يوافق اليوم 20 ديسمبر اليوم الدولي للتضامن الإنساني والذي يُعتبر مناسبة هامة تجمع العالم حول قضايا الإنسانية وتعزز روح التعاون والدعم المتبادل، وهو فرصة للتأكيد على أهمية التضامن العالمي في مواجهة التحديات الإنسانية المعاصرة.

اليوم العالمي للتضامن الإنساني

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 209/60 التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر في هذا الصدد، أن تعلن 20 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن الإنساني، في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، التزمت الحكومات بالقضاء على الفقر باعتبار ذلك حتمية أخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية للبشرية.

وفي فبراير 2003، أنشأت الجمعية العامة، بموجب قرارها 265/57 صندوق التضامن العالمي بوصفه صندوقا استئمانيا تابعا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يتمثل الهدف منه في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقرا من سكانها.

التضامن الإنساني

وحددت الأمم المتحدة مفهوم التضامن يعبر عن روح الوحدة والتكاتف، حيث يجتمع الأفراد والمجتمعات والدول لمواجهة التحديات الإنسانية بشكل مشترك، ويعكس هذا اليوم شدة المطالبة بأن الحلول الفعّالة للمشكلات العالمية تتطلب تعاوناً شاملاً وتضافر جهود الجميع، ويأتي اليوم الدولي للتضامن في ظل تعقيدات المشهد العالمي، حيث يشهد العالم تحولات هائلة في مختلف الميادين، سواء التغيرات المناخية أو التحديات الصحية، فتظهر الضرورة الملحة للتضامن الدولي وتبادل الدعم للوقوف صفًا واحدًا أمام هذه التحديات الملحة.

ويتلخص الهدف العام من التضامن الدولي في إنشاء بيئة مواتية للقيام بالقضاء على أسباب التفاوت وعدم المساواة بين الدول، والعقبات الهيكلية والعوامل التي تولّد الفقر وعدم المساواة وتؤدي إلى استدامتهما على الصعيد العالمي؛ وأيضا  إنشاء علاقة قوامُها الثقة والاحترام المتبادل بين الدول والجهات من غير الدول من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان، وتعزيز نظام اجتماعي ودولي يتيح إعمالا كاملا لجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

فتحرص الأمم المتحدة في يوم التضامن الإنساني على تشجيع المواطنين من خلال الحكومات بالتحلي بروح التضامن والإخاء باتخاذ ما تملكه من وسائل وإمكانيات وخطط جديد، لذلك يقام  كل عام الكثير من الأحداث والأنشطة حول العالم احتفالاً بهذا اليوم، والتي تروج لمفهوم التضامن والإخاء الإنساني، مثل القيام الندوات وورشات العمل والمحاضرات التثقيفية، وعرض الأفلام الوثائقية والعروض المسرحية التي تتناول موضوع الفقر والتضامن الإنساني، كما شمل الاحتفال اطلاق المبادرات لتشجيع الناس على موضوع التضامن والإخاء الإنساني، وللبحث أيضا عن طرق وأساليب مبتكرة تساعد في القضاء على الفقر، ويحاول توظيف كل وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع من مجلات وصحف وبرامج تلفزيونية وإذاعية، بالإضافة أيضا لشبكات الإنترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي، للترويج والتعريف بهذا اليوم المهم.

 

اليوم العالمي للتضامن الإنساني 2023

وقالت الأمم المتحدة، إن الاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام، يأتي بعد أن اعتمد زعماء العالم أهدافا عالمية جديدة تسمى " أهداف التنمية المستدامة "، التي تعد جدول أعمال جديد وشامل للقضاء على الفقر وحماية الكوكب وضمان الكرامة للجميع.