الإثنين 13 مايو 2024

«الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين» محاضرة بالأعلى للثقافة

جانب من المحاضرة

ثقافة7-12-2023 | 16:08

شمس علاء الدين

 أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي محاضرة بعنوان: "الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين"، نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوي، وذلك فى الخامسة من مساء أمس الأربعاء الموافق 6 ديسمبر 2023؛ بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وتأتي هذه الفاعلية بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ألقت المحاضرة الدكتورة عزيزة محمد علي بدر، أستاذة الجغرافيا البشرية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، وأدار النقاش الدكتور عطية الطنطاوي، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة ومقرر اللجنة، وعقب عليها الدكتور محمد نور الدين السبعاوي، أستاذ الجغرافيا البشرية كلية الآداب بجامعة المنيا وعضو اللجنة، وذلك بحضور المنسق العام لهذه الفاعلية الدكتور سامح عبد الوهاب، أستاذ جغرافيا السكان- كلية الآداب بجامعة القاهرة وعضو اللجنة.

تحدثت الدكتورة عزيزة بدر مشيرة إلى أن موضوع المحاضرة وهو: الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين ينقسم إلى عدة عناصر رئيسية وهي:

-أهمية سيناء الجيوستراتيجية على مر التاريخ.

-مظاهر تفرد سيناء.

-هل سيناء أفريقية أم أسيوية كما يروج؟

-سيناء أحد مفاتیح مصر الاستراتيجية المهمة.

-هل تُعد سيناء معزولة عن ظهيرها وهل تملك إمكانات التعمير والتنمية؟

-ما أهمية ربطها بالوادي؟

-مشروعات الربط، مواقعها ملامحها وأهميتها: الفرص والتحديات.

-جفرافية سيناء ومواردها وتعزيز فرص التنمية والتصدي لما يبرز من موانع معرقلة لذلك.

-متلازمة الأمن والتعمير في سيناء ومفهوم أمن البشر أو الأمن الإنساني.

-مشروعات مستقبل التنمية فى سيناء ومقوماتها.

وتابعت الدكتورة عزيزة بدر مؤكدة أن سيناء تمثل قطعة غالية من أرض مصر، منذ استوطن إنسان ما قبل التاريخ هذه الأرض فى بقاع مختلفة من وادي النيل، وفى الصحراوات وعلى شواطئ البحار،  كما أن سيناء تمثل الطريق الذى يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، والجسر الذي عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ؛ حيث كان إنسان هذه العصور يتجول بين آسيا وأفريقيا، واستمر عبر العصور التاريخية المختلفة، وشهد ترابها تقديس الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، وضمت أراضيها أحد أقدم الطرق الحربية في تاريخ العالم القديم "طريق حورس"، وارتبطت في الكتب السماوية بحدث خروج سيدنا موسى عليه السلام وقومه من مصر، واستقبلت أراضيها العائلة المقدسة أثناء عبورها إلى الوادي، وضمت الأديرة المسيحية وخاصة فى جنوب سيناء، وشهدت أرض الفيروز - سيناء مرور جيوش المسلمين وهي تتجه إلى مصر، ومنها إلى باقي أفريقيا لفتحها، ومازالت الرباطات على طول ساحلها الشمالي شاهدة على ذلك، كما تشهد الآثار القديمة ومواقع المناجم والمحاجر وطرق التجارة القديمة على ذلك أيضًا.

كما أشارت إلى أهمية موقع سيناء الجيواسترتيجى التى تبلغ مساحتها  61000 كم حوالي %6 من جملة مساحة مصر، وتساوي ثلاثة أمثال مساحة الدلتا تقريبًا، تمتد شبه جزيرة سيناء على ثلاث درجات عرضية ونصف بطول 400 كم تقريبًا، وعرض يبلغ أقصاه حوالي 210 كم؛ حيث تقع رأس محمد على دائرة العرض 28 التي تقع عليها مالوي، وهي بذلك أقرب لثنية قنا من القاهرة والدلتا بالطرق البرية أو البحرية، وتمتد بذلك بأكثر من ثلث امتداد عمق مصر من الشمال إلى الجنوب، وهي المدخل الشرقى لمصر وأفريقيا، وحلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، وكما تتميز سيناء بالموقع فهي تتميز بالبنية والتضاريس؛ فهي عقدة جيولوجية بارزة بل معقدة، وهي نموذجاً مثالي للهورست الأخدودي؛ حيث تمثل كتلة يكتنفها الانكسار الأخدودي من الجانبين حيث خليجي السويس والعقبة، وبذلك تختلف عن الأخدود الأفريقي فهي يابس بين بحرين، وهو بحر واحد بين يابسين، وتختزل جيولوجية سيناء جيولوجية مصر كلها تقريبًا؛ حيث تجمع في مساحتها المحدودة معظم أنواع التكوينات الجيولوجية، وطبقات الضخور التي توجد فى مصر، بل أنها تنفرد ببعض أنواع التكوينات والعصور التي لا تعرف في بقية مصر كالعصر الكربوني، مثل فحم المغارة والجوراسي، وتجمع بين ليثولجية ومورفولوجية الصحاري التي تسود صحروات مصر الصخرية في الحمادة والرملية أو العرق والحصوية أو الرق، وهي اصطلاحات علمية تشير إلى التكوينات الرملية والحصوية والصخرية.

وحول مسألة إنتماء سيناء إلى أفريقيا أم آسيا، استندت إلى قول جمال حمدان: "ما نظن مصريًا واحدًا بحاجة إلى أن يدافع عن مصرية سيناء، إن الإدعاء فيه من السفه أكثر ما فيه من السخف، وبه من الخطأ بقدر ما به من خطيئة؛ فسيناء جغرافيًا وتاريخيًا جزء لا يتجزأ ولم يتجزأ قط من صميم التراب الوطني والوطن الأب، أو الأم، قد تكون غالبًا أو دائمًا أرض رعاة Nomad’s land، لكنها قط لم تكن أرضًا بلا صاحب Noman’s land، منذ فجر التاريخ، ولتاريخ ألفي هو تاريخ مصر القديمة بل مصر العصور الحجرية، وسيناء مصرية كما أسوان والبرارى وعلبة والواحات.. إلخ مصرية".

وفى مختتم حديثها قالت: "السؤال المحوري هنا إلى أي حد يتلازم الأمن والتعمير لتحدث التنمية، وكيف يمثل عدم تلازمهما تحديًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية بأى من أنماطها أو مستوياتها أو أبعادها فى أي مكان، وأي زمان وإلى أي حد تعد تلك المتلازمة ملحة ومسألة حياة أو موت بالنسبة لشبه جزيرة سيناء بوابة مصر وأفريقيا الشرقية، وصمام الأمن القومي لمصر، ومن حولها العالم العربى، ومن ورائها أفريقيا حيث المجال الحيوي والاستراتيجي لمصر، ومن هنا جاء عنوان هذه المحاضرة".

Dr.Radwa
Egypt Air