الخميس 16 مايو 2024

«الفاينانشيال تايمز»: حجم الدمار في غزة يفوق الحرب العالمية الثانية

قطاع غزة

عرب وعالم6-12-2023 | 18:40

دار الهلال

أجرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مقاربة بين حجم الدمار، الذي تعرضت له المناطق الحضرية في قطاع غزة وحجم الدمار الذى طال مدنا أوروبية كبرى، إبان الحرب العالمية الثانية.

وقالت الصحيفة - في تقرير من قطاع غزة - إنه بحلول الرابع من ديسمبر الجاري، صارت نسبة 60 % من المناطق الحضرية في شمال غزة مدمرة بالكامل، وبما لا يقل عن - بل ربما يفوق - حجم الدمار الذي شهدته مدن أوروبية كبرى إبان الحرب العالمية الثانية، حيث أوضحت الصحيفة أن مناطق شمال القطاع هي الأسوأ حالا والأكثر خرابا بفعل الهجمات الإسرئيلية.

وأشارت "الفاينانشيال تايمز" إلى أن 68 في المائة من أبنية مدينة غزة (عاصمة القطاع) تحولت إلى أطلال وخرائب؛ فيما كان حجم الدمار الذي ألحقته غارات الحلفاء ضد مدينة هامبورج الألمانية بالمباني هو 75% كما ألحقت غارات الحلفاء دمارا بنسبة 61 % بالأبنية في مدينة بولونيا الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية، وكان نصيب مدينة دريسدن الألمانية من خراب الابنية هو الأقل مقارنة بمدينة غزة اذ لم يتعدى نسبة 59 % من مجموع البنايات المقامة فى المدينة.

ورأت "الفاينانشيال تايمز" أن الخراب في المناطق المبنية الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لا يقل بل يفوق في أحيان كثيرة حجم الخراب والدمار للمبانى والمنشآت المدنية التي شهدتها المدن الألمانية الثلاث المشار إليها إبان الحرب العالمية الثانية خلال الفترة من 1943 وحتى 1945 والتي سقطت عليها 7100 طن من المتفجرات من قاذفات الحلفاء مودية بحياه 25 ألفا فقط من سكانها.

ونقلت الصحيفة عن باحثين في جامعة ولاية أوريجون الأمريكية تأكيدهم أنه استنادا إلى صور الأقمار الاصطناعية تكون نسبة 70 % من المناطق المبنية في عموم قطاع غزة قد تم دكها وتساوت بالأرض بفعل الغارات الإسرائيلية.

وأشار باحثوا جامعة ولاية أوريجون الأمريكية إلى أن 82 ألفا و600 بناية فى قطاع غزة تدمرت بالكامل، وصارت أثرا من بعد عين، وأن 105 آلاف و300 بناية في القطاع تعرضت لإصابات جزئية جسمية.

وقالت "الفاينانشيال تايمز" إن أوضاع الخراب في قطاع غزة جاءت على هذا النحو من السوء من حيث حجم الدمار الحادث للأبنية برغم تطور نوعية الذخائر التي تستعملها المقاتلات الاسرائيلية عند الاغارة على القطاع و من بينها ذخائر "عالية الدقة الاستهدافية" و تزن 250 رطل لكنها ذات قوة تدميرية هائلة.

وتابعت، إضافة إلى ذلك، تستخدم إسرائيل قذائف فتاكة من طراز "هيل فاير" موجهة بالليزر لاستهداف الأبنية الأقل حجما وضخامة وهي قذائف تستخدمها القوات الأمريكية في سوريا والعراق.

وفي كل الأحوال، قالت "الفاينانشيال تايمز" إن معدلات "الدقة العالية" للمقذوفات المستخدمة في الحرب على قطاع غزة لم تمنع أشكال الدمار المصاحب للمناطق التي يتم استهدافها فضلا عن الحاق الأذى بمنشآت البنية التحتية وشبكات الإنارة والمياه في كل مناطق القطاع الحضرية.

وبحسب الصحيفة؛ تستخدم إسرائيل كذلك نوعيات من المقذوفات الموجهة شديدة التدمير من طراز (ام – 117) بنوعيات متعددة تصل فى حدها الأدنى إلى 500 رطل للابنية المتوسطة و الصغيرة ، و تصل فى حدها الأقصى إلى 2000 رطل للأبنية الكبيرة، مشيرة إلى أن هذا النوع من المقذوفات سبق للولايات المتحدة استخدامه حروبها في كوريا وفيتنام؛ تنفيذا لاستراتيجية "المربعات المحروقة"، ومن بعد ذلك استخدت الولايات المتحدة تلك المقذوفات في مدينة الموصل العراقية عام 2003؛ وهي مقذوفات تتسم بقدرتها على أحداث موجات ارتجاجية أرضية تحطم البنايات التحتية والأنفاق الأرضية وملاجىء القوات المعادية.

وقالت الصحيفة البريطانية إنه - على كل حال - لا يمكن الفصل بين انهيار البنايات فى قطاع غزة، وبين إزهاق أرواح ساكنيها من المدنيين.

وأضافت أنه منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الكاسح على شمال القطاع؛ ارتفع عدد المدنيين القتلى في سكان بنايات غزة إلى أكثر من 15 ألف قتيل؛ وهو عدد يتجاوز أعداد القتلى المدنيين إبان الاجتياح الأمريكي للعراق في عام 2003، والذي بلغ 12 ألف مدني عراقي.