هنا على أرض مصر ومنذ آلاف السنين ولدت الحياة ومنح الأمان للخائفين والملاذ للمكروبين، استقبلت قبل أكثر من ألفى عام المسيح طفلاً تحمله أمه العذراء بعد أن هربت من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد وبطش هيرودس، وكانت الحضن الدافئ والوطن الآمن للعائلة المقدسة التى احتمت بين جنباته وهدأت مخاوفها فى ربوعه، وما أشبه اليوم بالبارحة وكما استقبلت المسيح طفلاً وأنقذته من المجرم هيردوس تستقبل الأطفال الفلسطينيين «الخدج» حديثي الولادة لتنقذهم من هيرودس العصر «الاحتلال الإسرائيلى» وبطشه وجرائمه ومجازره المرعبة. ملحمة جديدة تقدمها مصر ضمن دورها المتفرد فى دعم الأشقاء الفلسطينيين وإنقاذهم من الموت في مواجهة العدوان الإسرائيلى، فبعد جهود ضخمة واتصالات على كافة المستويات نجحت مصر فى إنقاذ 28 طفلاً حديثى الولادة وإحضارهم” للعلاج والرعاية بالمستشفيات المصرية. الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان استقبل الأطفال بالعريش بعد وصولهم عبر معبر رفح يرافقه اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، حيث تم التعامل السريع معهم بواسطة الأطقم الطبية المتخصصة والمجهزة على أعلى مستوى لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم وعلى الفور تم نقل 16منهم إلى مستشفى العريش العام و12 طفلا إلى مستشفيات القاهرة على متن طائرة. الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان كشف، أنه بناء على تقييم الوضع الصحى للأطفال المبتسرين القادمين من قطاع غزة، تم نقل 12 طفلا إلى مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، بواسطة «الإسعاف الطائر»، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى. وكان بيان لمنظمة الصحة العالمية ذكر أنه أجْلَت بعثة ثانية مشتركة للأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بقيادة منظمة الصحة العالمية، 31 طفلًا من مستشفى الشفاء في شمال غزة إلى مستشفى آخر في جنوب القطاع، وقد نُقل الأطفال المُصابون باعتلالات وخيمة في 6 سيارات إسعاف أمدَّها الهلال الأحمر الفلسطيني بما يلزم من مستلزمات وأطقم طبية . كما ذكر البيان أنه سبق نقل هؤلاء الأطفال الخُدَّج من أصحاب الوزن المنخفض عند الولادة من وحدة حديثي الولادة في مستشفى الشفاء إلى منطقة أكثر أمانًا داخل المستشفى، بسبب انقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل أجهزة دعم الحياة وتنامي المخاطر الأمنية المُحدقة بالمستشفى، وقد تُوفِّي طفلان قبل حدوث الإجلاء. وقد نجحت جهود نقل هؤلاء الأطفال إلى وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في جنوب غزة، وبحسب الأطباء في المستشفى فإن جميع الأطفال يعانون من حالات عدوى خطيرة نتجت عن قصور الإمدادات الطبية واستحالة مواصلة تنفيذ تدابير مكافحة العدوى في مستشفى الشفاء، وهناك أحد عشر طفلًا حالتهم حرجة، ومن المُؤسف أن هؤلاء الأطفال لم يكن لديهم من يرافقهم من ذويهم، نظرًا لكون المعلومات المتوافرة عنهم لدى وزارة الصحة محدودة، والوزارة غير قادرة حاليا على العثور على أفراد أسرهم المقربين. ونجحت طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فى إجلاء الـ 28 طفلا إلى مصر، جاءت هذه الخطوة في ظل الوضع الصحي السيئ للأطفال جراء انقطاع الكهرباء في الحضانات خلال الأيام الماضية، وتناولهم الحليب بالماء الملوث، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات صحية لديهم، تستلزم نقلهم للعلاج في الخارج على وجه السرعة.