تنشر بوابة"دار الهلال"، نص خطبة صلاة الجمعة، اليوم، والتي جاءت تحت عنوان_نداءات القرآن الكريم للمؤمنين_ حيث تتناول الخطبة نداءات الله (سبحانه وتعالى) لعباده المؤمنين بما فيها من توجيهات سامية وإرشادات عظيمة، تحمل الخير للدنيا كلها.
نص الخطبة
نداءات القرآن الكريم للمؤمنين
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه
تحشرون}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن المتأمل في القرآن الكريم يجده حافلا بنداءات الله (عز وجل) لعباده المؤمنين، وهي نداءات تتضمن توجيهات سامية وإرشادات عظيمة، تحمل الخير
للدنيا كلها، يقول سيدنا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): "إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك؛ فإما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه".
ومن نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ما جاء في إرشادهم إلى تقوى الله (عز وجل) حق تقاته، بأن يمتثلوا أمره ويجتنبوا نهيه، حيث يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، يقول ابن مسعود (رضي الله عنه): (حق تقاته: أن يطاع سبحانه فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا.ينسي)، ويقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}، ويقول نبينا
(صلى الله عليه وسلم): (اتق الله حيثما كنت).
ومنها: ما جاء في القرآن الكريم من أمرهم بالاستعانة بالصبر والصلاة في جميع أمورهم، حيث يقول (سبحانه وتعالى): {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}، ويقول سبحانه: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}، (وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة).
ومنها: ما أمر الله (عز وجل) به عباده المؤمنين بأن يأكلوا الحلال الطيب، وأن یشکروه سبحانه على نعمه، حيث يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات
ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}، ولأهمية أكل الحلال أمر الله سبحانهبه المرسلين أيضا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من
الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك؟!)، ولا شك أن أكل الحلال الطيب ينير القلب، ويشرح الصدر، ويزكي الجوارح، ويكون سببا في رفعة الوطن وتقدمه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلی الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن نداءات القرآن الكريم للمؤمنين أمرهم بأعمال الخير والبر من الصدقة
والجود والتكافل المجتمعي، فذلك زاد المؤمن في الدنيا والآخرة، حيث يقول الحق سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه
ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون}، ويقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد}، ويقول تعالى: {وافعلوا
الخير لعلكم تفلحون}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الأشعريين إذا أرملوا- نفد زادهم- أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم)، ولا شك أن الإنفاق في وجوه الخيرات من دلائل الإيمان، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (الصدقة برهان).
فما أحوجنا إلى الاستجابة لنداءات القرآن الكريم للمؤمنين، حتى نسعد في الدنيا والآخرة، يقول سبحانه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
اللهم احفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين