دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان "كفى للقتل الجماعى بقطاع غزة"، إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وذلك بعدما تجاوز عدد القتلى فى القطاع نحو 20 ألف قتيل منذ بداية الحرب فى القطاع بشهر أكتوبر الماضى.

ولفتت الصحيفة إلى أن عدد الضحايا هذا يعنى أن 1 % من سكان القطاع قد لقوا حتفهم فى هذه الحرب، هذا بخلاف المفقودين والذين وفقا للتقديرات غالبا ما سيكونون مدفونين تحت الانقاض، كما أنه وفقا لوزارة الصحة فى غزة فإن ثلثى القتلى هم من النساء والأطفال، إلا أنه وفقا لتقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية فإن ثلث القتلى بالقطاع هم من رجال حماس، ما يعنى أن هذه الحرب ألحقت ضررا غير مسبوقا بالأبرياء.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم دعوات الجيش الإسرائيلى لسكان غزة للتحرك جنوبا، إلا أنه قد اتضح أن الجنوب أيضا غير آمن، ما يعنى أن الجيش الإسرائيلى الذى يشن عمليات عسكرية بالوقت الحالى فى جنوب غزة عليه أن يقوم بموائمة لتقليل عدد الهجمات ضد الأبرياء، كما يجب أن يأخذ فى الحسبان الوضع الإنسانى فى قطاع غزة والأمراض المنتشرة به ونقص المياه والغذاء والدواء، وحقيقة أن الكثير من المواطنين ليس لهم مأوى يعودون إليه، بالإضافة إلى البنى الأساسية المدمرة.

وشددت الصحيفة على أن هناك ضرورة مطلقة لوضع حد فاصل بين استهداف عناصر حماس وبين الإضرار بالمواطنين الأبرياء، لاسيما فى ظل حقيقة أنه يوجد بالقطاع 129 أسيرا إسرائيليا، كما يجب بالتوزاى مع ذلك أن تدفع إسرائيل نحو إتمام صفقة تبادل أسرى وأن تكون مستعدة لدفع ثمن يتمثل فى إقرار هدنة وتحرير أسرى.

وأضافت الصحيفة أن كلا من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء ويوآف جالانت وزير الدفاع كررا أكثر من مرة أن الضغط العسكرى المتواصل على حماس سيؤدى إلى تخفيف مطالبها وإعادة المخطوفين، لكن الواقع غير متوائم مع تقديراتهما؛ فاستمرار الهجمات بقوة لم يأت بنتائج فيما يتعلق بالأسرى بل أدى إلى وقف المفاوضات حول تحريرهم. 

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن إعادة الأسرى هو الهدف الأسمى للحرب، والحكومة الحالية ليس لها الصلاحية للتخلى عنهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.