الإثنين 13 مايو 2024

فى137 سفارة وقنصلية بـ 121 دولة.. المصريون بالخارج جاهزون للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية

صورة أرشيفية

6-12-2023 | 11:34

تقرير : وليد محسن
بدأ اليوم الأربعاء الصمت الانتخابى قبل يومين من انطلاق الانتخابات الرئاسية بالخارج الجمعة القادمة، الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت تلقيها أسماء مندوبى وممثلى المرشحين فى اللجان، كما أعلنت تشكيل اللجان العامة المشرفة على الانتخابات، وأكدت أنه تم تحديث كافة أجهزة الحاسب الآلى بالسفارات والقنصليات لتسهيل عملية تصويت المصريين بالخارج. وفى الوقت نفسه شكلت العديد من الأحزاب غرف عمليات لمتابعة التصويت، والعمل على حشد المصريين فى الدول المختلفة للمشاركة، فحسب أرقام وزارة الهجرة يصل عدد المصريين بالخارج إلى نحو 14 مليونًا حوالى 70 بالمائة منهم لهم حق الانتخاب. السفيرة سها جندى وزير الهجرة والمصريين بالخارج تقول إنه فى الفترة الماضية كانت هناك تحركات كبيرة من الدولة المصرية من أجل تسهيل مهمة المصريين فى الخارج فى كل دول العالم للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وكثفت الهيئة الوطنية للانتخابات من جهودها لتذليل أى عوائق أمام الناخبين فى أى دولة فى العالم وتم الانتهاء من تجهيز 137 سفارة وقنصلية داخل 121 دولة، فمصر على أعتاب لحظة تاريخية فارقة فى عمر الوطن، ومن المهم اختيار من يقود سفينة الوطن فى هذه المرحلة الفارقة، الوزيرة شددت على أن المصريين بالخارج معروفون بوطنيتهم، وإذا دعتهم مصر لا يتأخرون عن تلبية النداء، وأنها على يقين أن كل مصرى فى الخارج سيبذل من وقته ومجهوده للمشاركة والإدلاء بصوته. «جندى» أشارت إلى أن الوزارة أطلقت فى الفترة السابقة حملة «شارك بصوتك» لحث المصريين بالخارج على القيام بدورهم الوطنى، والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، والدولة حريصة على إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة فى بناء المستقبل، وأن احتشاد المصريين سواء فى الخارج أو فى الداخل يقدم رسالة للعالم بأن المصريين هم من يصنعون قرارهم بأيديهم، وأن المشاركة الفاعلة تسهم فى صنع القرار السياسى، خاصة أنه لا يوجد توجيه لأحد بانتخاب مرشح وإنما المهم هو المشاركة. وكشفت «جندى» أنها قامت بجولتين فى الفترة السابقة فى الدول التى تشهد تجمعًا كبيرًا للمصريين فى الخارج، سواء فى الخليج أو أوربا، حيث تم لقاء الجالية المصرية فى المملكة العربية السعودية، وكذلك الجالية المصرية فى دولة الإمارات ولمست تشوقًا كبيرًا وانتظارًا للانتخابات، حتى يؤكدوا للعالم معنى الانتماء وحب الوطن، كما بدأت الوزيرة جولة أوربية لعقد لقاءات واجتماعات مع المصريين فى عدد من الدول الأوربية، بجانب أكثر من 63 لقاء افتراضيًا عبر الفيديو كونفرانس مع جاليات مصرية فى الخارج تم خلالها التأكيد على أهمية الحفاظ على مكتسباتهم الدستورية، والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، كما تم الاستماع لآرائهم فى حل أى معوقات تواجههم، وكان التأكيد من الجميع أنهم حريصون على المشاركة. وعن العوائق التى كانت تواجه المصريين فى الخارج فى التصويت، كما تقول الوزيرة، كان منها أن موعد الانتخابات غالبًا ما يكون فى أيام ليس بها إجازة، ولذلك فموعد تصويت انتخابات المصريين بالخارج تم اختياره هذه المرة بدقة من قبل اللجنة العليا للانتخابات، بحيث يكون فى أيام الجمعة والسبت والأحد وهى أيام العطلة