الجمعة 3 مايو 2024

مجلس التعاون.. مسيرة ممتدة من التكامل والترابط والعمل الخليجي

مجلس التعاون لدول الخليج العربية

عرب وعالم4-12-2023 | 11:38

دار الهلال

حرصا من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على توسيع قاعدة التشاور بما يحقق تطلعات وآمال شعوب دول المجلس، تم تأسيس هيئة استشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، حيث تتكون الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى من ثلاثين عضوا، بواقع خمسة أعضاء من كل دولة عضو، يتم اختيارهم من مواطني الدول الأعضاء من ذوي الخبرة والكفاءة.

وتأسست الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بقرار من المجلس في دورته الثامنة عشرة بالكويت عام 1997، بهدف تقديم المشورة في كل ما من شأنه تدعيم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإعداده لمواجهة التحديات المستقبلية، حيث تختص الهيئة بدراسة ما يحال إليها من المجلس الأعلى.

وتختار الهيئة سنويا رئيسا لها من بين ممثلي الدولة التي ترأس دورة المجلس الأعلى، ونائبا للرئيس من بين ممثلي الدولة التي تليها في الترتيب، ولا تناقش الهيئة من الأمور إلا ما يحال إليها من قبل المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويعاون الهيئة جهاز إداري يرتبط بالأمانة العامة لمجلس التعاون هو مكتب شؤون الهيئة الاستشارية.

وتمارس الهيئة الاستشارية مهامها وفق آلية تتفق ونظامها وطبيعة الموضوعات التي تكلف بها، فبعد صدور التكليف من قبل المجلس الأعلى للهيئة الاستشارية وبدء الدورة الجديدة لمجلس التعاون، تعقد الهيئة اجتماعا تختار فيه الرئيس ونائبه لدورتها الجديدة، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الذي يتولى فيه نقل توجيه المجلس الأعلى إلى الهيئة، ثم تجرى مناقشة عامة للموضوعات المكلفة بدراستها على أساس ما تقدمه الأمانة العامة من مذكرات ومعلومات بشأنها، وما يعرضه الأعضاء من ملاحظات وتعقيبات بشأن جميع الموضوعات، ليتم تشكيل لجان من أعضائها لكل موضوع لجنة لدراسته بالتفصيل، ويعد أعضاء اللجان دراسات وأوراق عمل لكل موضوع، وقد يتم الاستعانة ببعض الخبراء المتخصصين، ثم تقوم كل لجنة بإعداد مسودة مشروع مرئيات الهيئة الخاصة بهذا الموضوع.

وبعد انتهاء اللجان من إعداد مشاريع المرئيات، تعقد الهيئة اجتماعا عاما لمناقشة ما وضعته لجان الهيئة والاتفاق على صيغة موحدة لمرئياتها بشأن الموضوعات المحالة إليها التي ترفعها إلى المجلس الأعلى، وقد اعتمد المجلس الأعلى في دوراته السابقة جميع مرئيات الهيئة الاستشارية وأحالها إلى اللجان الوزارية المختصة.

وتدعيما لدور الهيئة الاستشارية في المساهمة بفاعلية في تعزيز مسيرة العمل المشترك، قرر المجلس الأعلى في دورته الحادية والعشرين دعوة رئيس الهيئة لحضور اجتماعات المجلس الأعلى للرد على ما قد يكون لدى المجلس الأعلى من استفسارات حول مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن المواضيع المحالة إليها من قبل المجلس، كما جرت العادة، اعتبارا من الدورة الثالثة للهيئة، أن يجتمع رئيس المجلس الوزاري بأعضاء الهيئة في الاجتماع الأول من كل دورة، لإطلاعهم على المستجدات التي تخص دول المجلس والرد على استفسارات الأعضاء، كما يعقد ممثلون عن الهيئة اجتماعا سنويا مشتركا مع المجلس الوزاري يتم خلاله استعراض مرئيات الهيئة التي سيتم رفعها إلى المجلس الأعلى.

وحرصا من الهيئة على تقييم أدائها وتطويره بشكل مستمر، تشكل الهيئة في بداية كل دورة لجنة للرئاسة، تتولى تنسيق العمل في الهيئة وبحث إمكانية تطوير أدائها وتقديم مقترحات بهذا الشأن، كما يكون للجنة الرئاسة دور في متابعة تنفيذ مرئيات الهيئة وتقديم مقترحات بهذا الشأن، وتشارك هذه اللجنة في الاجتماع السنوي المشترك مع المجلس الوزاري الذي تناقش فيه مرئيات الهيئة الاستشارية.

وتحظى الهيئة الاستشارية برعاية واهتمام قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين عبروا عن ذلك خلال لقاءاتهم مع أعضائها، وإيمانا بدور الهيئة وتجربتها وما قدمته من مرئيات ودراسات اتسمت بالمهنية والموضوعية، قرر المجلس الأعلى في دورته الثالثة والعشرين بالدوحة عام 2002 تشكيل لجنة من الدول الأعضاء والأمانة العامة لإعداد تقرير حول تطوير نظام عمل الهيئة الاستشارية الحالي، بحيث يتم إدخال الأفكار التي اقترحتها الهيئة الاستشارية وما تراه الدول الأعضاء من مرئيات وأفكار وتصورات في هذا الصدد.

وباشر مكتب شؤون الهيئة الاستشارية مهامه رسميا من مقره الدائم في العاصمة العمانية مسقط اعتبارا من أول أكتوبر 2003، كما انتهت اللجنة المشكلة لدراسة تطوير نظام عمل الهيئة من إعداد تقريرها الذي تم عرضه على المجلس الأعلى في دورته الرابعة والعشرين بالكويت عام 2003، حيث تقرر تشكيل لجنة من خبراء سياسيين وقانونيين من الدول الأعضاء والأمانة العامة لإعداد تصور شامل وكامل لعملية تطوير نظام الهيئة، يأخذ في الاعتبار أهمية الموضوع والأبعاد الدستورية والقانونية والبناء الهيكلي لمجلس التعاون ومؤسساته، ولا يزال مشروع تطوير الهيئة قيد الدراسة من قبل الدول الأعضاء.

كما وافق المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثامنة والعشرين بالدوحة عام 2007 على عقد ثلاثة اجتماعات دورية للهيئة الاستشارية في كل عام، وعلى مبادرة الهيئة لدراسة القضايا التي تكون متباينة أو عليها خلاف بين الدول الأعضاء في القضايا ذات العلاقة بالتعاون المشترك بين دول المجلس.

Dr.Randa
Dr.Radwa