الجمعة 17 مايو 2024

قاد المصالحة الخليجية.. مواقف لا تنسى للشيخ نواف الأحمد

الشيخ نواف الأحمد

تحقيقات16-12-2023 | 14:02

محمود غانم

رحل عن عالمنا، منذ قليل، أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إثر وعكة صحية عن عمر يناهز 86 عاماً، تراكاً وراءه إرثاً عظيماً من العطاء.

الشيخ نواف الأحمد

ولد الشيخ نواف الأحمد في وسط مدينة الكويت، في 25 يونيو من عام 1937، ونشأ في قصر دسمان، وهو بيت الحكم في الكويت إبّان إمارة والده الشيخ أحمد الجابر الصباح ما بين عامي 1921-1950، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت المختلفة، حيث درس في مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية، إضافة إلى تحصيله في المدرسة المباركية، وهي أول مدرسة في تاريخ الكويت، درس فيها جملة من شيوخ الأسرة الحاكمة الذين تولوا مقاليد الحكم في البلاد لاحقًا، كحال أخويه الشيخ جابر والشيخ صباح، وكذالك الشيخ سعد العبدالله، والشيخ سالم العلي والشيخ جابر العلي. كذلك واصل دراسته بعدئذ في مراكز مختلفة من الكويت.

وفي عام 2006، أصدر الشيخ صباح الأحمد أمراً أميرياً بتزكية الشيخ صباح الأحمد بتزكية الشيخ نواف الأحمد ولياً للعهد.

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمة الكويتي جلسة خاصة في 20 فبراير 2006، عرض فيها مجلس الوزراء الأمر الأميري بتزكيته لولاية العهد، وعند التصويت حصل على المبايعة للمنصب بإجماع الأعضاء، حيث بايعه أعضاء المجلس بالإجماع ولياً للعهد ، وكما أدّى في نفس اليوم اليمين الدستورية أمام الأمير ولياً للعهد وأمام مجلس الأمة نائباً للأمير. ليتولى مقاليد الحكم عقب وفاة الشيخ صباح الأحمد في أواخر سبتمبر 2020.

وواصل الشيخ نواف الأحمد جهود تحفيز القطاعات الاقتصادية، وتطوير منتجاتها وخدماتها، وخلق فرص استثمارية تنافسية، إذ جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً في قيمة أصول الصندوق السيادي التي ارتفعت إلى 738 مليار دولار بعد أن كانت 270 ملياراً في عام 2011، ليسجل رقماً قياسياً وغير مسبوق بزيادة ثلاثة أضعاف قيمته في 10 سنوات فقط.

وفي عهده، أكد صندوق النقد الدولي أن الكويت تتجه لتحقيق القفزة الأعلى بين دول الخليج من حيث النمو الاقتصادي هذا العام الذي سيبلغ 8.7%، وتوقع زيادة الرصيد المالي للكويت خلال عام 2023 بنحو 23%، مقابل 29.1 في عام 2022، و16.3 في عام 2021.

كذلك، وجه الشيخ بتنفيذ العديد من المشروعات التنموية العملاقة، أبرزها المشروعات النفطية، مثل التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي الذي يعزز مكانة الكويت العالمية في مجال صناعة تكرير النفط وإنتاج المشتقات النفطية عالية الجودة والأكثر أماناً للبيئة.

ويخدم مشروع الوقود البيئي رؤية الكويت 2035، ويساعد في خلق فرص عمل جديدة للكويتيين، ويسهم بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد الكويتي بنسبة 11.5%. كما يعد أكبر سعة إنتاجية للهيدروجين في مكان واحد في العالم.

إلى جانب مشروع مصفاة الزور التي تعتبر أكبر مصفاة في الكويت بطاقة تكرير تبلغ 615 ألف برميل يومياً، وهو من أكبر المشاريع العالمية لتكرير النفط، بالإضافة إلى مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي يحتوي على رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم.

مواقف لا تنسى

وتستحضر أمتنا العربية والإسلامية المواقف الخالدة للأمير الراحل، الذي كان داعمًا لأمته العربية والإسلامية، حريصًا على شئونها، حكيمًا في قيادته، مقدماً الكثير من البذل والعطاء.

ولا يستطيع الشعب المصري أن ينسى، تأكيد الأمير الشيخ نواف الأحمد، عقب توليه مقاليد الحكم، على وقوف الكويت مع مصر الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات لحماية مصالحها وفي سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور رفيع المستوى بين البلدين، على ضوء العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة القائمة بينهما.

ولا يستطيع الشعب الفلسطيني، لاسيما قطاع غزة، أن ينسى أو يتجاهل ما عملت عليه دولة للكويت في عهده، بعد عملية طوفان الأقصى التي أعقبها عدوان إسرائيلي غاشم، حيث حشدت الدعم الإقليمي والدولي لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية لأهلنا في غزة وفتح الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية ورفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني وضمان عدم اتساع رقعة الصراع.

كذلك وجه الشيخ بإطلاق عمليات كويتية عبر جسر جوي لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة؛ لتخفيف ما يتعرض له من آثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وما زال مطار العريش بمصر يستقبل المساعدات الكويتية حتى اليوم.

ولا يمكن أن ننسى، الدور الخالد لدولة الكويت برعاية منه، في قيادة المصالحة الخليجية بين مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات، وقطر، والنجاح في الوصول إلى اتفاق نهائي لحل الخلاف.