"مدينة الموتى" حينما تتردد تلك الكلمات على أذنيك فإن قلبك يخفق من الخوف فهل بالفعل هناك مدينة يسكنها الموتى فقط هذا الأمر لم نكن نراه إلا على شاشات التلفزيون ولم نكن نتوقع أن يكون هناك فى الحقيقة شبيه له.
"كولما" تلك المدينة الهادئة التى لايدخلها الضجيج مطلقا فهذا أمر بديهي فالموتى لايحدثون ضجيج، ولكن لم تخلوا تلك المدينة من السكان فيعيش بداخلها حوالي 1500 مواطن أحياء ويسكنها حوالي مليون ونصف ميت، فالغالبية العظمى كانت للأموات.
فبداية قصة تلك المدينة كانت في عام 1900، حينما نشرت إشاعة حول وجود مناجم ذهب في إحدى مدن الولايات المتحدة، لينهال عليها المواطنين من جميع الدول والبلدان، فكلا منهم قد أتى محملا بوباء بعينه، لتحل الكارثة على أهل تلك المدينة فيموت عدد كبير منهم .
كانت مقابر المدينة الأمريكية لم تكن تتسع مطلقا للكميات الهائلة من الموتى، ففكروا في نقلهم لمدينة أخرى صغيرة بالقرب منها، وهي مدينة "كولما".
كانت “كولما” يوميا تفتح أبوابها لاستقبال حوالي 100 جثة ، حتى أصبحت شوارعها بمثابة المقابر فهي بالفعل أصبحت مقبرة بأكملها.
"تلك المدينة الصغيرة الهادئة أصبحت فيما بعد مدينة الموتى، وبما أنها مدينة للموتى فلم تخلوا من الأرواح، فباتت الأرواح تتجول بداخلها كيفما شاءت ، فهي المدينة الصامتة التى يخاف سكانها الخروج من بيتهم ليلا .
أصبحت " كولما" مشهورة بين الأموات فقط فكل شخصية مشهورة أو بارزة يتم دفنها بداخل تلك المدينة الصامتة.
لم تكن كولما فقط هي من تحولت من مدينة هائلة بالسكان لمدينة هائلة بالموتى، فهناك العديد من المناطق التى تحولت إلى مقابر، والعكس فهناك مدنا كانت للمقابر فقط لتتحول بعد ذلك ليسكنها المواطنين .