الثلاثاء 21 مايو 2024

تراجع الدعم الغربي لكييف.. هل غيرت عملية طوفان الأقصى في مجريات الحرب الروسية الأوكرانية؟

تراجع الدعم الغربي لكييف

تحقيقات12-12-2023 | 23:26

محمود غانم

على مدار ما يزيد عن عام ونصف تصدرت الحرب الروسية الأوكرانية المشهد العالمي منذ اندلاعها في 24 فبراير 2022، إلا أن الأمر اختلف في صباح السابع من أكتوبر الماضي، بعد بدء عملية طوفان الأقصى التي صاحبها انهيار سريع للجيش الإسرائيلي، على مدار 72 ساعة الأولى.

وعلى الفور، توجهت رحى دول المشرق والمغرب تنظر إلى فلسطين، وتعاين ما حدث بدولة الاحتلال من دمار وخراب، في ظل دعاية الحرب الإسرائيلية.

إلى ذلك، أعلنت الدول الغربية أكبر داعمي أوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الكامل لإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أواخر فبراير 2022، قدمت أمريكا دعم بقيمة 43 مليار دولار لكييف، فيما بلغ دعم المفوضية الأوروبية 83 مليار يورو.

وقد جنيت الدول الغربية ثمار ذلك، إذ دمرت أوكرانيا 50% من القوة العسكرية الروسية، مما دفع روسيا إلى إنفاق أكثر من 150 مليار دولار؛ لتجديد القوة العسكرية للبلاد.

لكن كل ذلك تغير باندلاع عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية على دولة الاحتلال مطلع أكتوبر الماضي، حيث تحول الدعم العسكري من أوكرانيا إلى إسرائيل، ونجحت روسيا في الإستفادة من ذلك.

في غضون ذلك، رفض الكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، مشروع قانون لتقديم مساعدات أمنية جديدة بقيمة 110.5 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل.

وجاء التصويت على أساس حزبي إذ صوت كل الجمهوريين في مجلس الشيوخ بلا إلى جانب السناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل يصوت بشكل عام مع الديمقراطيين، وعلل ذلك بمخاوفه بشأن تمويل "الاستراتيجية العسكرية غير الإنسانية الحالية" التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وتتضمن المشروع توفير نحو 50 مليار دولار من المساعدات الأمنية الجديدة لأوكرانيا بالإضافة إلى أموال للمساعدات الإنسانية والاقتصادية للحكومة في كييف.

من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين، أن تأخير المساعدات الأميركية لأوكرانيا هو بمثابة "تحقيق لأحلام" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف، في خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، "يجب أن يخسر بوتين، يمكنكم الاعتماد على أوكرانيا ونأمل بنفس الدرجة أن نتمكن من الاعتماد عليكم".

وفي السياق، أبرزت صحيفة "إيزفستيا" الروسية تراجع الدعم الغربي لكييف. وقالت أن الدول الغربية التي دعمت حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالأسلحة والمال تواجه صعوبات سياسية داخلية وغيرها قد تؤدي إلى انخفاض كبير في المساعدات المالية المخصصة لكييف أو تأخيرها أو حتى وقفها.

وجاء في التقرير، أنه ومع بداية فصل الشتاء بدأت السلطات الأوكرانية تشعر بعراقيل مختلفة وأكثر خطورة لخططها الحربية، حيث أظهرت أوروبا وأميركا الشمالية في وقت واحد أن الدعم المالي والمادي للقوات المسلحة الأوكرانية على وشك أن يتوقف.

ولفتت الصحيفة إلى الصعوبات التي تواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إقناع الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون المعارضون لخططه باستمرار تدفق المال والسلاح لأوكرانيا.

ونقلت عن صحيفة "فايننشال تايمز" أنه بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قد تُترك أوكرانيا بدون المساعدة الموعودة من الكتلة.

وذكر التقرير، أن الإحصائيات تشير إلى أن الدعم المالي الغربي لأوكرانيا انخفض كثيراً، ووفقا لتقرير قدّمه معهد كيل للإقتصاد العالمي في السابع من ديسمبر، انخفض حجم المساعدات التي وعد بها الشركاء الغربيون في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر من هذا العام بنسبة 90% تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.