تعتبر الرعاية الصحية من أبرز ركائز الحياة الاجتماعية، وهو ما أولاه الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما كبيرا، نحو تحسين جودة الحياة للمواطنين المصريين من عدة مشروعات من بينها مشروع التأمين الصحي الشامل، والذي يمثل أحد المبادرات الرئاسية الطموحة التي تهدف إلى ضمان وصول الجميع إلى خدمات الرعاية الصحية بجودة عالية وبشكل شامل، حيث بدأت هذه المبادرة الرائدة كجزء من رؤية الحكومة لتطوير القطاع الصحي في مصر، حيث قام الرئيس السيسي بتنفيذ نموذج تأميني يهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وتوفير الحماية الصحية لكل فرد في المجتمع.
وتم إطلاق المشروع بشكل رسمي ليشمل جميع فئات المجتمع، سواء كانوا في المناطق الحضرية أو الريفية، وبذلك تكون الخدمات الصحية متاحة للجميع بشكل عادل ومتساوي، فمن خلال هذا المشروع يسعى الرئيس السيسي إلى تحسين البنية التحتية للخدمات الصحية، وتعزيز الوقاية والتشخيص المبكر، وتقديم علاج فعّال وفعّاليات إعادة التأهيل، كما يتضمن المشروع أيضًا توسيع شبكة المستشفيات والمراكز الطبية، مما يسهم في توفير خدمات صحية عالية الجودة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد، ويعكس هذا المشروع التزام الحكومة بتحسين الرعاية الصحية وجعلها متاحة للجميع، وهو خطوة إيجابية نحو تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين.
ويشرف علي مشروع التامين الصحي الشامل 3 هيئات داخل الدولة، هيئة الرعاية الصحية وهي معنية بمنافذ تقديم الخدمة، والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وتمنح المستشفيات الاعتماد وفق معايير الجودة المعمول بها، وايضا الهيئة العامة للتامين الصحي الشامل والتي تتولي ادارة وتمويل التامين الصحي .
وتكلف مشروع قانون التأمين الصحي الشامل ما بين 80 إلي 120 مليار جنيه، ويطبق خلال 10 سنوات في جميع المحافظات بتمويل من مصادر متنوعة مثل مساهمات المصريين ومخصصات الحكومة العامة وضرائب التبغ والرسوم على الطرق السريعة في أنحاء البلاد، وطريقة الاشتراك في نظام التامين الصحي تكون نسبية علي حسب وظيفة المشترك، وإذا كان من غير القادرين فتتكفل الدولة باشتراكهم، ويتم التحصيل من خلال هيئة التأمين الصحي الشامل، مما يبرز مدي شعور الدولة بالمواطنين ومراعاة ظروف كل شخص.
وانطلق المشروع بمراحل متتالية تهدف إلى توفير التغطية الصحية الشاملة، فالمشروع مخطط له ان يكون على 6 مراحل، على مدار 15 عاماً بداية من 2018 حتى 2032، فقامت المرحلة الأولى في محافظات: بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، الأقصر، أسوان، والمرحلة الثانية في محافظات قنا والمنيا وكفر الشيخ والقليوبية ومطروح، والمرحلة الثالثة في محافظات الإسكندرية والبحيرة ودمياط وسوهاج، اما المرحلة الرابعة في محافظات بنى سويف وأسيوط والمنيا والوادى الجديد والفيوم، والخامسة في محافظات الدقهلية والشرقية والغربية والمنوفية، اما المرحلة السادسة والأخيرة في محافظات القاهرة والجيزة، والقليوبية.
تطبيق التأمين الصحي الشامل
ووضعت الدولة مخططا زمنيا للعمل في هذا المشروع ففي يوليو 2019، أطلق الرئيس السيسي إشارة البدء الفعلي لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، من محافظة بور سعيد إيذانا بإرساء دعائم منظومة صحية متكاملة تشمل مائة مليون مصري وفق أحدث المعايير الدولية، وفي 16 فبراير 2021، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي من مجمع الإسماعيلية الطبي بمحافظة الإسماعيلية، إشارة بدء التشغيل التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل بـ3 محافظات بالمرحلة الأولى للمنظومة، وذلك لبدء تفعيل المنظومة الجديدة بمحافظات الإسماعيلية والأقصر وجنوب سيناء.
في 26 نوفمبر 2022 أعلن رئيس هيئة الرعاية الصحية عن بدء تشغيل منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد بمحافظة أسوان ، خامس محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، وما زالت التطورات جارية في الدولة باكملها وفي الحفاظ علي صحة المواطنين، حيث تستعد الدولة حاليا للاطلاق الرسمي لهذه المنظومة في محافظات جنوب سيناء واسوان والسويس، وقنا والبحر الاحمر ومطروح وغيرها فالدولة تحرص علي تطوير الخدمات المقدمة للمنتفعين لتحقيق اعلي نسبة رضاء للمواطنين .
إنجازات منظومة التامين الصحي الشامل
- تقديم 19 مليون خدمة طبية وعلاجية بالمنشآت التابعة لهيئة العامة للرعاية الصحية بالمحافظات الثلاث لمنظومة التأمين الصحي الشامل (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية)، أما بالنسبة لخدمات الرعاية الأولية وطب الأسرة، والتي تُعد نواة منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة، فقد تم تقديم 9 مليون خدمة رعاية أولية، بمنشآت طب الأسرة التابعة لهيئة الرعاية الصحية بمحافظات (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية(
- إجراء 270 ألف عملية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، منذ تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات "بورسعيد والأقصر والإسماعيلية" وفقًا لأعلى الممارسات والمعايير العالمية، وباستخدام أحدث التقنيات الطبية ، حيث تم استحداث العديد من التقنيات الطبية وحزم الخدمات العلاجية كتقنيات TAVI والـ cerab & ever ، والعديد من التقنيات التي تم استحداثها لإجراء الجراحات الميكرسكوبية ومناظير الجهاز الهضمي وجراحات القلب النابض، ومهما بلغت تكلفة العملية أو التدخل الجراحي لم يتحمل المنتفع بمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة أكثر من400 فقط كنسبة مساهمة، علمًا بأن تكلفة العملية خارج التغطية الصحية الشاملة قد تتخطي النصف مليون جنيه.
- إجراء أكثر من 2.5 مليون فحص طبي شامل لمنتفعي التأمين الصحي الشامل بالمحافظات، والذي يتم إجراؤه بشكل سنوي لكل منتفع بالمنظومة الجديدة، منذ بداية انتفاعه بالخدمات الطبية للمنظومة الجديدة، وذلك بهدف المتابعة الدورية والمستمرة والكشف المبكر عن الأمراض أو مسبباتها، وحرصًا على صحة وسلامة المواطنين.
- إنشاء 4.6 مليون ملف طبي إلكتروني للمنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل بالمحافظات الثلاث (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية)، فضلًا عن تفعيل آليات الميكنة والتحول الرقمي بـ 138 وحدات ومراكز صحة الأسرة بمحافظات «بورسعيد والإسماعيلية والأقصر و جنوب سيناء»، والإنتهاء من تفعيل منظومة المعامل LIS داخل 140 منشأة طبية بمحافظات التأمين الصحي الشامل، وتفعيل منظومة الأشعة PACS داخل 35 منشأة طبية، بمحافظات "بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء"، إضافة إلى حصر 235 ألف أصل طبي وغير طبي ضمن المنظومة الذكية لإدارة وصيانة الأصول الطبية وغيرالطبية بالهيئة.
- إطلاق هيئة الرعاية الصحية 40 مبادرة صحية توعوية منذ إطلاق المنظومة في يوليو 2019 وحتى الآن، وذلك لتوفير مزيد من خدمات الرعاية الصحية للمواطنين بالمحافظات، أما فيما يخص مؤشر رضاء المنتفعين الذي استحدثته الهيئة لقياس نسبة رضاء المتعاملين بخدماتها الطبية، وذلك تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل، باعتبار آليات رضاء المنتفعين المختلفة هي حلقة الوصل بين الهيئة والمنتفع بخدمات المنظومة الجديدة، حيث تخطى متوسط نسبة الرضاء عن مستوى الخدمة الطبية وجودتها بمنشآت الهيئة 90%، فيما بلغت نسبة الاستجابة وحل شكاوي منتفعي التأمين الصحي الشامل بالمنظومة الالكترونية للشكاوى الموحدة لمجلس الوزراء 97%.