شهد القرن الحادي والعشرين تقدما تكنولوجيا في كافة المجالات العلمية والفنية وأصبح معاون جيد للبشرية في إنجاز الأعمال بمهارة غير مسبوقة .. وهو ما يجعلنا نتسأل هل التكنولوجيا تصارع العامل البشري ام تتكامل معه ؟
لقد أكدت الحرب الفيتنامية الأمريكية وأيضا الحرب الإسرائيلية الأمريكية الفلسطينية مع وجود فروق زمنية بينهما في ظل التقدم التكنولوجي إلا أنها وقفت عاجزة أمام هندسة الإنفاق وكشفها وتحديدها بكل وسائل التكنولوجيا المتطورة واضحي أن هندسه الإنفاق صمدت أمام التقدم العلمي ومن نتائجها انسحاب أمريكا بقوتها أمام دولة نامية تفتقد تكتيكات الحروب وطردت القوات الأمريكية من بلدها بتكتيك الإنفاق الذي فرض نفسه وهزم التكنولوجيا التي عجزت عن كشفها وتكرر الأمر في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية حيث عجزت الأقمار الصناعية والاستشعارات الحرارية كشف الإنفاق مما دعا القوات الإسرائيلية الى سيناريو متوقع بتدمير غزة بحثا عن الإنفاق.
هنا يجب ان أشير إلى بعض الأسباب المحتملة لفشل التكنولوجيا في هذه المهمة منها الأنفاق قد يكون لها تصميمات معقدة ومختلفة، وتكون مصممة لتكون صعبة الكشف عنها. قد يتطلب الكشف الناجح عن الأنفاق استخدام تقنيات متعددة ومتطورة. كما أن التضاريس الجغرافية المختلفة تؤثر على قدرة التكنولوجيا على كشف الأنفاق. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد مثل الرادار في المناطق المرتفعة أو الأراضي الصلبة بالاضافة الي قد يكون هناك قيود في القدرة التكنولوجية على كشف الأنفاق بشكل فعال. قد تكون التقنيات المستخدمة غير كافية أو غير متوافقة مع نوعية الأنفاق الموجودة ، كما قد تواجه التكنولوجيا التحديات التقنية التي تؤثر على قدرتها على كشف الأنفاق بشكل صحيح. قد تتضمن هذه التحديات قدرة الأجهزة على التحمل والاستقرار في ظروف بيئية قاسية أو التداخل مع المصادر الأخرى للضوضاء فضلا عن قد يكون لدى المنظمات التي تنشئ الأنفاق استراتيجيات للتضليل والتمويه، وقد تقوم باتخاذ إجراءات لتقليل اكتشاف الأنفاق بواسطة التكنولوجيا.
ولا يفوتنا ان استخدام مواد خاصة في بناء الأنفاق تسهم في تقليل اكتشافها بواسطة التكنولوجيا. قد تكون هذه المواد مصنوعة من المواد ذات الخواص الكهرومغناطيسية المنخفضة أو الرادار الشفاف أو الألياف الضوئية غير المكتشفة بأجهزة الاستشعار التقليدية واهميه العوامل البيئية مثل التربة والماء والطين والحجارة قد تعوق قدرة التكنولوجيا على الكشف عن الأنفاق. قد يتعذر على الأجهزة التقنية اختراق هذه العوامل أو قد يتعذر عليها توفير الصورة الواضحة والدقيقة .
و هنا نجد لا مناص من اللجوء للعنصر البشري والتعاون مع التكنولوجيا لتعزيز قدرة الكشف عن الأنفاق حيث يعمل البشر على تحليل البيانات والمعلومات واتخاذ قرارات استراتيجية،
عن طبيعة الهياكل المستخدمة في الأنفاق فهي تحتاج إلى الخبراء البشريين ذوى المهارات والمعرفة لتحليل البيانات المقدمة من التقنيات الحديثة والمختلفة والتعامل مع المواقف غير المتوقعة والتحديات التي قد تواجهها أثناء عمليات الكشف و تحديد العوامل المشتبه بها والتصرف بشكل سريع وفعال وتفسيرها بشكل صحيح لاتخاذ قرارات أفضل وأكثر دقة.
هناك نماذج عديدة لتجنب الاعتماد علي التكنولوجيا وإهمال العنصر البشري ومنها علي سبيل المثال ضعف وركاكة الترجمة من العربية للغات الأخرى لكون اللغة العربية تتميز بتقابله الحروف واختلاف المعنى وفي مجال الاستخبارات لا يمكن الاعتماد علي الصور الجويه والمصادر التكنولوجية الأخرى دون تأكيد المعلومات من عناصر بشرية وفي المجال العسكري لا يمكن الاستغناء عن قوات المشاة التقليدية في ظل ميكنة القوات وايضا في الطب واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية .
أخيرا علينا أن نتعلم ونستفيد من الحروب وفشل التكنولوجيا في الاهتمام بالعنصر البشري من حيث تأهيله علميا وبناء قدراته الابداعيه والتفكير الاستراتيجي والتفاعل الاجتماعي ولا يعطي الأمان لهذه الإله الصماء التي صنعها بيده لتكون مصدر خطر عليه .. فيفقد العديد من الوظائف وفرص العمل وأثر ذلك علي الاقتصاد والمجتمع ..علينا العمل علي التوازن والدمج بين التكنولوجيا والبشر.