة لأشهر منصات عالمية «فيسبوك وإنستجرام»، ويتوالى على مدى أيام الحرب إبلاغ المستخدمين عن حذف جماعى لمنشوراتهم بحجة أن المحتوى المنشور به مواد تحرض على الكراهية أو العنف. ويفسر الأمر بأن التحكم فى المحتوى المطروح على منصات التواصل الاجتماعى يتم تطبيقه من خلال برمجيات تحتوى على خوارزميات تحد من نشر المحتوى بشكل واسع، وعدم إتاحة الفرص العادلة لكلا الطرفين لنشر المحتوى دون التضليل والتحيز إلى الجانب الإسرائيلى وجيش الاحتلال، لأن معايير النشر تتم مراجعتها كل شهر، ووصلت الكلمات الإنجليزية التى تخضع للتنقية إلى قرابة 11700 كلمة وتتم ترجمتها إلى اللغات الأخرى، ومع تدخل الذكاء الاصطناعى يوجد تحديثات بشكل كامل وبشكل أوتوماتيكى من خلال لغات مثل تعليم الآلة «Machine Learning « ولغات أخرى مثل «neutral language «، وفى حالة فشل الذكاء الاصطناعى فى التعرف على التحايل المتواجد فى المنشور يتم التدخل من قبل العنصر البشرى أو من قبل البلاغات التى تقوم بها اللجان الإسرائيلية الموجهة، والتى يشرف عليها جيش الاحتلال، ومع وجود دعم كامل من قبل الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية، كمالك رئيسى للتكنولوجيا حول العالم، أتاح ذلك التحكم فى توجيه الخطاب السياسى وتوصيل المحتوى أو عدم توصيله، ورغم أن آليات العمل بمنصات التواصل الاجتماعى تركز على زيادة أى محتوى يبحث عنه المستخدمون إلا أننا الآن نرى أن أى مستخدم يهتم بمحتوى القضية الفلسطينية لا يرى محتوى آخر متعلق بنفس القضية، مهما كانت محاولات تمرير المنشورات سواء من خلال إضافة بعض الحروف الخاصة أو عدم وضع النقطة فوق الحرف، لأن الفيسبوك يمكنه القراءة بين السطور، حتى إذا كنت تستخدم مجموعات من الأحرف مثل «- =+_ *&% #% @% #% $ &»، وسيتم حظر مثل هذه النصوص أو المواد من قبل الذكاء الاصطناعى أو التقارير والبلاغات المقدمة من قبل الميليشيات الإلكترونية الإسرائيلية عبر الخوارزميات، إلى جانب أن شركة «ميتا» نوهت إلى أنها تعتمد على موظفين يراجعون المحتويات العربية والعبرية الخاصة بتطورات الحرب فى غزة. منصات موجهة أما د. سهير عثمان أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فترى أن منصات التواصل الاجتماعى عموما لها أجندات خاصة وأهداف موجهة حتى قبل الحرب على غزة، ولديها العديد من القيود المتعلقة بحرية الرأى والتعبير فى بعض القضايا السياسية الدولية والتى منها القضية الفلسطينية بإيعاز من الصهيونية، أما فيما يخص ظاهرة التعتيم الفجة على حسابات موقع فيس بوك تحديدا -التى صاحبت هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم فى مختلف البلدان العربية وليس مصر فقط، كما نرى ونسمع ونقرأ يوميا، وهذه الحالة المبالغ فيها من التضليل على الحقائق، ومناصرة تل أبيب بلا حدود- فهى ترجع إلى أن مارك زوكربيرج مالك المنصة يحرص على تغذية خوارزميات الفيس بلوك مع اندلاع الهجمات ضد الفلسطينيين بعدد كبير من أشكال التقييد الخاصة باستخدام كلمة إسرائيل أو فلسطين أو نشر أى صور أو فيديوهات فيها تأييد للحق الفلسطينى، وفى هذا السياق من السهل أن نرصد العديد من أشكال التعتيم، ومنها حذف المواد المصورة والفيديوهات الكاشفة لقسوة القصف الإسرائيلى، وصور الضحايا من الأطفال وخاصة أشلاءهم، وشهادات بعض الناجين من القصف، والحروق البشعة التى تعرض لها الشهداء الفلسطينيون أثناء القصف لدرجة أن جثثهم تعرضت للحرق والتحلل نتيجة استخدام جيش الاحتلال القنابل المحرمة دوليا بمختلف أنواعها، وكل هذه الانتهاكات لم يتم نشرها على منصة فيس بوك، وإذا حدث يكون فى أضيق الحدود، ثم تتم إزالتها سريعا من فرق المتابعة، بحكم أن مارك يدين بالولاء لإسرائيل، مما يجعله يدير موقعه وفقا لأيديولوجيته الخاصة، وهذا يرجعنا إلى الفكرة الرئيسية وهى أن وسائل الإعلام تخدم صاحبها، وهو يتعامل مع الفيس كملكية خاصة، انطلاقا من أيديولوجيته التى تضبط كل الخوارزميات والتعليمات والسياسات الخاصة به، بما يخدم الرواية الإسرائيلية فقط. ولفتت إلى أن فكرة النظر إلى التواصل الاجتماعى كمنصات بديلة للتعبير بحرية، وطرح كل الآراء بموضوعية دون التقيد بأى قيود، هذا معتقد وهمى جدا، ويجوز أنها كان مطبقة فى