بقلم – لواء. نصر سالم
أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا
كانت ليلة أغرب من الخيال.. تلك التى سبقت يوم العبور.. إنها ليلة الخامس من أكتوبر ١٩٧٣.. تجمع فيها عدد من ضباط الكتيبة فى خيمة بعيدة فى منطقة الانتشار استعدادًا للدفع خلف خطوط العدو.. وبينما الجميع مستغرق فى إعداد قراره وتجهيز أسلحته ومعداته.. كانوا لا يكفون عن إلقاء النكات والعبارات الضاحكة التى تخفف حالة التوتر والاستغراق.. فهذا الضابط فيصل حديث التخرج لا يكف عن التهريج وكلما صافح أحد أقرانه بادره بالقول «نلتقى فى عتليت» وعتليت هذا هو المكان الذى كان الإسرائيليون يجمعون الأسرى المصريين فيه فى حرب ١٩٦٧، فيبادره نصر معنفًا ومعاتبًا «أحسن فألك» فيرد عليه فيصل مالك أنت بنا إنك ستنال نجمة الشرف والترقية الاستثنائية ويرد عليه نصر وهو يضغط على الكلمات نعم بإذن الله ومعى كل المجموعات.
وهذا النقيب/ عبدالهادى، أقدم الموجودين فى الخيمة يحادث خطيبته فى التليفون بعد فترة من الانقطاع والجفاء، ويبادلها كلمات الود والحب.. بينما الجميع ينظرون إليه من بعيد ويتابعونه بكل الحب.. فرحين بابتسامته التى عادت إليه.. فيفاجئ الجميع بقوله لخطيبته وهو يودعها: مع السلامة ربما لا نرى بعضًا مرة أخرى ثم يضع السماعة فيصرخ فيه من سمعوه.. لماذا قلت هذا الكلام؟ فيرد باستسلام.. والله لا أدرى كيف قلت ذلك.
وتمر تلك الليلة ويأتى صباح اليوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ - لقد كان أغرب ما فى هذه الليلة أن يحدث لكل ضابط ما يتفاءل به - فيستشهد النقيب عبدالهادى ويقع فيصل فى الأسر، وينال نصر النجمة العسكرية والترقية الاستثنائية.
وتتحرك مجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو إلى المطارات المختلفة كى تنطلق كل منها إلى موقعها فى عمق العدو.. وأثناء تواجد نصر ومجموعته فى مطار ألماظة انتظارًا لركوب الهليوكوبتر الخاصة بهم.. يفاجأ هو ومن معه بقيام الحرب، وعلى الفور يقرر نصر تغيير خط سيره كى يصل إلى منطقة عمله فى ليلة واحدة وليس ليلتين كما كان مخططا ولكن المسافة فى هذه الليلة سوف تزيد عن خمسين كيلومترا يتم قطعها سيرًا على الأقدام، بينما كل منهم يحمل خمسين كيلو جرامًا فوق ظهره.
وتنطلق الهليوكبتر بمجموعة نصر إلى عمق سيناء ويتم إبراره مع الساعة الأولى لليلة السادس من أكتوبر.. وتصل المجموعة إلى منطقة العمل بعد مسيرة ليلة كاملة قبل شروق الشمس بدقائق معدودة.. وبعد مواجهة العديد من المواقف الحادة والصعبة التى كادت أن تودى بحياتها أو سقوطها فى الأسر.
وتفتتح المجموعة أول بلاغاتها إلى القيادة فى القاهرة بلواء مدرع إسرائلى كامل، وتستمر فى متابعته مع تنفيذ باقى مهمتها فى مراقبة محاور تحرك العدو والأهداف الهامة المخصصة لها.
وقبل غروب شمس السابع من أكتوبر تصل أربع طائرات ميج٢١ مصرية وتنقض على اللواء المدرع الإسرائيلى قبل شروعه فى التحرك إلى جبهة القتال، وتدمر العدد الأكبر من دباباته وتمنعه من التحرك فى تلك الليلة التى استمرت فيها المجموعة فى إحصاء خسائره وإبلاغها إلى القيادة، وفى اليوم التالى يستعد اللواء المدرع للتحرك فى اتجاه جبهة القتال بعد استعياض دباباته التى دمرت بدبابات أخرى أحضرها ليلًا من داخل إسرائيل، وخلال يوم الثامن من أكتوبر وبينما الدبابات تستعد للتحرك وتصطف على الطريق تفاجأ مجموعة نصر، برؤية دبابات العدو وهى تقوم بالانتشار بسرعة ونزول الحفر حولها واصطدام الدبابات ببعضها وانفجارها، بينما المدافع المضادة للدبابات تقوم بإطلاق نيرانها فى السماء.. ومع ترقب رؤية طائراتنا وهى تقصف دبابات العدو يفاجأ نصر بأن الطائرات التى ظن اللواء المدرع أنها طائراتنا.. ليست سوى طائرات إسرائيلية من طراز «إسكاى هوك» لقد بلغ الرعب مداه بالإسرائيليين.. حتى أنهم فعلوا بأنفسهم ما فعلوه، ودمروا ما لم ندمره.
