أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرا تحت عنوان "التكنولوجيا بعد 2023"، سلط من خلاله الضوء على اتجاهات التكنولوجيا خلال عام 2023 وبعده، وأبرز التقنيات الناشئة، كما استعرض التقرير أهم اتجاهات التكنولوجيا فى مصر، بالإضافة إلى مستقبل التكنولوجيا.

واستعرض التقرير أهم اتجاهات التكنولوجيا فى مصر، مشيرا إلى أن الحكومة شكلت فى نوفمبر 2019 المجلس القومى للذكاء الاصطناعى كشراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين البارزين والممارسين من الشركات الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى؛ وذلك بهدف توحيد الجهود الوطنية، وتطوير استراتيجية الذكاء الاصطناعى فى مصر والتطبيقات المختلفة المتعلقة بالذكاء الاصطناعى. 

بالإضافة إلى التوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية، فضلا عن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى -التى سيتم تنفيذها فى غضون ثلاث إلى خمس سنوات- تعد أولوية رئيسة لمساعدة مصر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحدد خطط الدولة لتعميق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحويل الاقتصاد.

وأشار التقرير إلى البرنامج التى أطلقته الحكومة فى مدارس ثانوية مختارة لإثارة حماس الطلاب بشأن الذكاء الاصطناعى وتنفيذ مشروعات صغيرة على لوحات "وحدات معالجة الرسومات" باستخدام معدات صغيرة، يشمل البرنامج التجريبى 10 مدارس فى جميع أنحاء البلاد وسيتم تنفيذه على مراحل لتغطية مصر بأكملها على مدى السنوات الثلاث القادمة. وكشرط أساسى، صممت الحكومة برنامج تمكين المعلمين لضمان تزويد المعلمين بالأدوات والمعرفة المناسبة للتدريس وأيضا لتوجيه مشاريع الذكاء الاصطناعى.

وعن تطور الذكاء الاصطناعى فى المجالات الطبية فى مصر، ذكر التقرير أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعى فى التصوير الطبى فى مصر قدرت بـ 4 ملايين دولار أمريكى فى عام 2022 ومن المتوقع أن تتوسع بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ 36.9% من عام 2022 إلى عام 2030 ليصل إلى 52 مليون دولار أمريكى، هذا، وتشهد مصر اعتمادا سريعا للذكاء الاصطناعى فى التصوير الطبى فى أنحاء مختلفة من البلاد؛ حيث يستخدم مقدمو الرعاية الصحية فى القاهرة والإسكندرية وصعيد مصر ومحافظة البحر الأحمر تقنيات التصوير الطبى القائمة على الذكاء الاصطناعى لتطبيقات مختلفة، مثل التحليل الآلى للصور الطبية، وتحسين دقة التشخيص، وتقليل الوقت اللازم للتشخيص، بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة المصرية على تشجيع الابتكار فى مجال الرعاية الصحية وتقديم الدعم لمقدمى الرعاية الصحية لتنفيذ تقنيات التصوير الطبى القائمة على الذكاء الاصطناعى.

جدير بالذكر، أن مصر تملك هيئة تنظيمية تسمى "هيئة الدواء المصرية" تشرف على الأجهزة الطبية والأدوية، ومن المرجح أن تقع أى منتجات تصوير طبى متعلقة بالذكاء الاصطناعى ضمن اختصاصها، ومن الممكن أن تقوم "هيئة الدواء المصرية" بتطوير لوائح ومبادئ توجيهية للذكاء الاصطناعى فى التصوير الطبى فى المستقبل مع استمرار التكنولوجيا فى التقدم واستخدامها على نطاق أوسع فى الرعاية الصحية.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ينمو سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات فى مصر بمعدل نمو سنوى مركب قدره 10.4% حتى نهاية عام 2029، ويتم تقسيم السوق فى مصر على أساس النظام والنوع وحجم المؤسسة والمستخدم النهائى، وتشمل السوق حسب النظام (النظام الذكى، نظام الأمن، والتحكم والأتمتة)، ووفقا للنوع (الخدمات المدارة والخدمات المهنية)، وبالنسبة لحجم المنظمة (المؤسسات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم)، ووفقا للمستخدم النهائى (الخدمات التجارية، والصناعية، والسكنية، والحكومية).

وذكر التقرير أن "النظام الذكى" يمثل أكبر قطاع للمكونات فى سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات فى مصر، ويوفر المرافق الأساسية، ومجموعة واسعة من المميزات من خلال العديد من المنصات، مع ملاحظة تزايد الحاجة للأنظمة الذكية والأمنية، وزيادة الطلب على نظام مكافحة الحرائق الآلى، ومرافق العمل والتعلم عن بعد.

وأوضح التقرير أهم اتجاهات التكنولوجيا عام 2023، مشيرا إلى أنه رغم انخفاض الاستثمارات فى الذكاء الاصطناعى إلى 104 مليارات دولار فى عام 2022 مقارنة بـ 146.8 مليار دولار فى عام 2021، فإنها استمرت فى التقدم مقارنة بمستويات الفترة 2018-2020، والتى بلغ متوسطها 73.5 مليار دولار، كما توضح الأبحاث أن الاستثمار فى هذا المجال يزيد من إمكانات ومزايا الذكاء الاصطناعى.

وعن تطور سوق الأتمتة الصناعية خلال الفترة (من 2022 إلى 2032)، ذكر التقرير أن حجم سوق الأتمتة الصناعية العالمية قدر بنحو 195 مليار دولار أمريكى فى عام 2022، ومن الملاحظ أنه يتجه نحو التوسع ليتجاوز 459.51 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2032، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوى مركب قدره 9% خلال الفترة المتوقعة من (2023 – 2032)، ومن حيث "المكونات"، ينمو قطاع الروبوتات الصناعية بمعدل نمو سنوى مركب قدره 12% خلال الفترة ما بين عامى (2023 – 2032).

أما عن مستقبل التكنولوجيا،ذكر التقرير أنه على مدى العامين المقبلين، من المرجح أن تستمر العوالم الافتراضية "الميتافيرس" (Metaverse) فى التوسع والنمو من طور الألعاب الافتراضية، لتصبح فى النهاية جزءا من نماذج أعمال الشركات،فضلا عن ذلك، سيؤدى التطور المتزامن لتقنيات الحوسبة والاتصال إلى خلق مجموعة من المسارات المبتكرة للعوالم الافتراضية التى ستشكل آفاق عالمنا خلال العقد القادم.

وأشار التقرير إلى أن سوق الذكاء الاصطناعى سيشهد نموا سريعا فى المستقبل، حيث يقف الذكاء الاصطناعى فى طليعة الابتكار العالمى كأداة لليقين والتميز فى البيانات، ففى عام 2022 أفادت 35% من الشركات أنها تستخدم الذكاء الاصطناعى، فى الوقت الذى تبحث 42% أخرى فى هذه التكنولوجيا. 

وستشهد سوق الذكاء الاصطناعى نموا سريعا فى المستقبل، حيث تطورت إيرادات سوق برمجيات الذكاء الإصطناعى فى جميع أنحاء العالم لتصل إلى ما قيمته 22.59 مليار دولار أمريكيا فى عام 2020، بزيادة قدرها 7.9 مليار دولار أمريكى عن عام 2019، ونما بمقدار الضعف بقيمة 51.27 مليار دولار أمريكى فى عام 2022، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو السريع فى المستقبل.

كما أشار التقرير إلى توقعات الخبراء بوصول الذكاء الاصطناعى إلى مرحلة النضج بمساهمة محتملة تزيد على 15 تريليون دولار أمريكى فى الاقتصاد العالمى بحلول عام 2030.