الأسبوعية، حتى يتمكن المواطنون بالخارج من الذهاب للمقار الانتخابية والمشاركة فى الانتخابات. إحدى أكبر المشاكل التى تواجه المصريين فى الخارج هى انتهاء بطاقات الرقم القومى، وعدم القدرة على التصويت ولذلك تم على الفور التنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات والاتفاق على أنه يمكن التصويت ببطاقة الرقم القومى، حتى لو كانت غير سارية، وجواز السفر بشرط أن يكون الجواز مميكنًا وساريًا متضمنًا الرقم القومى. «جندى» كشفت أن الوزارة انتهت من تجهيز غرفة عمليات لمتابعة الانتخابات على مدار الأيام الثلاثة لتصويت المصريين فى الخارج، وسيكون هناك متابعة من خلال التواصل الدائم والمستمر بين وزارة الهجرة والهيئة الوطنية ‏للانتخابات ووزارة الخارجية بكافة بعثاتها الدبلوماسية حول العالم، من أجل مساعدة المصريين خلال عملية الاقتراع والرد ‏السريع على كافة أسئلتهم‎ واستفساراتهم، فجميع جهات الدولة تعمل على حل أى مشكلات قد تعوق سير العملية الانتخابية، أو تؤثر على مشاركة ‏المصريين فى انتخاب رئيسهم. وناشدت «جندى» طيور مصر المهاجرة قائلة: «من المهم أن نشارك ونكون على قلب رجل واحد من أجل مصر، ونريد أن يشاهد العالم صورة المصريين المشرفة فى الانتخابات أمام مقار السفارات والقنصليات وصنع المشهد واختيار القائد»، وإظهار الدور الوطنى فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، فالعالم يقف فى مفترق طرق، ومصر الآن وسط بؤرة من الصراعات المتأججة، ورغم ذلك مستمرون فى إنجاز المشروعات الكبرى وتحقيق التنمية، ومشاركتنا تصنع التاريخ لأولادنا وأحفادنا». وشددت على أن الحكومة المصرية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية، وأن الهدف هو تشجيع المصريين بالخارج على النزول والمشاركة، كما أن هناك تنسيقًا مع الجاليات المصرية حول العالم لإمكانية توفير أتوبيسات لنقل المصريين بالخارج لمقار التصويت البعيدة عن مكان إقامتهم. من جانبه أكد علاء ثابت رئيس بيت العائلة المصرية فى برلين: «أن المصريين فى الخارج» يدركون جيدًا أهمية النزول والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وأنهم كانوا دائمًا ملبين لكل الدعوات المساندة لمصر، سواء فى استحقاقات انتخابية أو تحويلات دولارية لمساندة الاقتصاد فى الأوقات الصعبة التى مرت على مصر، «ثابت» يتوقع أن تقدم الجاليات المصرية مشهدًا يليق باسم مصر وعرسًا ديمقراطيًا فى حب مصر لاختيار قائدها فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أن المشهد الفلسطينى ومخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والموقف الحاسم للقيادة المصرية كان رسالة واضحة حفزت المصريين على النزول والمشاركة لاختيار من يحافظ على البلد وأمنها القومى ضد التحديات. وناشد «ثابت» المصريين فى الخارج قائلا: «علينا حماية الوطن بالمشاركة الفعالة، كما أن المشاركة والنزول بقوة فى الانتخابات الرئاسية مهم فى هذه المرحلة، لأنه رسالة بأن المصريين بجانب دولتهم وقيادتهم خليك إيجابى وصوتك مهم ولازم تنزل ويكون ليك دور وتدلى بصوتك، لازم نرد الجميل لبلدنا ونكون إيجابيين وننزل ونشارك ويكون حشد بالأعلام المصرية عند السفارات والقنصليات». الجالية المصرية بالمملكة هى الأكبر فى العالم، وحسبما يؤكد فوزى بدوى المتحدث الإعلامى لـ حملة مواطن بالمملكة يتم الآن عقد المؤتمرات للمواطنين المصريين بالسعودية وشرح أهمية المشاركة الفعالة فى الاستحقاق الدستورى المقبل والمتمثل فى الانتخابات الرئاسية الهامة للغاية