بعد أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 105 مليون و750 ألف نسمة، مازالت هناك بعض الزوجات التي تعيش في تعاسة وحزن مع شريك الحياة، تجدن أن إنجاب الأطفال هو الحل الأمثل لتحقيق السعادة الزوجية، دون أن تدري أنها تتسبب في تفاقم أزمة الزيادة السكانية، فضلاً عن أن إنجاب الأطفال من عدمها لا يرتبط بتحقيق السعادة الأسرية والقضاء على التعاسة.
حيث كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع " the conversation"، أن النساء اللاتي لم ينجبن باختيارهن، يشعرن بأن لديهن إحساسًا جيدًا بالهوية والمزيد من الحرية والسيطرة على أجسادهن وحياتهن ومستقبلهن، كما أن النساء والرجال الذين ليس لديهم أطفال يكونون أقل توتراً في المتوسط عن غيرهم، ويشعرون بقدر أكبر من الرضا في زواجهم، وتبين أن إنجاب الأولاد يقلل سعادة الشركيين على مستوى الحياة الزوجية، و يرتبط بالاكتئاب والحرمان من النوم والأعباء الأخرى.
وأضاف الباحثين في الدراسة، على أن السعادة الزوجية لا ترتبط بإنجاب الأطفال من عدمها، حيث يعاني العديد من الآباء من انخفاض مؤقت في الرفاهية بعد إنجاب طفل، وهي ظاهرة تُعرف باسم " مفارقة الأبوة "، وذلك لأن المولود الجديد يمكن أن يعيق العديد من الاحتياجات الأساسية ، مثل النوم والأكل الجيد ورؤية الأصدقاء، مما يقلل من الشعور بالرضا، كما تشعر النساء بمزيد من التعاسة عندما يصبحن أمهات مقارنة بالرجال، بسبب عبء الرعاية والمسئولية التي تتحملها.
وأشارت الأبحاث التي أجريت على كبار السن الذين ليس لديهم أطفال، على ارتفاع مستوى الرضا عن الحياة والمرونة، مما يؤكد على أن المفتاح الأكبر للسعادة بقرارك إنجاب الأطفال أو عدمه، يعتمد على ما إذا كنت تشعر بالسيطرة على هذا القرار أم لا، حيث أننا إن قومنا باختيار قراراتنا بأنفسنا لابد أن نتقبلها لنكون أكثر سعادة ورضا.
كما أظهرت الدراسات التي أجريت على الرجال الذين لم يتمكنوا من إنجاب الأطفال بسبب العقم، أن العديد منهم شعروا بالحزن نتيجة لذلك ، ولكن انخفض ذلك الشعور مع تقدمهم في السن، وكذلك الوضع بالنسبة للنساء.
وأكدت الدراسة على أن التساؤلات التي تطرح عن أن مدى ارتباط الأبوة بالسعادة أو أن عدم الإنجاب يجعل الزوجين بؤساء وأكثر تعاسة، كلها أمور غير حقيقة، لأن السعادة تعتمد على العديد من العوامل، والكثير منها خارج عن سيطرتنا، وتعد الطريقة التي نختارها لإضفاء معنى لحياتنا هي في الواقع عامل رئيسي.