«كوفية» فلسطينية.. و«كرافته» بـــ«2 مليون جنيه» ترندات جديدة فى سوق الذهب
صورة أرشيفية
مصر غنية بمواردها الطبيعية والأيدى الماهرة لأبنائها، فبعد عشرات السنوات من فقدان مصر لمكانتها العالمية فى صناعة الذهب، والتى اشتهر بها أجدادنا الفراعنة، باعتبارهم أول مَن توصلوا إلى استخراج الذهب، وأشاروا له باسم «لحم الآلهة» فنحتوه وصنعوه وتحلوا به، ليأتى أحفادهم بأحدث التصميمات المصنوعة محليا، مستهدفين اختراق الأسواق الخليجية والإفريقية وحتى الإيطالية، لتضع مصر نفسها مرة أخرى على الخريطة العالمية لتصنيع الذهب.
هناك جهود حكومية كبيرة لوضع مصر على خريطة تصدير الذهب، فإلى حين الانتهاء من إقامة مدينة الذهب التى وجه الرئيس السيسى بإقامتها لتطوير الصناعة المصرية للذهب، هناك اهتمام كبير بإقامة المعرض الدولى «نبيو» للذهب والمجوهرات والذى انطلقت نسخته الثالثة هذا الأسبوع ويتميز بزيادة عدد المشتركين بالمعرض ليصل إلى 50 شركة محلية وأجنبية وممثلين لعدة دول، منها ألمانيا والإمارات والصين وتركيا وإيطاليا، وهناك مشترون أجانب من 18 دولة ويصل عددهم لحوالى 110 مشترين، فالمعرض أصبح أكبر تجمع لصناع الذهب والمجوهرات فى مصر.
معرض نبيو صورة مصغرة لأسواق الذهب فى مصر ومنه نعرف أذواق المصريين والموضة القادمة، فلم يعد الذهب المستورد الإيطالى والسويسرى الأكثر جذبا للسيدات، فالمشغولات المصرية بتصميماتها المتنوعة أصبحت تناسب كافة الأذواق خاصة أنها مصنوعة بأيدٍ مصرية فهناك التصميمات الخليجى والإيطالى والفرعونى والإسلامى.
الأحداث السياسية بفلسطين لم تلقِ بظلالها فقط على أسعار الذهب بالصعود الكبير خلال ما يزيد عن شهر مسجلا ما يقرب من 2800 جنيها بدلا من 2165، بل امتدت إلى إشعال روح الفن المصرى فى صناعة الذهب، فداخل معرض نبيو تم عرض كوفيات من الذهب عيار 18 مكتوبا عليها فلسطين مع رسم علم فلسطين ومصر، وهناك كوفيات مرسوم عليها صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكذلك طفلة فلسطينية لتأكيد دعم مصر وقيادتها للشعب الفلسطينى، فكما يقول ممدوح عبد الله، رئيس مجلس إدارة شركة كبرى لصناعة المشغولات الذهبية فإن تصميم كوفية دعم فلسطين الذهبية للتعبير عن مشاعرنا وتضامننا مع إخواننا بفلسطين، ووزن الكوفية 700 جرام، وسعرها ما يقرب من مليونى جنيه وتم تنفيذها بشكل خاص لمعرض الذهب، وبالطبع متاح اقتناؤها لمَن يرغب، فالاهتمام حاليا بتصنيع الأطقم من الأوزان الخفيفة للتحايل على الارتفاع الكبير فى أسعار الذهب، فهناك أطقم كاملة تبدأ من 10 جرامات وتمتد إلى الأطقم وزن 150 جراما ولكل نوعية زبائنها، فمصر تشهد طفرة كبيرة فى صناعة الذهب، وهناك تزايد فى معدلات صادراتنا خلال العام الماضى بعد قرار إلغاء رسم التثمين على الصادرات بما يفتح بابًا أمام مصر فى التحول إلى مركز إقليمى لصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات، فنحن نصدر كميات كبيرة للسعودية ودبى والأردن رغم تطور صناعة الذهب لديهم.
