حوار: وليد سمير
عدسة: عمرو فارس
منى أبو شنب، إعلامية بالتليفزيون المصرى، أطلقت حملتها «تصحيح مسار» لتنادى بتعدد الزوجات لحل مشاكل الأسرة المصرية، خاصة مع ازدياد حالات الطلاق، وقامت بنشر دعوتها على وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ولم تكتفِ بهذا، بل أطلقت قناة على «يوتيوب» لتوصيل فكرتها لأكبر عدد من المشاهدين والتواصل معهم وحل مشاكلهم.
«المصور» أجرت هذا الحوار مع صاحبة الدعوة الجريئة بتعدد الزوجات، ووقفت مع صاحبة الدعوة على ما تراه حلولا لحل أزمة انتشار الطلاق الذى كثيرا ما يفضى إلى هضم حق المرأة والعسف بحقوقها، فضلا عن تشريد الأطفال فى كثير من الحالات.
بداية كيف جاءتك فكرة الحملة «تصحيح مسار»؟
عندما استمعت إلى شخص ما فى يوليو من العام الماضي، طرح سؤالا بإذاعة القرآن الكريم لأحد شيوخ الإفتاء، وهو مقبل على الزواج يسأله «أتزوج امرأة مطلقه أو أرملة»، فأخبره الشيخ ألا يتزوج واحدة منهما، والأولى أن يتزوج بنت بنوت، فاستفزنى الكلام.. وكتبت هذا الكلام على صفحتى على «فيسبوك»، وبدأت بمناقشة الناس حول هذا الأمر، ووجدت أن هناك من يعارض ومن يؤيد، كما وجدت تفاعل الكثير من الناس، خاصة مع المشاكل التى تؤدى للطلاق وأسبابه ونظرة المجتمع للمطلقة، وأردت إطلاق الحملة.
لماذا اخترت اسم «تصحيح مسار» للحملة؟ وماذا يعنى؟
اخترت اسم «تصحيح مسار» لأننى وجدته أنسب اسم للحملة وتصحيح مسار لكل بيت، وأردت من خلال الحملة مخاطبة شريحة عمريه معينة، وهى شريحة ما فوق الأربعين لأننى وجدت خلال بحثى أنها مشكلة خطيرة جدا، وأكثر فئة عُرضة للطلاق، فهى مصابة بنفور فى العلاقات الحميمية إلى جانب ازدياد نسبة الطلاق بها بعد أكثر من ١٠ و١٥ عاما من الزواج، رغم أنهم فى الغالب عندهم أولاد، وبعضهم تخطى سن الـ٢٠عاما زواجا، وأبناؤهما على مشارف الزواج، وهما فى طريقهما للطلاق، والبعض أشار على بعمل دورات تدريبية للمقبلين على الزواج للحد من ظاهرة تفشى الطلاق، لكننى رفضت ذلك.
من هى منى أبو شنب وما أدوات بحثها لتؤسس حملة «تصحيح مسار».. سؤال سيطرحه الكثيرون؟
موضوع الحملة يحتاج إلى تواصل أكثر منه لدراسات ومحاضرات، فأنا إعلامية منذ ٢٢عاما وعندى خبرة ليست قليلة من خلال عملى بماسبيرو بكيفية البحث والدراسة فى موضوع معين، واعتمدت فى حملتى وبحثى على الحديث والتواصل مع الناس ومشاكلهم ومحاولة الكشف عن أكثر السلبيات فى مجتمعنا وطرق حلها وأسباب إنتشار الطلاق بهذه الصورة الكبيرة، وتوصلت لأسباب الكثير من أصحاب الدراسات والمحاضرات المشهورين لم يتوصلوا إليها، وذلك يرجع للتواصل المباشر مع الناس على وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبح عندى الكثير من المتابعين لى فى كل أنحاء العالم والدول العربية، وبدأت فى إنشاء قناة خاصة على «يوتيوب» وعمل حلقات لأوصل فكرتى بصورة صحيحة للناس ووجدت إقبالا وتفاعلا كبيرا.
