قال رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت إن التعاون مع الهيئات العالمية الكبرى يعكس ما وصلت إليه الجامعة عالميًا في مجال تجديد الخطاب الديني، وتأسيس خطاب ديني جديد وظهور تيار إصلاحي عالمي.
جاء ذلك على هامش استضافة الجامعة برئاسة الدكتور محمد الخشت للمحاضرة التذكارية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، حول مستجدات الفكر بين الشرق والغرب، بقاعة الاحتفالات الكبرى، وذلك بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وأسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية بمصر والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية.
وأضاف رئيس الجامعة أن تواجد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي داخل قبة جامعة القاهرة له الكثير والعديد من المعاني والدلالات، والتي تستلزم التوقف لتوضيحها وتتمثل في توسيع آفاق التعاون بين الجامعة والهيئات العالمية الكُبري من الشرق والغرب.
وأوضح دور الدكتور محمد بن عبدالكريم في تطوير الفكر الاسلامي والقانوني والإصلاحات المتعددة التي قام بها داخل النظام القضائي السعودي، لافتًا إلى أنه عند توليه وزارة العدل قام بتمكين تقنين الشريعة الاسلامية وإصدار أول رخصه محاماة للمرأة السعودية.
من جانبه..أشاد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي بجهود الدكتور محمد عثمان الخشت بوصفه قائدًا للمنظومة الأكاديمية داخل جامعة تاريخية قفزت مجددًا برؤيته الطموحة وبدعم من القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مهنئًا الشعب المصري لتولي الرئيس السيسي فترة جديدة بعد فوزه المستحق في الانتخابات الرئاسية.
وأشار إلى القفزات الكُبرى والتقدم غير المسبوق الذي حققته جامعة القاهرة داخل مختلف التصنيفات العالمية المرموقة، مؤكدًا وجود إرث كبير من الأفكار والسجالات العميقة وصلت لصدامات وصراعات ومحاكمات وحروب على مدار أعوام مضت شرقًا وغربًا، وكانت أكثر فظاعة في الغرب بشهادة التاريخ مثل حرب الـ30عامًا التي مزقت أوروبا وغيرت خريطتها والتي كانت شرارتها الأولى حربا دينية، ثم تحولت بعد ذلك إلى حرب ذات مصالح سياسية، إلى جانب الحرب العالمية الأولى والثانية وما ترتب عليها من آثار جسيمة.
وقال إن السبب الرئيس في الصراعات الفكرية هو الانغلاق والضيق في الرأي الآخر، بجانب تضارب المصالح واستهداف الشخصيات الفكرية لأهداف خاصة، مؤكدًا أن الوعي الحضاري يترجم صحيح الدين والفكر من خلال الحوارات التي تُجنب الأفراد من الوقوع في فخ الاستفزاز الديني، وتدني مستوي الوعي في إدارة الجدالات الدينية الفكرية.
وأضاف أن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ ولا يمتلك الحقيقة المُطلقة، وأن الله سبحانه وتعالي أمر الناس بالإعراض عن الجاهلين، مشيرًا إلى أن مستجدات الفكر الإنساني تتصف بالاستمرار في الحراك والتغير بشكل يومي وهو ما يتطلب التعامل مع هذا التغيير المستمر من خلال إعمال العقل المفكر الذي من شأنه أن يتعامل بشكل سليم مع تلك المستجدات.
وأكد أن الدين كامل لا زيادة عليه ويتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة، وهو متجدد على الدوام وصالح ومصلح لكل زمان ومكان وأن الاجتهادات الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والنيات والأشخاص وذلك باتفاق فقهاء الإسلام.
وتابع أن التجديد في الدين يكون من خلال الاجتهاد في فهم الشرع لتحقيق مصالح الناس وليس تجديد الدين نفسه، وأن الاجتهاد ليس قاصرًا على أحد دون الآخر أو مكان دون الآخر بل هو واجب شرعي ويجب علي الجميع أن يجتهدوا.