ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أنه يجب على الدول الغربية مواجهة الوضع الحالي في أوكرانيا بواقعية بعيدا عن أي اعتبارات عاطفية أو نظرية في ظل استمرار الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية منذ ما يقرب من عامين.
وأشارت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إلى أن حكومة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تواجه انتقادات متزايدة على الصعيدين المحلي والدولي بسبب أداء القوات الأوكرانية في ساحة القتال، موضحة في نفس الوقت أن استمرار الدعم لأوكرانيا لتعزيز قدرة قواتها في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب الحالية بين الطرفين يجب أن يكون على أسس عملية وواقعية وليس على أساس اعتبارات عاطفية.
ويلفت المقال إلى أن الرئيس زيلينسكي كان قد قام بزيارة للولايات المتحدة العام الماضي حيث تم استقباله هناك ليس فقط كزعيم محترم لدولة تحارب بشجاعة وإقدام ولكن كأحد أهم الشخصيات المرموقة على مستوى العالم، موضحا أن كلمته التي ألقاها آنذاك أمام الكونجرس الأمريكي قوبلت بحفاوة كبيرة وترحيب شديد، إلا أن زيارته الحالية للولايات المتحدة، والتي بدأت أمس الاثنين، والتي تعد الثالثة من نوعها منذ نشوب الحرب الدامية مع القوات الروسية، تهدف إلى محاولة كسب الرأي العام الأمريكي وإقناع أعضاء الكونجرس بالموافقة على حزمة جديدة من المساعدات الأمريكية لبلاده حتى تتمكن من الاستمرار في ساحة القتال في مواجهة القوات الروسية.
ويشير المقال إلى أن الزيارة الحالية للرئيس الأوكراني للولايات المتحدة تأتي في وقت يرفض فيه أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الجمهوري الموافقة على استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
ويلفت المقال إلى التحذير الذي أطلقته الإدراة الأمريكية مؤخرا من أن الموارد المخصصة لتوفير الدعم اللازم لأوكرانيا بدأت في النفاد وأنه يجب على الكونجرس الموافقة على مخصصات مالية جديدة لتوفير المساعدات اللازمة لأوكرانيا.
ويوضح المقال أن أوكرانيا في ظل تلك الظروف غير المواتية داخل الولايات المتحدة تسعى لتعزيز مصادر أخرى للمساعدات من جانب الاتحاد الأوروبي، موضحا أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان كان قد أعلن في تصريحات خلال الأسبوع الجاري أنه سوف يستخدم حق الفيتو (النقض) خلال تصويت داخل الاتحاد الأوروبي لتقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 50 مليار يورو، في الوقت الذي يعبر فيه كذلك عن رفضه لانضمام أوكرانيا للاتحاد.
ويوضح المقال أن فشل أوكرانيا في تحقيق أي تقدم خلال الهجوم المضاد الذي شنته على القوات الروسية منذ عدة أشهر تسبب في حالة من الإحباط على المستوى المحلي بينما أسهم في خلق حالة من الفتور فيما يخص تأييد الدول التي تساند أوكرانيا في الحرب مع القوات الروسية.
ويشير المقال في هذا السياق إلى تصريحات قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني الشهر الماضي والتي اعترف فيها بجمود الموقف الحالي في ساحة القتال محذرا في نفس الوقت من غياب أية مؤشرات على قدرة القوات الأوكرانية على تحقيق أي تقدم عسكري في مواجهة القوات الروسية.
ويضيف المقال في الختام أن تلك التصريحات من جانب قائد الجيش الأوكراني تدل على حالة من اليأس والإحباط تنتاب الجانب الأوكراني في الوقت الحالي، مشيرا إلى تصريحات أحد المساعدين المقربين من الرئيس الأوكراني التي يقول فيها إن القوات الأوكرانية لا تحقق أي تقدم عسكري في ساحة القتال في ظل حالة الإرهاق والإنهاك المنتشرة بين الجنود الأوكرانيين.