إذن ما هدفك من الحملة؟
هدفى تصحيح مسار البيت المصرى وإيقاف حدة ظاهرة الطلاق وانتشارها وتوعية الأسرة بمخاطره التى أصبحت متفشية إلى حد كبير، وثانيا الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، وثالثا تكوين جيل جديد حريص على إقامة حياة أسرية سليمة، ورابعا زيادة الترابط والحوار بين الأسرة، وخامسا تعد مبادرة تعدد الزوجات هى أهم جزء فى الحملة وهدفها القضاء على العنوسة ومنح المطلقات والأرامل فرصة ثانية والقضاء على الانحلال الأخلاقي، الذى انتشر فى الفتره الأخيرة.. فأسباب انتشار الطلاق فى مصر ٩٠٪ يرجع إلى فتور فى العلاقات الحميمية بين الأزواج، ولا يوجد مصارحة فى هذا الموضوع بين الزوجين، وليس هناك لغة للجسد، فالزوج واحد من اثنين، إما أنه يريد إنهاء العلاقة لصالحه بمنتهى السرعة دون النظر لرغبات زوجته، وإما مصاب بالهوس من كثرة مشاهدته للأفلام الإباحية ومواقع الجنس، فهو يريد زوجته مثل ما يشاهده، وهنا يحدث الاصطدام مع زوجته والتى غالبا ما تكون مشغولة بالأولاد أو العمل فى ترتيب البيت، أضف إلى ذلك أيضا إهمالها لزوجها من كل النواحى، كالأكل والملبس، وإهمالها لنفسها بعد الزواج والصورة الحسنة للزوجة هى التى أوصانا بها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، أضف إلى ذلك العزوف أصلا عن هذه العلاقه بعد سن الـ ٤٠ تحت مسمى (إحنا كبرنا على ده)، (ابنك بقى طولك)، أو تهرب الزوجة بأى حجة، فأما الزوجة التى لا يستطيع زوجها إشباع رغبتها، فهناك كارثة، فلو كشفت للزوج عن احتياجاتها ورغبتها تدخل فى دائرة الفاسقة وعديمة التربية، ولا يوجد رجل يقبل أن تنتقده زوجته فى مجتمعنا.
برأيك.. ما سبب ذلك؟
أكثر من سبب، نقص الثقافة الجنسية الإرشادية من الأمهات لبناتهن سبب، لأن أصلا الأمهات فاشلات فى ذلك، فكيف ستفهم ابنتها؟، فالبنت تتزوج ولا تدرى ماذا تفعل بصورة صحيحة؟، وتحاول مجاراة ما كانت تسمعه من بعض صديقاتها، أو ما شاهدته فى الأفلام الرومانسية والمسلسلات التليفزيونية.. ومن هنا أصبح الموضوع يأخذ شكلا روتينيا لو تم، وعلى فترات متباعدة، أضف لذلك المشاكل الاقتصادية التى نمر بها، فيتحول البيت لكتلة من المشاحنات والمشادات والانفجار لأتفه الأسباب ووقوع الطلاق لعدم وجود العلاقة الحميمية التى كانت تهدئ بعض ما نمر به فى حياتنا اليومية.
وماذا عن دور الأصدقاء فى خراب البيوت؟
حتى الأصدقاء، فكل من لا يستطيع أن يفعل شيئا مع زوجته ينصح صديقه بأن يفعله ويشحنه على ذلك، إما رغبة منه فى تحقيق ما يأمل به وإظهار نفسه بأنه الحاكم المسيطر، وإما رغبة فى إفشال علاقة صديقه وإيقاع زوجته فى براثنه أو العكس، فتظهر الصديقة لصديقتها أنها المتحكمة الناهية الآمرة فى بيتها وكل ذلك يجىء بالسلب على الزوجين، وأساسه عدم المصارحة بينهما، مما يؤدى فى النهاية للطلاق، ومع احترامى لكل الأساتذة والدكاترة والعلماء والباحثين، فإن الموضوع الذى أتحدث فيه وأنادى به يعرفه الكل، لكنهم يحاولون الالتفاف على ونكرانه، وفى نهاية الأمر يتعاملون بطرق غير مشروعة فى السر، ثم إن الفترة التى بدأ فيها المناداة بحقوق ومساواة المرأة للرجل حدث بعد ذلك أغلب حالات الطلاق، فالكل ذهب ينادى بحقوقها ومساواتها ونديتها للرجل، فبدأت تقتنع بهذه الندية حتى وصل الأمر لأن واحدة قالت تقبل مراتك تتزوج اثنين، وهذه مصيبة وجهل بالدين والشرع، ويؤدى للانحراف، كما بدأت المرأة تتحدى الرجل حتى فى العلاقة الشخصية والحميمية، ومن هنا تحدث المشاكل التى تؤدى للطلاق، فمحور البيت هو المرأة.
هناك من يقول إن الظروف الاقتصادية لا تسمح بالتعدد.. ما رأيك؟
أقول لك إن هناك رجالا ظروفهم الاقتصادية تسمح للزواج مرة وإثنتين، لكنهم يخافون من زوجاتهم، فيدخلون فى علاقات محرمة، وبعضهم «ماشى ودفتر العرفى فى جيبه وكل كام شهر اللى تعجبه يتزوجها وبعدين خلاص كل واحد يروح فى حاله»، وأنا اسأل ماذا لو طبق شرع ربنا وتزوج امرأة ثانية مطلقة أو فاتها قطر الزواج، ويقلل من عدد المطلقات والعوانس فى المجتمع المصرى؟!، وهنا ستجد إحدى المعارضات تقول إن هناك أسبابا وشروطا للزواج الثانى، وأرد عليها وأقول لم يشترط المولى سوى العدل، وهو العدل فى المسكن والملبس والوقت المتاح لكل امرأة بحسب تفسير العلماء، ومن عنده قول غير هذا يواجهنى.
