نجحت الجهود المصرية القطرية برعاية أمريكية، في الوصول إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل؛ لتمديد الهدنة الإنسانية في القطاع، وبذلك تنتهي الهدنة يوم الأربعاء.
ويتضمن الاتفاق الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين مقابل 30 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث تم اليوم تسليم الصفقة الخامسة لتبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل.
وتشمل هذه الدفعة 10 من المحتجزين الإسرائيين مقابل إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 30 من الأسرى الفلسطينيين، ومن المفترض أن يتكرر التبادل بالعدد نفسه غدًا الأربعاء.
لكن.. هل يؤدي تمديد الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار؟
يقول الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه وفقاً لتقاليد القانونية والسياسية المتعارف عليها، فإن الهدنة تكون مقدمة للوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»: "رغم أن حكومة الحرب الإسرائيلية تصر على مواصلة الأعمال العدائية، إلا أن هناك ضغوط في الداخل الإسرائيلي تطالب بوقف هذه العمليات، خصوصاً أن الحرب لم تؤتي أكلها، وأن الأسرى لم يتم تحريرهم بالقوة، وحماس لا تزال موجودة.
وأشار إلى أن هناك ضغوط دولية للوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تمارس ضغوط على حكومة نتنياهو للوصول إلى ذلك.
وأوضح عبدالفتاح، أن الرأي العام العالمي انقلب على إسرائيل، وبالتالي هناك إدراك حقيقي لدى حكومة نتنياهو بأن الأمور لا تمضي لصالحها بأي حال من الأحوال.
وتابع:" فكل الظروف المحلية والإقليمية والدولية ضد حكومة نتنياهو وتدفعها باتجاه الموافقة على وقف إطلاق النار".
وأشار عبد الفتاح، إلى أن الحرب مكلفة على الاقتصاد الإسرائيلي، فخلال 50 يوماً الماضية تكلفت إسرائيل أكثر من 10% من ناتجها القومي الإجمالي، لافتاً إلى أن التداعيات الاقتصادية تتخطى إسرائيل لتصل إلى دول الجوار والعالم أجمع.
واختتم: "هناك اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية تضغط على حكومة نتنياهو، مما يجعل احتمالات وقف إطلاق النار متنامية للغاية".
من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن تمديد الهدنة يعني الوصول إلى مرحلة جديدة، في إطار ما يجري بالنسبة لطرفي المعادلة سواء قطاع غزة أو إسرائيل.
وأضاف في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التمديد يعني هناك إرادة سياسية تهدف إلى الإفراج عن أكبر قدر من الرهائن في إطار مخطط استكمال التهدئة، وصولاً إلى مرحلة إطلاق النار.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن المراحل المرتبطة بذلك تمضي في ظل أربع سياقات، الأول تمديد الهدنة إلى عدة أيام، ثم الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن والأسرى.
وواصل:" أن النقطة الثالثة تكون في تحريك الجهود السياسية، ثم الانتقال إلى النقطة الأخيرة وهي الوصول إلى وقف إطلاق النار".
وأردف فهمي، أن هناك سيناريوهات موضوعة، جزء منها مرتبط بما هو يخطط إليه؛ وهو تحويل الهدنة الإنسانية إلى هدن متتالية يمكن أن يتحقق فيها مكاسب بالنسبة لطرفين.
وتابع:"في تقديري أن ذلك سيأخذ بعض الوقت، ولن يكون مطروح بصورة أو أخرى في هذا التوقيت، لكن في المدى القصير أو المتوسط سيؤدي إلى نتائج مباشرة، تؤدي إلى ترتيبات أمنية واستراتيجية في بعض المناطق خصوصا في منطقة الشمال الغربي".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربًا مدمرة على غزة خلفت ما يزيد عن 14532 شهيد، إلى إصابة ما يزيد عن 35 ألف بجراح مختلفة، جلهم من النساء والأطفال.