هذه المرة، وأن أبناء الجالية المصرية فى السعودية يدركون حجم التحديات والمخاطر التى تواجهها الدولة المصرية، ولذلك فهم لديهم إيمان راسخ بالأهمية الكبيرة للنزول للانتخابات، حتى يكون هناك صورة مشرفة للمصريين فى طريقة اختيار رئيسهم، وتأكيد دعمهم لدولتهم، مؤكدًا أن الجالية المصرية فى السعودية كانت دائمًا من أكثر الجاليات المصرية فى الخارج التى يحتشد أبناؤها أمام المقار الانتخابية فى السفارة أو القنصليات، متوقعًا تحطيم الأرقام السابقة فى عدد الناخبين، نظرًا للتجاوب غير المسبوق من أبناء الجالية فى السعودية للدعوات التى تطلقها حملة مواطن بالخارج لدعم مصر. بينما كشف المستشار الدكتور شعبان رأفت عبداللطيف، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج فى الإمارات: أن هناك فريق عمل من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وعددًا من الشخصيات البارزة لوضع الاستعدادات اللازمة لمشاركة الجالية فى الانتخابات عبر تحديد نقاط التقاء لتجميع الناخبين فى كل إمارة وترتيب وسائل لنقل الناخبين من هذه التجمعات إلى مقار اللجنة العامة للانتخابات فى السفارة المصرية أو القنصلية وإعادتهم لنفس أماكن تجمعهم، وسيتم توزيع الأعلام على المصريين فى وسائل النقل للظهور بصورة مشرفة ومعبرة عن الوحدة والتضامن، وأيضًا التنسيق مع الجهات الأمنية لأى ظرف يمكن أن يعوق أو يؤثر على سير العملية الانتخابية. وفى الكويت قال محمود عشيش منسق حملة مواطن للدول العربية أن كل المصريين فى الخارج ينتظرون الاستحقاق الانتخابى لاختيار رئيس الجمهورية القادم ليؤكدوا للعالم أنهم لا يتأخرون فى دعم الوطن فى أى نداء، وسيكون هناك حشد كبير أمام السفارة والقنصليات، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة تشهد تكثيف التجهيزات اللوجستية فى كافة الدول العربية، وتجهيز الحافلات التى ستنقل المواطنين المصريين الذين يقيمون فى أماكن بعيدة عن السفارات والقنصليات كما حدث فى كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة. وجمال حماد منسق حملة «مواطن بالخارج» فى جنيف، أشار إلى أن الجالية المصرية فى سويسرا، تتحرك على مدار الأيام الماضية للتنسيق وتجهيز اللوجستيات المتعلقة بتحرك مجموعات للذهاب لمقار التصويت بالانتخابات، مشيرًا إلى أن هذه الاستعدادات ساهمت فى تقوية العلاقات بين أبناء الجاليات، والجميع ينتظرون أيام الذهاب للتصويت على الرغم من قدوم الكثيرين من أماكن بعيدة فى سويسرا، «حماد» كشف عن أسباب تدفع المصريين بالخارج للتمسك بالذهاب إلى صناديق الاقتراع من بينها وعيهم بالمخاطر التى تحيط بوطنهم الأم، خاصة الحرب على غزة والحملة القوية التى تمت ممارستها على مصر لقبول تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو الأوضاع المشتعلة على الحدود الجنوبية فى السودان، وكذلك الحدود الغربية فى ليبيا التى جعلت كل المصريين سواء فى الداخل أو الخارج يستشعرون ضرورة تقديم صورة للعالم بأن المصريين يختارون رئيسًا لهم بشعبية جارفة، والتى تكون دافعًا له فى التعامل مع المخاطر التى تحيط بوطننا. وتابع قائلاً: «سيقوم كل منا بواجبه تجاه الوطن بالتواجد أمام صناديق الاقتراع حتى نقدم رسالتنا للعالم ونعلن أن المغتربين فى الخارج دائمًا داعمون لوطنهم، وأن البعد عن الوطن ليس معناه عدم أداء الواجب الوطنى ونحن على تواصل مع جميع أبناء الجالية والتنسيق عبر لقاءات واجتماعات لشرح الأوضاع التى تحيط بالوطن لحث كل مغترب على المشاركة والإدلاء بصوته».