تجتمع القوة المستمدة من نبض الشارع، وهوية الشعب وقوة وجمال الشعر في لقب واحد وهو «الفاجومي»، الذي لقب به شاعر العامية المصري الأشهر أحمد فؤاد نجم، والذي ظهرت موهبته من فرط المعاناة، بداية من طفولته، وفي مظاهر مقاومته للظلم مرات ومرات، ونحن اليوم  نحتفي  بذكرى رحيل  شاعرنا الكبير والذي يوافق 3 ديسمبر.

لم يكن أحمد فؤاد نجم مجرد شاعر، بل شغل الكثير من الوظائف والتي كانت أحد أسباب اختلاطه بالشعب والشعور بمعاناته.

وعمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي؛ شاغلًا مهن مختلفة ومنها: كواء "مكوجي"، بائع، عامل إنشاءات وبناء، ترزي، وفي فايد إحدى مدن القنال المحتلة من قبل الإنجليز، التقى بعمال المطابع، واستغل تلك المعرفة معلما نفسه القراءة والكتابة.

كما عمل«نجم» في الفترة ما بين 1951 - 1965م في السكك الحديدية، وبعد معركة السويس؛ قررت الحكومة المصرية الاستيلاء على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال، كما استولت على ممتلكات الجيش هناك.

وعمل أيضًا «نجم» طواف في وزارة الشؤون الاجتماعية، يوزع البريد على العزب، والكفور، والقرى، وكانت هذه المرحلة في حياتة بمثابة اكتشاف لنفسة وشخصية الجديدة، بعد أن تعمقت رؤيته وتجربته.

قال«نجم»عن تلك الفترة «شعرت حينئذ رغم أنني فلاح وعملت بالفأس لمدة 8 سنوات، أن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل وغير محتمل، كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظريا، كان التناقض الطبقي بشعا».

انتقل الشاعر من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية، أحد الأحياء القديمة في القاهرة، يقول نجم: «وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس، وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال».

كما عمل موظفا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية بعد خروجه من السجن، وصار أحد شعراء الإذاعة المصرية.