الإثنين 13 مايو 2024

المثقفون فى حملة المرشح عبدالفتاح السيسى ماذا قال المثقفون المصريون؟ وماذا سمعنا من المستشار محمود فوزى؟

الكاتب الصحفي يوسف القعيد

28-11-2023 | 21:30

بقلـم: يوسف القعيد
فى جلسة طالت أكثر من ثلاث ساعات كاملة. تحدث فيها كلٌ منا. والبعض طلب الكلام أكثر من مرة. تكلَّم ثم عاد يتكلم وأمامنا فى قاعةٍ رحبة يجلس مسئولو الحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسى. وجميعهم من شباب مصر الواعى. البعض لم نره من قبل. وفوجئنا بوجوده، وعندما تكلم كان كلامه ناضجًا ومفاجئًا لأن حداثة الأعمار كانت واضحة للعيان. فى حين أن نُضج الكلام الذى يوحى بتجربة قديمة كان أيضًا لافتًا للنظر. ولم أستغرب ذلك الأمر إطلاقًا. فهم أحفاد من بنوا الأهرامات فى الزمن القديم ومن مهدوا للنيل طريقه من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. ومَن أبدعوا من معجزات الزمن القديم التى تحاول مصر الآن بقيادة الرئيس السيسى سواء فى ولايته الأولى أو ولايته الثانية أن تقوم به. عندما دُعيت لهذا اللقاء كان قرارى الذى اتخذته واضحًا ومُحددًا ولا يقبل للجدل ولا المناقشة. رغم أننى أضع كثيرا – إن لم يكن كل – من قراراتى تحت نيران الأخذ والعطاء والرفض والقبول. إلا أن الأمر هذه المرة عندما يتصل بمصالح البلاد العُليا ومصير الوطن ومستقبل الأمة لابد أن تكون الأمور حاسمة. وهذا القرار الذى اتخذته لم يكن وليد اللحظة العابرة. ولكنه جاء بعد تفكيرٍ عميق ومُطوَّل لأن الحكاية تتصل بمستقبل مصر والزمن الآتى لها. ومصر بلد تبدو دائمًا وأبدًا مُثقلة بالماضى العظيم الذى تحمله على كتفيها. فهى البلد الوحيد فى العالم الذى أهدى البشرية إلى فجر الضمير الإنسانى. وهناك كتاب: جيمس هنرى بريستد: فجر الضمير الذى يشرح هذه الفكرة ويُعمِّقها بشكل غير عادى. أحاول الاعتماد على الذاكرة البصرية عندما نتكلم عن الحاضرين من المثقفين المصريين. لأن من كانوا يجلسون على المنصة أمامنا، وكان يتوسطهم المستشار محمود فوزى، ومحمد سلماوى. لم يُعرِّفونا بأنفسهم. وعندما تحدثوا كان الكلام مقتصرًا متقشفًا فى أضيق الحدود المُمكنة. والبعض منهم لم يتكلم أصلًا. بل اكتفى بالحضور وتدوين بعض نقاط ما قيل فى أوراقٍ كانت معه. العقل القانونى والدستورى وأنا أعرف المستشار محمود فوزى معرفة سابقة وقديمة. فقد كان العقل القانونى الذى يدير كل ما يجرى فى مجلس النواب السابق وليس الحالى. مجلس النواب الذى كان يرأسه الدكتور على عبد العال. وكان المستشار محمود فوزى العقل القانونى والدستورى الذى يدير الأمور فى المجلس. وعرفتُ فى وقتها دقته فى العمل واعتماده على الفهم الدقيق لكل ما يجرى وما يتم. يُجيد الإنصات لما يُقال. وإن سأل فإن السؤال يبحث عن إجابة تُمكِّنه من معرفة أكثر بالموضوع الذى نتكلم فيه. إلا أن لديه قُدرة فريدة على إنكار الذات. واعتبار الموضوع الذى نتكلم فيه هو البطل الأول والأخير. ثم كانت له تجربة مهمة فى المجلس الأعلى للإعلام عندما تولى العمل هناك فى بدايات عمل المجلس. وشهد له كثير ممن تعاملوا معه تمتُعه بقُدرة فريدة على إنكار الذات والرجوع للخلف خطوة أو