يصر نصر على وصف هذا المشهد لقائد الكتيبة شخصيا شريطة أن يصف له قائد الكتيبة حالة الشعب المصرى فى الشوارع ومدى فرحتهم من عدمها.. ويملأ المجموعة حالة من الفرح والتفاؤل بعد أن وصف لهم قائدهم فرحة الشعب وانتهاء حالة الحزن التى تركوهم عليها قبل الحرب.
وما هى إلا ساعات معدودة إلا ويشاهدو نصر من نقطة مراقبته مشهدًا لا ينسى.. وهو عبارة عن حوامتين إسرائلتين تطارد عددًا من الجنود الإسرائليين الفارين من الجبهة، ويتم تجميعهم فى معسكر للشاردين، ومع مرور الوقت وطبقًا للمعلومات التى كانت المجموعة تبلغها للقيادة كانت طائراتنا تواصل تدمير هذه الأهداف، للدرجة التى كانت تشعر نصر ومجموعته بالفخر والاعتزاز، ولكن اعتبارًا من اليوم الرابع عشر من أكتوبر بدأت المجموعة تلاحظ تغييرًا فى الموقف.
كان نشاط العدو يزداد يوما بعد يوم وتدفق الأسلحة والمعدات من داخل إسرائيل اتجاه الجبهة بنوعيات جديدة بدأ ملحوظاً بشكل كبير.
وخاصة القوات الجوية المعادية التى كان نشاط طائراتها لا يتوقف ولا يهدأ وكان أزيزها مختلفاً عن كل الطائرات التى سبقتها وكأنها تحمل حمولة فوق طاقتها، أو أنها خارجة لتوها من المصنع من شدة العزم الذى يظهر منها . . لم يكن لدينا ترف الراحة أو حتى التفكير فيها أو حتى فى كمية الطعام أو الماء الموجود معنا ولا متى ستنفذ، رغم أن القيادة بدأت تسألنا بعد اليوم السادس
عن موقفهما، كم استهلكنا وكم بقى معنا، فكانت إجابتى دائماً. الموقف مطمئن لا يوجد مشكلة
فى الطعام ولا الماء، فقد قسمت الطعام والماء المخصص لستة أيام ليكفى ثمانية عشر يوما وأمامنا الكثير من الوقت للتفكير فى ذلك.
وفى غمرة انشغالنا بمتابعة العدو والقلق على نتيجة الحرب ومن المتغيرات التى نراها من موقعنا، لم نشعر إلا فى اليوم الخامس عشر من العمل أى يوم ٢١ أكتوبر، إنه لم يتبق معنا إلا علبة تعيين واحدة ولتر ماء واحد أى ما يكفى لمدة ثلاثة أيام بالمعدل الذى فرضناه على أنفسنا فقمت على استحياء بإرسال بلاغ إلى القيادة أخبرها فيه أنه لم يتبق معنا إلا ما يكفى يوم واحد من الطعام والمياه وكأنى أخجل من الحديث عن ذلك الأمر فى هذا الظرف الصعب الذى تمر به قواتنا، خاصة وأننا كنا نسترق الوقت لسماع إحدى الإذاعات باستخدام الجهاز اللاسلكى، وكانت بعض الأخبار غير سارة وخاصة التى تتحدث عن نجاح قوات العدو فى العبور غرب القناة.
وجاءنى الرد سيصلك الطعام والماء خلال ٢٤ ساعة فطلبت من القيادة معرفة كيفية وصولها
ومع من وكيف يتم التعرف عليه وخاصة أننا تقريبا داخل أحد مواقع العدو فكان الرد
“ سيصلك فى مكانك “ ونظرت أنا وعادل والجندى إلى بعضنا البعض وعلق أحدهما “ لا تنس أن لدينا أقوى جهاز مخابرات فى العالم “ وضحكنا ولم نعقب فقد كان لدينا الكثير الذى نقوم به من متابعة مستمرة لقوات العدو فى البر والجو إلا أنى نبهت كل من عادل والجندى أننا يجب
أن نقلل معدل استهلاكنا للطعام والماء حتى يأتى الطعام والماء الجديدان أى أن ما تبقى
يجب أن يكفى خمسة أيام وليس ثلاثة كما كنا نفعل منذ وصولنا.
ومرت الساعات الأربع والعشرون ولم يصلنا ماء ولا طعام وأيضا على استحياء أبلغت القيادة
أن شيئاً لم يصل فكان الرد توقعوا وصول المندوب فى أى وقت، ومرت الأربع والعشرون ساعة الثانية ولم يصل المندوب.
