عاش مواطن أمريكى مشاعر متضاربة بعد عثوره على رسالة كتبتها والدته تصف فيها مشاعرها عند اغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى.
المواطن الأمريكى وير لوندستيدت، كان رضيعًا عندما تعرض الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى، للاغتيال فى دالاس، تكساس، يوم 22 نوفمبر 1963، وبينما الطفل الرضيع لا يدرك شيئًا من الحدث الجلل الذى هز أركان وطنه، كانت والدته، كارولين لوندستيدت، تشعر بلا شك بإحساس الخسارة الذى اجتاح البلاد فى ذلك الوقت.
السيدة الأمريكية قررت فى ذلك الوقت كتابة رسائل لابنها وشقيقه تعبر فيها عن مشاعرها فى اللحظات التى أعقبت المأساة التى هزت الشارع الأمريكى وقتها، وبعد مرور هذه الأعوام الطويلة، قال وير لوندستيدت: "أنا متوتر"، وذلك أثناء إزالته ختم الظرف الموجه إلى "السيد فريدريك وير لوندستيدت"، المختوم بالبريد فى ريفرتون، نيوجيرسي، بختم بقيمة 5 سنتات.
ومن الغريب أن والدته توفيت فى 22 نوفمبر 1989. وبعد ما يقرب من 20 عامًا، تحديدًا عام 2008، عثر لوندستيدت على الرسالة الموجهة إليه لكنه لم يفتحها أبدًا، والآن، بعد مرور 60 عامًا على مقتل الرئيس الأمريكى الأسبق، عثر لوندستيدت على الرسالة المنسية أثناء فرز ممتلكات والديه بعد وفاة والده الشهر الماضي، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.
وجاء فى نص الخطاب الذى كتبته له والدته: "الجمعة 22 نوفمبر 1963.. عزيزى وير، بما أنك تنام الآن فى سريرك فى الطابق العلوى، فأنت أصغر من أن تدرك ذلك"، وقرأ لوندستيدت لأول مرة، أمام طاقم تصوير إحدى القنوات المحلية
تابع لوندستيدت: "سوف تقرأ يومًا ما عن هذا فى كتاب التاريخ الخاص بك"، وكتبت والدته أيضًا: "اعلم أنه كان، كما نشعر، رئيسًا شابًا جيدًا وصادقًا ومخلصًا، لقد كان نشيطاً ولا يكل فى سعيه لتحقيق السلام العالمى الدائم، من المؤسف أن أحد أفراد شعبه يأخذ على عاتقه تدمير هذا الرجل الحيوي، بمحبة، أمك وأبيك".
وعلق لوندستيدت بعد قراءة رسالة والدته: "كان ينبغى أن أفتح هذا من قبل"، فيما يشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن والدة لوندستيدت - مثل معظم الأمة فى ذلك اليوم وما بعده – أدركت تأثير ما حدث لأمريكا، وأنها كانت تحتاج إلى مشاركة ما كانت تشعر به مع أطفالها.
كينيدى - الذى كان يستعد للإعلان عن حملته الرئاسية المقبلة – بلغ 46 عامًا من عمره عندما تم إطلاق النار عليه أمام حشود من المؤيدين أثناء مروره بموكب سيارات فى دالاس حوالى الساعة 12:30 ظهرًا، يوم 22 نوفمبر 1963
بحلول الساعة الواحدة بعد الظهر، أُعلن عن وفاة الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة فى مستشفى باركلاند التذكارى، وبعد حوالى ساعتين من إطلاق النار على كينيدي، ترددت موجة من الصدمة فى جميع أنحاء البلاد عندما شاهد الأمريكيون ليندون جونسون يؤدى اليمين كرئيس بجوار السيدة الأولى الأرملة جاكى كينيدى على متن طائرة الرئاسة، ولا تزال ترتدى الزى نفسه الملطخ بدماء زوجها.
خلال فترة 21 ساعة سبقت جنازته، تدفق أكثر من 250 ألف شخص إلى القاعة المستديرة فى العاصمة، حيث عُرض النعش المغطى بالعلم، لإبداء احترامهم للرئيس الشاب الواعد الذى تم اغتياله فى ذروة مسيرته الرئاسية، وفقا لمكتبة جون كنيدي.
وشهدت جنازته حضور أكثر من 100 رئيس دولة وممثل من مختلف البلدان، فيما شاهد ملايين آخرون المراسم الجنائزية على شاشة التلفزيون فى 25 نوفمبر 1963.