خطوات. المثقفون والرئيس كُنا مجموعة من مثقفى مصر. تختلف توجهاتهم وتتباين اجتهاداتهم. ولكنهم يُجمعون على ضرورة وأهمية اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية جديدة حتى يستكمل ما بدأه من مشروعاتٍ تُعيد بناء الوطن من ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالًا حتى أسوان وحدود السودان جنوبًا. وخلف الحدود التى تفصلنا عن جارتنا الحبيبة ليبيا غربًا إلى شاطئ البحر الأحمر شرقًا. أما سيناء الحبيبة والغالية والتى تحتل حبة قلب كل مصرى. فلها مكانٌ فى الوجدان لا ينازعه أحد. وهكذا جلست وأمامى صف طويل وعريض من مسئولى الحملة الانتخابية يستمعون أكثر مما يتكلمون وتشغلهم فكرة تدوين ما يستمعون إليه قبل أن يفكروا فى الرد عليه. قال المستشار محمود فوزى إن المثقفين يُشكِّلون قوة مصر الناعمة التى تكمن فى ثقافتها. والمثقفون هم الذين يُبدعون تلك الثقافة. وإن كانت قد تراجعت فى بعض الفترات نتيجة الظروف التى مرت بها البلاد. فإن الإيمان بها يجب ألا يسبقه أى أمر آخر. بناء الإنسان المصرى قال المستشار محمود فوزى إن بناء الإنسان المصرى سيكون الموضوع الذى له أولوية أولى.. والإنسان المصرى حتى يصل إلى المواطنة الحقيقية يجب أن يكون متعلمًا. وتعليمه يتطلب وجود آلاف المدارس بدرجاتها المختلفة والجامعات بتنوعها الفريد. إن التحديات التى تواجه المثقف المصرى لكى يقوم بدوره هى التى تشغلنا بتمكين هذا المثقف من القيام بدوره فى بناء وطنه مسألة مهمة. بعد أن تكلم المستشار محمود فوزى، وكان يختصر ما يريد قوله فى أقل الكلمات الممكنة، وتحدث بعده المثقف الكبير محمد سلماوى الذى كان يجلس على المنصة وسط المسئولين عن الحملة الانتخابية للرئيس السيسى باعتباره لعب دورًا مُهمًا فى تجربة قيادة الحوار الوطنى التى كانت موجودة فى مصر إلى وقت قريب. وقادها باقتدار الصديق ضياء رشوان. ثم توقَّفت بمجرد أن بدأت حملات المرشحين للرئاسة للعمل وسط الجماهير. وإن كان بعض من تكلموا وخاصة الدكتورة نيفين مُسعد قد طالبوا باستكمال وعودة تجربة الحوار الوطنى مرة أخرى، لأنها كانت من تجارب العمل العام فى أوساط المثقفين المصريين التى أثمرت نتائج غير عادية. وأكد سلماوى أنه يتكلم عن مرشح سياسى بارز صاحب أكبر فرص للفوز فى الانتخابات القادمة التى ستجرى بشفافية تامة وستدخل تاريخ مصر باعتبارها من التجارب الرائدة وغير المسبوقة فى اختيار الرئيس. الذين حضروا اللقاء حضر هذا اللقاء المُهم، والذى عُقد فى المقر الانتخابى للمرشح عبد الفتاح السيسى فى القاهرة الجديدة بكل رمزيتها وما يمكن أن توحى به. فهى مُقدَّمة لبناء مصر الجديدة التى طالما كانت حُلما يُراودنا لم نفعل أى شىء لتحقيقه من قبل. ولكن ها هو يخرج إلى الوجود ويُصبح حقيقة ماثلة للعيان أمام كل مصرى. وإن ذهبت إلى هناك ستكتشف سهولة الدخول والخروج وقِلَّة الإجراءات الأمنية بل نُدرتها، فلا أحد يسألك إلى أين أنت ذاهب؟ وتحدث هذه التيسيرات النادرة والتى تجرى لأول مرة فى تاريخ مصر سواء عند الدخول أو التجول فى أرجاء المكان أو لحظة الخروج منه. سأحاول الاعتماد على ذاكرتى البصرية فى إثبات من حضروا من المثقفين المصريين مثل هذا اللقاء التاريخى. وسأبدأ من اليمين إلى الشمال: الدكتور أحمد زايد المثقف الكبير ومدير مكتبة الإسكندرية وصاحب المُنجز الثقافى سواء فى نتاجه العلمى المهم أو إدارته الفذَّة لنافذة مصر العلمية على عالم اليوم. أقصد مكتبة الإسكندرية. كانت تجلس إلى جواره الإعلامية الهُمامة والمصرية الصميمة فريدة الشوباشى بحضورها الطاغى ومشاركتها، التى ينتج عنها الكثير من الآثار المهمة. ورغم أنها عضوة فى مجلس النواب الحالى. فلم يسبق لها أن أشارت إلى هذا عندما تتكلم سواء قبل الكلام أو بعده. كانت تجلس بجوارها الدكتورة نيفين مُسعد الأستاذة الجامعية، ومن نقرأ لها مقالاتها فى صحفنا السيَّارة التى تهتم بالشأن العام، وتتوقف أمام عموم كل المصريين فى مصر الراهنة. وعندما تكلمت الدكتورة نيفين استغرقت من الوقت أكثر من جميع الحاضرين لأنها استفاضت كثيرًا وتوقفت أمام تجربة التعليم فى مصر. المستقبل الذى ينتظرنا الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والباحث والمُفكِّر، والذى يعتبر أن الاهتمام بالشأن العام فريضة من فرائض عُمره جاء مُحمَّلًا بأوراقٍ كثيرة مُدوَّنٍ بها أفكاره التى يريد أن يتكلم حولها. وأحاط للوضع الراهن للثقافة والمثقفين فى مصر الآن. ولم يغفل شيئا من التجربة الراهنة فى بلادنا حتى بعض الأمور التى رأى أنها تحتاج إلى عناية من الدولة واهتمامٍ من الرئيس.. وتوقَّف أمام قضايا الغلاء فى الأسواق وبناء الإنسان المصرى الذى يجب أن يسبق أى شئ آخر. كان كل هذا النقاش يجرى وكان المستشار محمود فوزى يُدوِّن الأفكار المُهمة التى يبديها الحاضرون. أما المثقفة والشاعرة والأديبة فاطمة ناعوت فقد تكلمَّت عن استثمار المثقفين المصريين الآن وضرورة أن يُصبحوا زاد مصر وزوَّادِها، سواء الآن أو فى المستقبل القريب أو البعيد. وتحدثت عن غلاء الأسعار فى الشارع المصرى الذى تلمسه بنفسها من خلال جولاتها بالشارع المصرى. المستشار محمود فوزى كان يُتابع كل ما يُقال، ويطرح أسئلة للاستفسار عن بعض الأمور مما كان يتحدث. حيث إن التفاصيل مُهمة بالنسبة له. ويُدوِّن بخط يده ما يقوله الحاضرون من آراءٍ مهمة. بل إن الأوراق التى كانت معه نفدت أكثر من مرة، وطلب من السكرتارية أوراقًا جديدة دليلاً على اهتمامه بتدوين كل فكرة أو رؤية أو طرح. شباب اللقاء كان يجلس بجوارى الفنان عمرو محمود ياسين، نجل النجم الكبير محمود ياسين، والفنانة شهيرة. وقد تكلَّم عن هموم الإنتاج السينمائى ومشاكله ومواقف أجهزة الدولة منه. أما الشاعر والكاتب أيمن بهجت قمر نجل المثقف الدكتور الكبير بهجت قمر فقد تحدَّث عن هموم الإنتاج الثقافى لمن يقوم بمثل هذا العمل. وقال نحن نحتاج إلى تقديم الرموز المهمة فى فننا المصرى الراهن. وركَّز على عميد الأدب العربى طه حسين، والفنان الراحل أحمد زكى. غزة كان لها مكان عند جميع من تحدثوا. وكانت هناك وقفة أمام بطولات الأشقاء الفلسطينيين الأبطال، وهمجية وبربرية العدو الإسرائيلى فيما يفعله. لم أتوقف أمام ما قلته رغم أن المثل الشعبى الذى تعلمته فى قريتى يقول: - «طباخ السِم بيدوقه» وربما عدتُ مرة أخرى إلى ما ذكرته فى هذا اللقاء التاريخى المهم.