الأحد 23 يونيو 2024

في ذكرى اكتشافه .. ما مصير تمثال نفرتيتي المُهرَّب

نفرتيتي

ثقافة6-12-2023 | 13:19

آلاء طنطاوي

اكتُشف في مثل هذا اليوم السادس من ديسمبر عام 1912م تمثالٌ لملكة مصر نفرتيتي، والتي يعني اسمها "الجميلة أتت"، وتُعدّ من أجمل وأشهر ملكات مصر في الحضارة المصرية القديمة، ومن أقوى النساء في مصر القديمة. 

لُقّبت نفرتيتي بالعديد من الألقاب من بينها: الأميرة وارثة العرش، صاحبة التهليل، سيدة النعمة، حلوة الحب، سيدة الأرضين، زوجة الملك الرئيسية، والمحبوبة، زوجة الملك العظيمة المحبوبة، سيدة جميع النساء، صاحبة مصر العليا والسفلى.

ويُعدّ تمثال نفرتيتي من أشهر الآثار المصرية القديمة، عُثرَ عليه في تل العمارنة بورشة عمل النحّات المصري تحتمس، مع عددٍ من التماثيل النصفية غير المكتملة لنفرتيتي، أثناء تنقيب فريق ألماني بقيادة عالم المصريات لودفيج بورشاردت، وهو تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري، نحته تحتمس عام 1345 ق.م، حيث يقارب عمره أكثر من 3300 عام. وجعل التمثال من نفرتيتي أحد أشهر نساء العالم القديم، ورمزًا من رموز الجمال الأنثوي.


وصل التمثال إلى ألمانيا عام 1913م، وجاء في وثيقة تمّ العثور عليها عام 1924م في أرشيف الشركة الشرقية الألمانية التي كانت مسؤولة عن التنقيب، أنّه تم الاتفاق بين مصر وألمانيا على توزيع الاكتشافات الأثرية بين البلدين. ووفقاً لصحيفة التايمز فإنّ التمثال يُعدّ من أشهر 10 قطع منهوبة، حيث عرض بورشاردت على المسؤول المصري صورًا للتمثال ذات إضاءة سيئة، وأخفاه في صندوق في زيارة مفتش عام الآثار المصري "غوستاف لوفبفري". وكشفت الوثيقة أنّ بورشاردت ادَّعى أن التمثال مصنوع من الجبس، ليُقلِّل من قيمته أمام المفتش.


وطالبت السلطات المصرية أكثر من مرّة بإعادة تمثال الملكة نفرتيتي، لكنّ ألمانيا رفضت ذلك رفضًا تامًا، وحذّرت مصر بحظر التنقيب الألماني إذا لم يُعد التمثال إلى الأراضي المصرية، لكن لم تستجب ألمانيا لهذا التهديد.

يقول المؤرخ "يورغن زيمرير": إنّ التمثال نصفي لمصر: "كانت مصر بحكم الواقع محمية بريطانية منذ عام 1882، وهكذا جاءت نفرتيتي إلى ألمانيا في ظل ظروف الحكم الأجنبي الأوروبي ولم يُسأل أحد المصريين، وتم اختراع التنظيم تقسيم الاكتشافات من قبل سلطة الحماية في إنجلترا والفرنسيين، اللذين كانا مسؤولين عن إدارة الآثار، تقاسم المكتشفات حق استعماري، أعطاها اللصوص لبعضهم البعض، النتائج العلمية واضحة: سُرقت نفرتيتي، ولا ينبغي لأحد أن يتذرع بحقوق القوى الاستعمارية في ذلك الوقت".


وأصبح التمثال النصفي لنفرتيتي رمزًا ثقافيًا لبرلين وكذلك لمصر القديمة، كما أثار جدلًا عنيفًا بين مصر وألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهرَّبة إلى ألمانيا.