الأربعاء 8 مايو 2024

"لوموند": شولتس غير قادر على إدارة الانقسامات الداخلية

أولاف شولتس

عرب وعالم11-12-2023 | 10:52

دار الهلال

 نجح المستشار الألماني أولاف شولتس في طمأنة قاعدته الشعبية خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ما أتاح له هامشا من الوقت لتجاوز الضغوط المسلطة عليه بسبب سياساته التي أثارت انقسامات داخل الحزب وأدّت إلى تراجع شعبيته بشكل كبير، وفق ما أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وبحسب الصحيفة، اختتم الحزب مؤتمره بمشاركة 600 من أعضائه، على مشاهد عناق بين شولتس وعدد من قيادات الحزب، لكن الرجل يبدو "غير قادر على إدارة الانقسامات الداخلية، ومسئول عن أزمة خطيرة في الموازنة وأصبح أسلوبه أقل إقناعا".

وخلال المؤتمر تحدث أولاف شولتس إلى حوالي 600 مندوب من الحزب، وعلى المنصة انضم إليه رئيسا الحزب، ساسكيا إسكين ولارس كلينجبيل، حيث استمتع بتصفيق حار لمدة خمس دقائق تقريبًا قبل أن يعانقهما بحرارة بين ذراعيه.

كل شيء في هذا المشهد يبدو غير واقعي، فالديمقراطيون الاشتراكيون يبتهجون بينما ينهار حزبهم في نوايا التصويت ويصفق المستشار بينما كانت شعبيته في أدنى مستوياتها، هذا العناق ليس مجرد تفصيل، بل يعني للرجل الكثير، فقد منح المؤتمر لشولتس نفسا جديدا، حيث بدا المستشار مسترخياً ومبتسما، مع التذكير بما تم إنجازه منذ توليه منصبه، قبل عامين بالضبط، في 8 ديسمبر2021، ومنها زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 12 يورو، وهو أحد وعوده الانتخابية النادرة، وإنشاء "صندوق خاص" بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، أُعلن عنها بعد ثلاثة أيام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في فبراير 2022؛ وتركيب محطات الغاز الطبيعي المسال البحرية في وقت قياسي للحفاظ على أمن الطاقة في ألمانيا، المحرومة من الغاز الروسي، واستقبال مليون لاجئ أوكراني عبر نهر الراين، وهو رقم لا مثيل له في أوروبا، وهو أمر قال إنه فخور به للغاية.

ووفقا للصحيفة، يواجه المستشار عدة مؤاخذات في علاقته بأزمة موازنة الدولة التي بقيت معلقة ولن يتم التصديق عليها قبل سنة 2024، إضافة إلى أن شعبيته تشهد تراجعا حادا، ووفق آخر استطلاع للرأي نُشر في 7 ديسمبر الجاري قال 20% فقط من الألمان إنهم راضون عن عمله، ولم يشهد أي مستشار تدهورا لشعبيته بهذا الحد منذ 1997. ورأى عالم السياسة ألبريشت فون لوكان أن هناك ثلاثة أسباب تفسر انهيار شعبية شولتس، الأول هو أسباب وصوله إلى السلطة، حيث إنّ "وصوله إلى منصب المستشار هو نتيجة صدفة تاريخية، مرتبطة بحقيقة أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مع أرمين لاشيت، وحزب الخضر مع أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الحالية قدموا مرشحين سيئين".

وأضاف أنّ السبب الثاني لعدم شعبيته هو طريقته في الحكم، ومنذ اليوم الأول، سار أولاف شولتس على خطى أنجيلا ميركل، حيث مارس قدرًا كبيرًا من ضبط النفس، ولعب دور الوسيط على رأس ائتلافها، لكن المشكلة هي أن الزمن تغير، أما السبب الثالث وفق فون لوكان، فهو مرتبط بشكل مباشر بالحكم الأخير الذي أصدرته المحكمة الإدارية بخصوص موازنة 2024 التي لم تحترم الضوابط المعمول بها في إعدادها.

Egypt Air