السبت 27 ابريل 2024

«الثلاثية».. الحارة في أدب نجيب محفوظ

نجيب محفوظ

ثقافة15-12-2023 | 23:02

آلاء طنطاوي

يعد الروائي نجيب محفوظ أحد أهم الأدباء في مصر والوطن العربي، وأول أديب عربي بحصل على جائزة نوبل في الأدب، كما أحدث طفرة في الأدب العربي، ونشر ما يقرب من  34  رواية وأكثر من 350 قصة قصيرة والعشرات من سيناريوهات الأفلام وخمس مسرحيات، ويعد أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.

بدأ نجيب محفوظ مسيرته الأدبية في الثلاثينات من عمره بكتابة المقالات الأدبية، وتأتي أحداث رواياته في مصر، وباختلاف الأحداث تشترك الروايات في سمة واحدة وهي الحارة التي تعادل العالم، وتعد من أشهر أعماله الثلاثية "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية".

وتعتبر الثلاثية أفضل رواية عربية في تاريخ الأدب العربي حسب اتحاد كتاب العرب، وتسرد الرواية قصة حياة كمال ابن السيد عبدالجواد من الطفولة إلى الرشد، وتعد الشخصية الرئيسية بالروايات هي شخصية السيد أحمد عبدالجواد، وقد أخذت أسماءهم من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة بحي الجمالية التي شهدت نشأة نجيب محفوظ.

بين القصرين

تعد رواية بين القصرين هي الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، كما حصلت على جائزة الدولة في الأدب، وتحكي قصة أسرة من الطبقة الوسطى، تعيش في حي شعبي من أحياء القاهرة في فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919، ذات أب متزمت ذو شخصية قوية هو السيد أحمد عبد الجواد (سي السيد)، وتتكون أسرته من 7 أفراد، هو وزوجته أمينة، وإبنه البكر ياسين، وإبنه فهمي، وكمال، إضافة إلى ابنتيه خديجة وعائشة.

تدورُ أحداث رواية حول عائلة السيد أحمد عبد الجواد، فتتبدَّلُ الشخصية التي تتمحورُ حولها مجريات الأحداث في فصول الرواية بين جميع أفراد عائلته، وتعيش العائلة في انضباطٍ تامٍّ تحت جناح الأب، إذ لا يُسْمَحُ للأم وبناتها بالخروج من البيت قطّ، ولا يجوزُ للأبناء مساءلة رأيه أو مناقشته في أمر، وأما السيد نفسه فيعيشُ حياة مزدوجةً بين الشخصية الصارمة التي يظهرُ بها أمام عائلته وشخصية ليّنة لطيفة يظهرُ بها أمام الناس، كما يعيشُ ازدواجًا شبيهًا بين مبادئه المحافظة في ضَبْط عائلته داخل البيت وبين ملازماته للشراب والنساء خارجه.

قصر الشوق

تعد رواية قصر الشوق هي الجزء الثاني من الثلاثية، والتي كانت سببًا في حصوله علي جائزة نوبل في الأدب عام 1988م، نشرت عام 1957م، كما سُمِّيت الرواية نسبة إلى منطقة قديمة في حي الجمالية «قصر الشوق» في نحو عصر شجر الدر، إذ كان فيها قصر تملكه «الملكة شوق».

تسرد حياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد في منطقة الحسين بعد وفاة نجله فهمي في أحداث ثورة 1919، ويكبر الابن الأصغر كمال ويرفض أن يدخل كلية الحقوق مفضلا المعلمين لشغفه بالآداب والعلوم والفلسفة، كما تعرض حياة نجلتي السيد أحمد وأزواجهم وعلاقتهم ببعض، وزواج ياسين وانتقاله إلى بيته الذي ورثه من أمه في قصر الشوق وتنتهي أحداث القصة بوفاة سعد زغلول.

السكرية

ويأتي الجزء الأخير من الثلاثية برواية السكرية، هو اسم حي في القاهرة، وهو الحي الذي تدور فيه معظم أحداث الرواية، وتبدأ أحداث هذا الجزء بعد نهاية أحداث الجزء السابق بثمانية أعوام كاملة أي في عام 1934، وتنتهي في عام 1943.

تبدأ الرواية بطلبٍ من «جميل الحمزاوي»، وهو مساعد السيد أحمد عبد الجواد في إدارة دُكَّانه، بخطبة ابنه «فؤاد الحمزاوي» لابنة عائشة «نعيمة»، وذلك في أول واقعة لمسألة الزواج التي تتكرَّر كموضوعٍ أدبي في هذه الرواية، ويتكبَّر السيد على هذا الطلب في أول الأمر بسبب الفرق بين منزلة أسرة التاجر وأسرة العامل، وتنضمُّ له «خديجة» في استعلائها على «آل الحمزاوي»، لكن سرعان ما يتبيَّن لهم أن «فؤاد الحمزاوي» ارتقى في السُلَّم الوظيفي والاجتماعي حتى أصبح أعظم شأنًا منهم جميعًا، بل إنه يظهر علامات للتكبر حينما يزور السيد ويتغاضى تمامًا عن ذكر الزواج من «نعيمة»، فتنتهي المسألة حينذاك.

وتأثر "محفوظ" في ثلاثيته بمدارس غربية ثلاث، المدرسة الواقعية الفرنسية متمثلة في أونوريه دي بلزاك وجوستاف فلوبير، والطبعانية متمثلة في إميل زول، مدرسة الروائيين الإنجليز الادوارديين مثل جلزورذى وبنيت.

Dr.Randa
Dr.Radwa