«المنافسة قوية ومَن لا يستطيع عمل موديلات جديدة، فلن يكون له مكان فى السوق».. هكذا وصف ألبير، مدير تسويق إحدى شركات صناعة الذهب، وضع السوق المصرى، مؤكدا أن شركته تطرح شهريا نحو 100 موديل جديد بالسوق يناسب كافة الأذواق المصرية، بخلاف وجود عملاء خارجيين ننفذ لهم كافة التصميمات التى يرغبون بها بأعلى جودة، ولزيادة الطلب لدينا؛ سنفتتح مصنعا جديدا يضم خطوط إنتاج جديدة يمكن من خلالها فتح أسواق جديدة خارج مصر، وكل عام له الترند الخاص به، ويمكن أن نرى أن ترند هذا العام وفقا للمعروض فى معرض نبيو، الذهب المطعم بالمينا والذهب المصرى لموديلات خليجى وكذلك الفرعونى والذى يعشقه السياح الأجانب فمنه الأسورة والخاتم والشرابة، فالطقم الفرعونى يتراوح بين 20 إلى 25 جراما للأسورة والخاتم إلى جانب الشرابة أو الكوليه بوزن ما بين 8 إلى 12 جراما، أما الشغل الخليجى فنظرا لكبر حجمه فزبائنه من الفئات التى تفضل تخزين أموالها فى الذهب، وبالتالى أغلب زبائنه من سكان الصعيد والأقاليم الذين يستثمرون أموالهم فى الذهب، ونظرا لزيادة الطلب على الموديلات الخليجى؛ قامت المصانع هذا العام بتصنيع فئتين من تلك المشغولات، فهناك الأطقم الخفيفة بين 12 إلى 18 جراما والثانية من 25 إلى 40 جراما، أما الذهب المطعم بالمينا فأغلبه تصميمات إسلامى وهناك ألوان مميزة ومنها «اللافندر والفيروزى والبينك»، والطلب أكبر فى هذه النوعية من الذهب على الخاتم الإسلامى بأشكاله المختلفة والمكتوب عليه أجزاء من الآيات القرآنية وخاصة «قل أعوذ برب الفلق»، وأغلب تلك الخواتم مضاف لها اللون الأزرق كرمز لمقاومة الحسد، وهناك أيضا رسمة العين الزرقاء، كما توجد السلاسل المصحف وانسيالات مطعمة بآيات قرآنية.
لم تعد المرأة المصرية بحاجة إلى البحث عن القادمين من الخليج لشراء مجوهراتها القيمة، فالتصميمات الخليجى للمشغولات الذهبية أصبحت بأيادٍ مصرية، وكما يقول أيمن سعدون، مدير شركة كبرى لصناعة وتجارة الذهب فحاليا يتم تصنيع موديلات سعودى وإماراتى وبحرينى بأيادٍ مصرية داخل حى الحسين ومن أشهر وأغلى القطع الحزام الذهب، وتتراوح أوزانه بين 70 إلى 180 جرامًا وأغلب زبائنه من الخليج، إضافة لبعض السيدات المصريات من الطبقة الغنية التنافسية، حيث يتم التفاخر فيما بينهن بوزن الحزام ويتم ارتداؤه فى المناسبات الخاصة بينهن وتخزينه، أيضا هناك قطع خاصة للطلب الفردى مثل التاج الذهبى ومعه الكوليه والإسورة، ووزنه فى المتوسط 600 جرام، ويقترب سعره من مليون و800 ألف جنيه.
أشار «أيمن» إلى طرح أغلب الموديلات كبيرة الوزن فى المعرض لأنها تخاطب العملاء العرب القادمين إلى المعرض لمشاهدة التصميمات لفتح أسواق خارجية، لأن سكان الخليج يفضلون الأوزان الكبيرة، أما أغلب الأسر المصرية فى ظل غلاء الذهب فيتم عمل نفس الموديلات لهم، لكن بأوزان أقل؛ لذا تم استيراد ماكينة إيطالى تساعد على تخفيف الوزن للمشغولات الذهبية.