كيف تعدين موضوع تعدد الزوجات كهدف رئيسى من أهداف حملتك «تصحيح مسار» وكيف يكون حلا لمشكلة الطلاق؟
اخترت موضوع تعدد الزوجات لأننى رأيت أنه حل لأغلب المشاكل، فهو سيعطى مساحة لحق الرجل الذى سمح له به المولى عزو جل بالتعدد، ويحل مشكلة المطلقات وكذلك العنوسة، ويقوّم من سلوك الزوجة الأولى مع زوجها، فالستات هى اللى بتخرب بيتها، لما بتطلب الخلع أو الطلاق عشان جوزها اتجوز، ثم تعود تبكى وتقول «بيتى اتخرب»، وأنا أرد عليها «لا.. أنت من خربتِ بيتك»، وأقول للرجال الذين يخافون من الزواج الثانى إنهم أشباه رجال لأنهم خائفون من اتخاذ القرار، وتعدد الزوجات قرار سليم، ومن يعدل فى المعاملة بين الزوجات أو لا يعدل فحسابه عند الله، ومن يقول إن الظروف الاجتماعية لا تسمح، أقول له أنت تخاف من زوجتك، ولذلك تتزوج عرفيا، وأحب أن أخبرك أننى قرأت كثيرا فى موضوع الطلاق ولم أجد من يتكلم فى هذا الموضوع بشكل صريح، خاصة عن دائرة العلاقة الحميمية التى هى أساس كل حالات الطلاق، ومعظم المطلقين الرجالة يبحثون عن امرأة ليس لديها أطفال حتى لا يتحملون هم تربيتهم، أو يبحثون عن فتاة تخطاها قطار الزواج، وأنا أقنعت ابنتى بالتسامح مع زوجها إذا تزوج عليها، كأنه مسافر ٣ أيام، ماذا ستفعلين؟، ستقومين بتنظيف شقتك و»تظبطى نفسك»، حتى يراكِ جميلة عند عودتك، أين ذكاء المرأة؟، فالمفروض أن الـ ٣ أيام التى يبعد فيها الزوج يكون فيها لهفة وتشويق.
إذن أين المشكلة؟
المرأة تعتبر أن هذا يقل من كرامتها، فى حين أنكِ ستطلقى ويمتنع زوجك عن الإنفاق عليكِ، ثم تذهب المرأة وتتزوج من رجل آخر فى الغالب يكون «مطلق أو أرمل»، ونستمر فى الجرى بنفس الدائرة، «طب ما من الأول ترضى بزوجك وهو أولى بأولادك وبيكى وترضى بحلال ربنا»، ثم إن الرجل يحب التجديد، والمرأة خانقاه فيحب «يغير جو ونفسية بالحلال»، فأنتِ اليوم تحللين الحرام وتحرمين الحلال، وتقولين أفضل ما يتزوج يعيش نزوة، وللعلم فإن سيدنا على كان يريد أن يتزوج من بنت أبى جهل، والسيدة فاطمة اشتكت، وقالت إن النبى لن يقبل بهذا الوضع، ولكن النبى أول كلمة قالها لا أحرم حلالا، ولا أحلل حراما، وسيدنا عمر بن الخطاب لما مات زوج ابنته حفصة أراد تزويجها لسيدنا أبو بكر رغم أنه كان متزوجا، فبالتالى لابد أن نرجع للدين وكفانا جهلا، فتعدد الزوجات سيحل مشكلة الطلاق، «لأن المرأة ستهتم بنفسها، فأول ما يهددها الراجل بالزواج تقول هى بالسلامة «اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور) وهى تحترق من داخلها.
ما هى الخطوة القادمة؟
عمل موقع على «فيسبوك» لراغبى تعدد الزوجات.
ألستِ خائفة من أن يفهم ذلك بطريقة خاطئة؟
شرط القبول فى عضوية هذا الموقع تقديم أوراق رسمية وإثبات شخصية، ولابد من وجود «أدمن» مختص بالموقع.
هل هدف الموقع سيكون الزواج الثاني؟
طبعا.. لابد من أن يكون فيه جدية وبموافقة الطرفين وكل واحد حسب قدرته المادية، فمن الممكن أن توافق الست برجل فقير، وممكن ست تانيه متوافقش.
هل هناك نتائج للحملة؟
نعم، بدأت فى حل مشاكل الناس، كما أن هناك من اقتنع وتزوج على زوجته، «واحد منهم قال لى أنا وزوجتى الجديدة عازمينك عندنا» وهذا جيد جدا، وأعرف شخصا بدأت زوجته تهتم به بعد علمها بالحملة، وهناك أيضا من كان عازما على طلاق زوجته وأصلحت الحملة بينهما.