وأبلغت القيادة مرة أخرى .. معقباً بأنه ربما لا يستطيع المندوب أن يصل إلينا لأننا مختفون داخل موقع العدو .. وأنى على استعداد للتحرك والوصول إليه فى المكان الذى يحددونه.
فى صباح اليوم الثالث أى يوم ٢٤ أكتوبر جاءتنا إشارة مكودة ومشفرة على خلاف
الأيام السابقة فتلقيناها بكل سعادة وأسرعنا فى حلها لأنها تحتوى على المكان الذى سنجد فيه الماء والطعام .. وفتحت الخريطة لأبحث عن المكان من خلال قراءة الإحداثيات، فلم أجده على المنطقة التى نحن فيها فأخرجت الخريطة من حقيبتها وفردتها عن آخرها وأنا أتابع قراءة الإحداثيات
فإذا بالمكان فى طرف الخريطة وعلى مسافة أفقية ( أى خط مستقيم ) من مكاننا يبعد مسافة خمسين كيلومتر .. وأخذت أحدد خط السير فوجدت أنه يلزم إضافة مسافة عشرين كيلو مترا أخرى للالتفاف خارج المعسكر الذى نتواجد داخله .. حتى لا نتعرض للخطر ... وبدأنا نشعر بحالة
من الضيق والضجر .. هل بعد كل هذا الانتظار مطلوب ان نتحرك مسافة سبعين كيلو متراً ؟ .
ونحن على هذه الحالة من الإرهاق والتعب، إن المسافة سوف تستغرق من يومين
إلى ثلاثة أيام على أحسن تقرير بحالتنا هذه ولم يعد معنا إلا نصف لتر من الماء
ولا يزيد عن مئتى جرام من الطعام.
وبدأنا نجهز أنفسنا للتحرك إلى المكان المحدد رغم كل الإحباط الذى أصابنا، فأخفينا كل الفضلات التى تركناها وعدداً من زمازم المياه التى أصبح لا لزوم لها بعد أن فرغت، وإن أبقينا على بعضها لاستخدامه فى حالة العثور على الماء .. وجهزنا شدات القتال الخاصة بنا .. وما أن شرعت الشمس فى المغيب حتى أخذنا نتحرك خارج المعسكر متخذين من الظهير الجبلى ساتراً لنا حتى ابتعدنا عنه تماماً بعد مسافة عشرة كيلو مترات من التحرك فى الأراضى الجبلية الوعرة، ثم انحرفنا جنوباً لنعبر الطريق الأسفلتى الواقع جنوب الجبل وانطلقنا نعدو فى الأرض المفتوحة لنبتعد عن الطريق بقدر الإمكان حتى نكون فى آمان أكثر بعيداً عن التحركات الكثيفة للعدو .. محاولين استغلال بعض الشجيرات الصغيرة المنتشرة فى الوادى كساتر يخفينا عن نظر العدو . وبعد مسافة عشرة كيلو مترات أخرى، كان علينا أن نجهز حفرة نختفى داخلها قبل ظهور أول ضوء الذى يسبق شروق الشمس بساعة .. لم نستطع أن نحفر أكثر من نصف متر بطول أقل من مترين وغطيناه بالغطاء المخصص للإخفاء ونمنا بداخلها بعد أن قمت بإخفاء أى أثر لنا حول الحفرة قد يساعد العدو
على اكتشافنا ومر علينا نهار طويل شديد الحرارة ونحن فى حفرة أقرب إلى القبر وأضيق منه ..
لا نستطيع أن نخرج خارجها أو حتى نصدر أى حركة خاصة ونحن نسمع ونرى قوات العدو
التى تتحرك بالقرب منا ولا أذكر أن أحدا منا قد غفى أو نام أكثر من دقائق معدودة من شدة
ما نلاقيه من جوع وعطش وحرارة الشمس وفوق هذا كله توقع مرور إحدى عربات العدو فوقنا ونحن داخل الحفرة، وإن كنت قد حاولت قدر جهدى أن أجعلها فى مكان لا يغرى أى سائق للمرور فوقه، فالأرض كلها حولنا مفتوحة وصالحة لسير جميع العربات.