«تطور الجودة أهم ما يميز المشغولات المصرية مؤخرا»، فحسبما يقول مصطفى صابر، العضو المنتدب لشركة كبرى لصناعة الذهب، هناك توسع فى تصدير مشغولاتنا إلى السعودية ودبى وفلسطين، وفى إطار دعم سياسات التحول الرقمى والشمول المالى تم إطلاق خدمة بيع السبائك الذهبية عن طريق ماكينة «ATM» تسهيلا على العملاء فى اقتناء مدخراتهم من الذهب، وتلك الماكينات موجودة ببعض الدول الأوربية ولكن بشكل محدود، فالخدمة ستكون متاحة على كافة الكروت والبطاقات الائتمانية العاملة فى مصر، فبمجرد إدخال بيانات الوزن سيتم خروج السبيكة مباشرة بعد خصم المبلغ المالى من الكارت وستكون الأوزان المتاحة من جرام إلى 10 جرامات، وتلك الخدمة ستبدأ فى فرع الشركة بالتجمع الخامس، على أن يتم التوسع فى باقى فروع الشركة بالمحافظات كمرحلة أولى، تمهيدا لانتشار ماكينات السبائك داخل المولات الكبرى. أيضا من أشكال التطور التكنولجى صناعة أول نظارة ذهب «سمارت» فيتم توصيلها بنظام البلوتوث بالموبايل كبديل للسماعة «أير بودز»، وتلك النظارة مصنوعة بالكامل فيما عدا العدسات من الزجاج وهى نظارة شمسية من الذهب عيار 18 يتراوح وزنها بين 20 إلى 30 جرامًا، ويبدأ سعرها من 45 ألف جنيه، وبالفعل سيكون لتلك النظارات زبائنها، حيث تم العام الماضى تصنيع نظارات ذهب، ولاقت رواجا بين فتيات الطبقة الغنية لكن نظارة هذا العام أكثر حداثة، فتتيح تلقى المكالمات والرسائل من خلالها باعتبارها «سمارت».
الحداثة غالبا لا تتنافى مع أصالة الماضى، بدليل أن المثل الشعبى الشهير «مولود فى بقه معلقة ذهب» لم تتغافله شركات إنتاج السبائك الذهبية والذين اهتموا بصناعة سبائك على شكل ملعقة ذهبية كهدية لتقديمها للمولود الجديد، فكما يقول ناجى بدير، رئيس القطاع التجارى لشركة كبرى لصناعة السبائك الذهبية، إن قسم الهدايا من السبائك يشهد إقبالا كبيرا، وهى تضم «الملعقة الذهب» و«الببرونة» و«اللولى بوب»، فالملعقة الذهب عيار 24 ومنها 2,5 جرام و5 جرامات و10 جرامات، أما الببرونة الذهب وزن 5 جرامات، وكذلك اللولى بوب وبالتالى أسعارها تتراوح بين 8 آلاف إلى 30 ألف جنيه، وفعلا «إحنا مش ملاحقين على مبيعاتهم» فهى هدايا قيمة، وهناك هدايا للكبار لكن ليست بنفس الرواج فهناك جنيهات الذهب عيار 21 بتصميم خاص لكل برج ويمكن أن تقدم فى أعياد الميلاد.
أيضا السبائك التقليدية الإقبال عليها متزايد باعتبارها ملاذا آمنا، وهناك تنوع فى أحجام السبائك ليتناسب مع كافة الطبقات بداية من نصف جرام إلى السبيكة الكيلو بسعر 3 ملايين جنيه ومنها المستطيل والبيضاوى إضافة إلى الجنيهات الذهب وتنقسم إلى ربع ونصف وجنيه كامل.
الميكنة هامة فى صناعة الذهب، فحسبما يرى طارق الطاروطى، المدير العام التنفيذى لشركة كبرى منتجة للذهب، أننا استوردنا ماكينات إيطالى تغنينا فى التصنيع عن الذهب الإيطالى، كما لدينا قدرات إبداعية لتصميمات منفردة، ومن أمثلة ذلك طقم «الكرافتة» الذهب وهو عبارة عن كرافتة وخاتم وأنسيال، ويمكن استخدامه للرجال وكذلك السيدات، ووزنه تقريبا 190 جراما عيار 21 وتقترب قيمته من 350 ألف جنيه، أيضا هناك ركن خاص لمنتجات الفراعنة فلدينا نسخ مصغرة من مجوهرات الفراعنة المطروحة بمتحف المجوهرات الملكية، ويلقى رواجا كبيرا بين السياح، وأوزانها من 2 إلى 200 جرام.
أضاف «طارق» أنه بالرغم ضعف القوى الشرائية لفئة كبيرة من المصريين، فإن هناك طبقة لا تعطى للوزن قيمة، فالأهم بالنسبة لها شكل التصميم وذوقه مهما كلفها السعر، فلدينا أطقم وزنها 200 جرام بسعر يقترب من 600 ألف جنيه وتجد رواجًا كبيرًا وهناك طلبيات وحجز مسبق له، فالسوق المصرى عجيب يضم كافة الشرائح.