استخدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، هذا الأسبوع، سلطته التي نادرا ما تمارس لتحذير مجلس الأمن من كارثة إنسانية وشيكة في غزة.
وطالب الأعضاء بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. ولم تستخدم المادة 99 منذ عقود حتى هذا الإسبوع. لكن مع تكثيف الهجوم الإسرائيلي وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين، اتجه إليها الأمين العام للأمم المتحدة.
انتقدت إسرائيل هذا القرار بشدة من خلال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي انتقد عمل جوتيريش وإدعى أن موقفه يتضمن دعم لحماس قال كوهين على حساب التواصل الاجتماعي اكس (تويتر سابقًا) "تفويض غوتيريش خطر على السلام العالمي، و طلبه تفعيل المادة 99 والدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة تشكل دعماً لحماس".
ووفقاً لصحيفة "لا بانجوارديا" الإسبانية استعان جوتيريش بالمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة (التي كانت آخر استخدام لها قبل عقود) التي تقول إن الأمين العام يمكنه إطلاع المجلس على الأمور التي يعتقد أنها تهدد السلام والأمن الدوليين. ما هي المادة 99 ولماذا يستعين بها جوتيريش؟ المادة هي أحد أحكام ميثاق الأمم المتحدة، ودستور الأمم المتحدة. وتنص على أنه يمكن للأمين العام (كبير دبلوماسيي الأمم المتحدة) أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة، في رأيه، قد تهدد الحفاظ على السلام والأمن الدوليين. وهذا يمنح صلاحيات إضافية مهمة للأمين العام، حيث أن السلطة الحقيقية في الأمم المتحدة تقع في أيدي الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة، وخاصة الدول الخمس عشرة التي تشكل جزءًا من مجلس الأمن.
نادراً ما تستخدم المادة 99. وكانت المرة الأخيرة التي تم الاستناد إليها في عام 1989، في رسالة من الأمين العام آنذاك بيريز دي كوييار إلى مجلس الأمن حول الوضع في لبنان. لقد استخدم غوتيريش المادة 99 لأنه يرى أن الوضع في غزة يهدد بـ الانهيار التام للنظام الإنساني والمدني في القطاع. وأوضح أنه كان شيئًا شعر أنه يجب القيام به. حق النقض الأمريكي يشار إلى أن الولايات المتحدة، وهي أقرب حليف لإسرائيل تتمتع بحق النقض (الفيتو) على القرارات، لم تؤيد وقف إطلاق النار. إذ قال نائب السفير الأمريكي روبرت وود، إن دور مجلس الأمن في الحرب بين إسرائيل وغزة لا يتمثل في عرقلة الجهود الدبلوماسية المهمة الجاري تنفيذها. وقال إن قرار مجلس الأمن في هذا الوقت "لن يكون مفيدا".
لماذا استدعاء المادة 99؟ استعان جوتيريش بالمادة 99 لأنه يعتقد أن النظام الإنساني والعمليات الإنسانية في غزة تنهار. كما حذر في رسالته من أنه في الوضع الحالي، "وسط القصف المستمر من القوات الإسرائيلية وبدون مأوى أو عناصر أساسية للبقاء على قيد الحياة، آمل ألا ينهار النظام العام تمامًا قريبًا بسبب الظروف اليائسة"، مما يجعل المساعدة الإنسانية حتى المحدودة مستحيلة.
وقال غوتيريش إن الوضع قد يزداد سوءا، مشيرا إلى احتمال انتشار الأوبئة وتفاقم المرض نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة. وهو ما يهدد بكارثة وشيكة. وقد وجه الأمناء العامون السابقون تهديدات إلى مجلس الأمن بشأن السلم والأمن الدوليين دون ذكر المادة 99، مثلما حدث في حرب العراق عام 1980 ومؤخراً حرب ميانمار عام 2017.