ما أن غابت الشمس حتى نفضنا الغطاء الذى فوقنا وخرجنا من الحفرة وبدأنا نجمع أغراضنا داخل الشدد التى نحملها، ثم تناول كل منا قطعة من البسكويت المملح وشرب مكيالين من المياه
فى غطاء الزمزامية، التى لم يتبق بها إلا أقل من النصف. بعدها أعددنا الجهاز اللاسلكى للاتصال وحققنا اتصالاً بالقيادة، أبلغناها فيه عن مكاننا وأننا سنواصل السير إلى البئر طوال الليل ... ولم يكن لدينا معلومات نبلغها إلا أننا نسمع أصوات تحركات حولنا ولم نميزها . وواصلنا السير طوال الليل وكنت أتولى مهمة الملاحة وعادل والجندى يتناوبان فى عد الخطوات وحساب المسافة أولاً بأول .. وبعد مسيرة حوالى ثلاثين كيلو متراً قطعناها فى عشر ساعات .. قمنا باختيار
المكان الذى سنختفى فيه طوال النهار .. وأخرجنا أدوات الحفر التى معنا وبدأنا نحفر فإذا بالجندى يربت على كتفى فى الظلام مشيراً إلى فمه فإذا لسانه ممدد خارج فمه لا يستطيع أن يحركه فأخرجت زمزمية مياه من شدتى وأخذت أقطر له بعض قطرات فوقه وهو يحاول أن يحركه ويدخله إلى فمه وسألته ماهذا الذى حدث لك فنطق فى صعوبة لا أدرى ربما من شدة العطش والجفاف .. فأشرت إليه أن يستريح هو واستمررت أنا وعادل فى تجهيز الحفرة ، ونزلنا
فيها للاختفاء طوال النهار وبنفس الصعوبة قضينا ذلك اليوم مع قليل من الأمل .. حيث لم يتبق على الوصول للبئر إلا مسيرة ليلة واحدة وما أن حل الظلام حتى قمنا ونهضنا من رقدتنا وحزمنا الشدد .. وقمنا بتحقيق اتصال بالقيادة – حرصت خلالة أن أبلغ القيادة أننا سوف نقوم بالاتصال
فى المرات القادمة باستخدام ( المورس ) البرق اللاسلكى – نظراً لعدم قدرتنا على الكلام وتعرض ألسنتنا للجفاف . وبدأنا التحرك فى اتجاه البئر .. وقلبى معلق بالسماء أدعو الله ألا نضل الوصول إليها – فها نحن نقوم بعملية ملاحة بريه من أصعب الملاحات التى واجهتها طوال خدمتى, رغم براعتي المعروفة فى ذلك – فنحن نسير في أرض مفتوحة تماما .. عديمة المعالم ولا يوجد
فيها أى هيئات أرضية تستخدم كنقاط مراجعة .. والمسافة حوالى سبعين كيلو مترا وربما تزيد قليلاً.
إن أى انحراف في زاوية السير ولو درجة واحدة سوف يبعدنا عن البئر مسافة لا تقل عن خمسة كيلو مترات والأصعب من ذلك أن البئر – هى نقطة على الأرض غير ظاهرة وقد نمر من جوارها بمسافة لا تزيد عن عشرة أمتار ولا نراها نظراً للظلام الذى نسير فيه.
لم أشعر عادل أو الجندى بإحساسى هذا لكى لا يصابان بالإحباط أو اليأس .. ويكفي أننا كلما تحركنا مسافة ما حتى ٣:٢ كم يتكرر جفاف ألسنتنا واحدا تلو الآخر فنقوم بتنقيط بعض قطرات الماء
عليه وإدخاله داخل الفم.
مع اقتراب الفجر ونسماته التي تلفحنا كلما اقتربت المسافة من نهايتها. أبصرت أمامى مباشرة وعلى بعد أمتار عمودا أو أكثر بارتفاع حوالى مترين أو ثلاثة فأعطيت إشارة إلى عادل والجندى باتخاذ وضع الاستعداد والثبات في مكانيهما وتقدمت بكل حذر إلى هذه الأعمدة فإذا هي ( سبية ) منصوبة فوق بئر محاطة فوهته بخرسانة مبنية وإذا بهذه السبية معلق فيها بكرة حديد يمر فيها سلك مجدول ( واير ) بقطر ٣:٢ سنتيمترات وينزل إلى البئر والطرف الآخر مربوط في أحد أعمدة السبية.
ياالله .. الله أكبر .. الحمد لله .. البئر .. البئر وصلنا .. هكذا صحت ..وتعلقت فى طرف السلك المجدول لإخراج الإناء المدلى فيه لكى ننعم بالماء .. فلم أستطع حتى فرد الانحناءات الموجودة
فيه, وألقيت حجراً صغيراً كان بجوارى إلى البئر فإذا بى أسمع صوت ارتطامه بالماء بعد وقت طويل .. أى أن مسافة الماء بعيدة والواير طويل – فناديت على عادل والجندي بعد أن تأكدنا
أنه لا يوجد في المكان سوانا .. وتعلقنا نحن الثلاثة في الواير كى نخرج الماء ولكن دون جدوى .. فقد بدا من ثقل الوزن الذى نحاول جذبه من البئر أن الواير ربما يكون مربوطا فى برميل كبير أثقل من ثلاثتنا مجتمعين .. يا ربى .. أهكذا يضيع الأمل ؟