بداية ظهور هذه المواقع، ولكن مع تضارب المصالح بين أيديولوجيات ملاك هذه المنصات وبين معتقدات روادها ظهرت هذه المواقع على حقيقتها، وانكشف مدى ولائها ومناصرتها لبعض مجرمى الحرب من نوعية نتنياهو وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلى ومن على شاكلتهم فى كل مناطق النزاعات حول العالم، وبالتالى بعد ظهور هذا الوجه القبيح منذ الحرب على غزة تبين للجميع أنه ليس هناك حرية رأى وتعبير من خلالها، وأنه غير مسموح بأى حرية لا تتماشى مع مصالح إسرائيل وأمريكا، وأى تعارض مع ذلك لا مكان له على تلك المنصات. وحول سيناريوهات المواجهة لحرية التعبير الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ذات السيطرة الصهيونية تقول د. سهير عثمان: فى المدى القريب، لابد من الابتعاد عن المنصات المسمومة والواقعة تحت السيطرة الصهيونية، والبحث عن المنصات البديلة التى تكفل حرية الرأى والتعبير، ويستطيع روادها عرض الحقائق بشكل كامل ودون مساحة للتعتيم، وعلى المدى البعيد أو المستقبلى مطلوب عدم الاعتماد على هذه المنصات الصهيو أمريكية، مع تدشين منصة عربية كاملة للعالم كله لإبداء الرأى دون تعتيم ودون أية أيديولوجيات، ورغم أنه سيناريو مثالى يحتاج لبعض الوقت، لكنه ضرورة عربية؛ لأن الوضع الحالى على التواصل الاجتماعى ينبئ بأهمية هذه المنصة بعيدا عن أى سيطرة يهودية أو صهيونية، حرصا على توصيل وجهة النظر الصحيحة والمهنية فى كل القضايا العربية الهامة. حرب المنصات ويشير د. حسام النحاس، خبير الإعلام الرقمى، إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت المستور فى العلاقة المشبوهة بين غالبية ملاك ومديرى شبكات التواصل الاجتماعى وبين الصهيونية العالمية، وأن هذه المنصات واحدة من أهم أدوات صناعة الحروب فى الدول الرافضة للهيمنة الصهيو أمريكية، بدليل أن الكيان الصهيونى اعتمد عليها فى ترويج روايته الكاذبة على حساب الرواية الفلسطينية المؤيدة بالصوت والصور والفيديوهات بعدد لا حصر له، لأن الهيمنة على أمر هذه المنصات فى واشنطن والعواصم الأوربية الموالية لتل أبيب فى هذه المعركة، وبالطبع هم يعلمون أن مستخدمى التواصل الاجتماعى بالمليارات، وفى كل الدول، وبالتالى الطرف الذى يملك التحكم فى المحتوى المنشور بكافة أنواعه هو الذى سيكسب الصراع، بغض النظر عن وقائع الميدان من صولات وجولات، وبعيدا عن ارتكاب أية جرائم تخالف قوانين الحرب دوليا، أو استعمال أية أسلحة مجرمة أمميا، ولهذا كان السبق الإسرائيلى بنشر الأخبار المضللة والصور المفبركة عن تورط فصائل المقاومة الفلسطينية فى ذبح حناجر الأطفال الإسرائيليين، واغتصاب الفتيات، وتعذيب العجائز، من أجل ترسيخ صورة ذهنية لدى الرأى العام العالمى للتغطية على مسلسل المذابح الدموية والمجازر غير المسبوقة ضد الفلسطينيين فيما بعد عملية طوفان الأقصى. ويطالب خبير الإعلام الرقمى بنشر الوعى بين الشعوب العربية بحقيقة هذه المنصات، وأن تكون الحرب على غزة نقطة فارقة فى مخطط الانخداع فى نواياها السيئة، ولنا العبرة والمثل بمحاولات التخريب التى قادها الفيس بوك فى عدة دول عربية بزعم ثورات التغيير، وأن هذه المواقع نوافذ مجانية لحرية الرأى والتعبير فى كل الملفات والقضايا، وبمرور السنوات اتضحت الأهداف الخفية، والأغراض السرية وهى نشر الفوضى فى العواصم العربية بترتيب من أجهزة استخباراتية معادية، ثم مع حرب غزة تيقن كل المشككين فى هذا الأمر أن أى موقف يخالف التوجه الأمريكى الصهيونى لا مكان له عبر منصاتهم، وأن القيود والسياسات الحاكمة تقوم بفلترة كل المحتوى المنشور، حتى لو تحايل المستخدمون بعمل نصوص مشفرة، كما هو الحال مع كل المنشورات الخاصة بتأييد الفلسطينيين، وفضح جرائم الإسرائيليين، ولتذهب حرية الرأى والتعبير إلى الجحيم. والخلاصة، أن كل منصات السوشيال ميديا تحت السيطرة الأمريكية والغربية بالتنسيق مع الكيان الصهيونى لخدمة أغراضهم الخبيثة، وأهدافهم المدمرة، على حساب أى طرف يدخل فى مواجهة ضد تحالفهم الشرير، وهذا دليل كافٍ على قمع الرأى العام العالمى، وعدم مهنية هذه المواقع، وأكذوبة دعمها لحرية الرأى والتعبير، فهى ليست منصات حرية بل منصات فاشية لا تعرف معنى الحرية بل المصلحة فقط