دائما ما تترك الرواية الأولى في نفس الكاتب أثر عظيم مهما كتب من بعدها من روائع وإبداعات، وتحل اليوم 19 ديسمبر ذكرى صدور أول رواية قصيرة للروائي والكاتب والناقد الإنجليزي تشارلز ديكنز والتي تعرف باسم "ترنيمة عيد الميلاد"، وصدرت لأول مرة عام 1843م عن دار تشابمان وهول للنشر.
تصنف الرواية ضمن الروايات الكلاسيكية في الأدب الإنجليزي، تتكون من 145 صفحة، كما تُرجمت الرواية للغة العربية، يتكون الكتاب من خمسة فصول، أطلق عليها "ديكنز" اسم "المدرّجات".
استعان "ديكنز" بالرسّام التوضيحي جون ليتش في تصوير بعض الأحداث داخل الرواية.
تدور أحداث هذه الرواية حول قصّة الرجل المسن البخيل الذي يدعى "إبنزر سكروج"، ويقوم بزيارته شبح شريكه السابق في العمل الذي يدعى جاكوب مارلي، بصحبة أرواح عيد الميلاد الماضي والحاضر والآتي، ومن ثم يتحوّل سكروج الرجل البخيل الجشع إلى رجل طيّب ولطيف بعد زيارتهم.
تأثّرت أحداث الرواية بروح منتصف العصر الفيكتوري، الذي أحيا مبدأ عطلة عيد الميلاد، مما جعل ديكنز يستلهم الأحداث من الاحتفاء الغربي الحديث بعيد الميلاد، بما في ذلك التجمّعات العائلية، والطعام والشراب والطعام الموسميين، والرقص، والألعاب، وكرم الروح.
تركز أحداث القصّة الرئيسية حول علاج الفقراء وقدرة الرجل الأناني على تبرئة نفسه بعدما أصبح شخصية أكثر تعاطفًا.
من أجواء الرواية
"كانت الناس تحفر الثلج وتزيله بعيدًا عن الطريق من أمام منازلهم، ومن الأسطح كان ينزلج مزيدًا من الثلج، وكان الأولاد يضحكون فرحين برؤيته وهو يسقط إلى أسفل حيث الطريق. كانت السماء رمادية لكن كان هناك جو من البهجة. فالناس التي كانت تحفر الثلج كانت مفعمة بالفرح، ينادون بعضهم بعضًا، ويلقون من حين لآخر كرات الثلج على بعضهم بعضًا، ويضحكون عندما تأتي عليهم".
تحمل رواية "ترنيمة عيد الميلاد" رسالة مضمونها أن الحب والرحمة أهم من المال، وتشير إلى أن الثروة لا يمكن أن تشتري السعادة، وأن الحياة الكريمة والوصول للسلام الداخلي يبدأ بالاهتمام بالآخرين.