بدأت اليوم أول أيام أعمال قمة المناخ كوب 28 التي تعقد في الإمارات بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تلبيةً لدعوة شقيقه الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، الذي ستتولى بلاده الرئاسة المقبلة لمؤتمر الأطراف، وذلك بصفة مصر الرئيس الحالي للمؤتمر، وتستمر فعاليات القمة بداية من اليوم وحتى 12 ديسمبر المقبل.

وتناقش قمة المناخ كوب 28 عددا من القضايا الملحة، وخلالها تسلم مصر رئاسة القمة للإمارات، ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 60 ألف شخص في الحدث، بما فيهم ممثلو الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقادة الصناعة، والناشطون الشباب، وممثلو مجتمعات السكان الأصليين، والصحفيون وغيرهم من أصحاب المصلحة.

 

ملفات قمة المناخ 2023

ويعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، في ظل ظروف لحظة حاسمة للعمل المناخي العالمي، ليناقش عددا من القضايا، أولها التقييم العالمي حول مدى التقدم الذي أحرزه العالم في معالجة أزمة المناخ ومدى التصحيح المطلوب لهذا المسار.

وستناقش القمة أيضا السيطرة على درجات الحرارة العالمية والتي باتت تسجل مستويات قياسية، حيث أوضحت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته أمس أنه منذ اعتماد اتفاق باريس للمناخ في (COP21) عام 2015، ركزت المؤتمرات اللاحقة على تنفيذ هدفه الرئيسي وهو وقف ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين ومواصلة الجهود للحد من الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

ويستهدف المؤتمر مناقشة الإجراءات المناخية الأقوى التي سيتم اتخاذها وآليات تنفيذ ذلك، وكيفية قياس التقدم نحو تحقيق أهداف باريس بشأن تقليل الآثار والتكيف وتمويل المناخ، وتكييف الخطط الحالية، وذلك في ظل الاتجاه لاعتبار عام 2023 هو العام الأكثر سخونة، في حين كانت السنوات الثماني الماضية هي الأعوام الثمانية الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم، بسبب زيادة تركيزات الغازات الدفيئة والحرارة المتراكمة.

وكنت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994 لمنع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي، وصادق على الاتفاقية حتى الآن 198 دولة، لتصبح عضويتها شبه عالمية، ويعمل اتفاق باريس، الذي تم اعتماده عام 2015، كامتداد لتلك الاتفاقية.

وتركز خطة عمل مؤتمر COP28، على أربعة ركائز رئيسية هي تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام.

كما ستعمل على تقييم التقدم في مكافحة التغير المناخي، والتركيز على إيجاد حلول فعالة وعملية للتحديات المناخية الملحة، بالإضافة إلى التركيز على تحقيق التنمية المستدامة، فضلا عن عقد أيام وجلسات وفعاليات متنوعة الموضوعات طوال الأسبوعين التي يستمر فيهما المؤتمر، لمناقشة موضوعات متنوعة منها قضايا الصحة والسكان الأصليين والشباب والأعمال والمستثمرين، والمجتمع المدني وغيرهم.

وستدور النقاشات حول حلول محددة يجب توسيع نطاقها في هذا العقد للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة، وبناء القدرة على التكيف، وتعبئة التمويل على نطاق واسع.

مشاركة الرئيس السيسي في القمة

وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في الشق الرئاسي للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب ٢٨"، وسيركز الرئيس السيسي خلال أعمال قمة دبي على جهود الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف على مدار العام الماضي انطلاقاً من قمة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، والتي ركزت على الموضوعات التي تهم الدول النامية بشكل عام والأفريقية على وجه الخصوص، خاصة ما يتعلق بتعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي، فضلاً عن تأكيد ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى دبي عقد مباحثات مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي وكذلك التشاور وتبادل وجهات النظر والرؤى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.